مع أحمد بهاء الدين 1 2

مع أحمد بهاء الدين (1- 2)

مع أحمد بهاء الدين (1- 2)

 العرب اليوم -

مع أحمد بهاء الدين 1 2

بقلم:مصطفى الفقي

تُعتبر الحياة الصحفية للكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين نقطة تحول فى الصحافة المصرية، حيث بدأ رحلته من روزا اليوسف ونال تقدير سيدة الدار، فاطمة اليوسف، حتى أصبح تاليًا لابنها إحسان عبدالقدوس فى القرب منها والثقة فيه كاتبًا شابًّا موهوبًا لديه رصيد كبير من مقومات التأمل والتفكير، فضلًا عن متابعة ممتازة للتاريخ السياسى فى مصر الحديثة، ولقد بلغ من ثقة فاطمة اليوسف به ما تردد عن أن أحمد بهاء الدين هو الذى صاغ مذكراتها وكتبها بقلمه وأسلوبه تعبيرًا عن أفكارها وتاريخها الحافل.

وأظن أن أحمد بهاء الدين فى تاريخ الصحافة أيقونة من نوع خاص تختلف عن غيرها، وقد لفت نظرى دائمًا أن علاقته بالأستاذ محمد حسنين هيكل كانت علاقة طيبة فيها احترام متبادل وفهم مشترك لطبيعة الصحافة وأهميتها فى الحياة السياسية فى العقود الأخيرة، والكاتب الكبير من بيت صعيدى، من محافظة أسيوط، حصل على ليسانس الحقوق، وتمرس فى الحياة الصحفية والسياسية والفكرية من مطلع حياته، وظل دائمًا راصدًا للتطورات الثقافية والاجتماعية فى الدولة المصرية، وكانت له كتابات مهمة عن الملك فاروق ووزاراته وعن جيهان السادات وتاريخها المتميز، وهو صاحب التعبير الشهير عن الانفتاح (سداح مداح)، ولقد تبوأ مناصب صحفية رفيعة، بدءًا من رئاسته تحرير المجلة الجديدة، التى عبرت عن القلوب الشابة والعقول المتحررة، وهى مجلة صباح الخير، التى صدرت تعبيرًا عن روح الشباب المتجدد فى مؤسسة روزا اليوسف العريقة عام 1956.

كما تبوأ فى مرحلة معينة رئاسة تحرير «الأهرام»، وترأس أيضًا تحرير المجلة العربية الشهيرة «العربى»، تاليًا للعالِم الكبير، الدكتور أحمد زكى، وقد استطاع «بهاء الدين» أن يقود مدرسة جديدة فى الكتابة، فهو الذى طوع اللغة ببساطة شديدة للتعبير عن الأفكار المهمة، ووصل بكتابة العمود الصحفى إلى المواطن العادى ليُشركه فى أصعب القضايا وأخطر الأمور، ويكفى أنه أول من كتب- فى أعقاب نكسة يونيو 1967- عن الدولة الديمقراطية فى فلسطين التى تضم العرب واليهود، كما أنه كان أول مَن بشر بحل الدولتين، الذى مازلنا نطالب به حتى الآن.

لقد تميز الأستاذ أحمد بهاء الدين بدرجة عالية من التعامل مع السلطة الحاكمة عن بُعد، بل برع ذلك الكاتب الكبير فى أن يجعل من مفهوم الغياب عن الساحة تعبيرًا غير مباشر عن وجهة نظره تجاه الأحداث والمواقف والأشخاص، ولقد توثقت علاقتى به عندما بدأت أفكر فى موضوع أطروحتى للدكتوراة من جامعة لندن فى مطلع سبعينيات القرن الماضى، فلجأت إلى ذلك العقل المضىء والذهن المتوهج ألتمس رأيه فى موضوع الرسالة، وأبديت له اهتمامى بالأديان ونشأتها فى الشرق الأوسط، ثم بالعلاقة بين المسلمين والأقباط فى الوطن المصرى، وقد ظل يحاورنى حتى اهتدينا إلى موضوع «الأقباط فى السياسة المصرية»، مع دراسة تطبيقية على مكرم عبيد باشا، وأفادنى الكاتب الكبير كثيرًا من رؤيته الواسعة ومعلوماته الغزيرة.

فضلًا عن أن حياته الشخصية كانت هى الأخرى نموذجًا رفيعًا للوحدة الوطنية، عندما اقترن بفتاة فاضلة من أسرة قبطية عريقة، فكانت زوجته خير عون له، حتى إنها لا تزال على تواصل مع أصدقائه المصريين والعرب وأسرهم حتى الآن، ومازلت أشعر بحرص شديد على متابعة الجمعية الخيرية التى أنشأها ابنه الواعد الاقتصادى القانونى الكبير، الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، الذى حرص على أن تكون الجمعية التنموية التى يرعاها باسم والده الكبير فى مسقط رأسه وفى القرية التى نشأ فيها وارتبطت بها عائلته.

ولا يزال الاحتفال السنوى الذى يقيمه الدكتور زياد بمثابة مراجعة أمينة للخدمات الكبيرة التى تقدمها تلك الجمعية، التى أرى أنها يمكن أن تكون نواة لمشروعٍ ضخم تحت عنوان (الجذور)، حيث يستلهم كل مَن أُوتى حظًّا من المعرفة أو المكانة امتدادًا لما بعد حياته يخدم به المكان الذى نشأ فيه وخرج منه مثلما فعلت أسرة بهاء الدين تكريمًا لذكرى ذلك الكاتب الكبير، الذى حظى باهتمام كبير من المصريين والعرب على حد سواء فى حياته وبعد رحيله.. وللحديث بقية.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مع أحمد بهاء الدين 1 2 مع أحمد بهاء الدين 1 2



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab