الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

الرهائن.. «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

الرهائن.. «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

 العرب اليوم -

الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»

بقلم - عماد الدين أديب

يخطئ من يعتقد أن أي صفقة لتبادل الرهائن سوف تنهي مشروع الحرب الوحشية، التي يخوضها نتانياهو.

الرهائن «جزء» من «كل»، عنصر مساعد، لكن هذا الملف ليس الهدف الأكبر أو المرضي لغرور الجيش الإسرائيلي المجروح في كبريائه وقدراته، منذ يوم 7 أكتوبر الماضي.

في ثقافة المجتمع الإسرائيلي فإن جيش الشعب هو «فخر الدولة العبرية»، وهو الحارس والحامي للمشروع الصهيوني من عدوان وشرور منطقة وجيران لديهم رغبة وحشية في إلقاء إسرائيل في البحر.

هذا يعني أن الجيش هو بهذا المفهوم الجبار الصلب الحامي من تكرار «المظلومية التاريخية للشعب اليهودي على مر القرون».

من هنا كانت ضربة يوم 7 أكتوبر هي اختراق مؤلم، وزلزال «لنظرية الأمن الإسرائيلي، الذي لا يخترق، وصدمة للرأي العام في جيشه الذي لا ينهزم»، لذلك كله فإن المشروع الإسرائيلي في غزة هو «مشروع الحد الأقصى من الجنون»، أي يقوم على جعل الحياة مستحيلة تماماً لسكان غزة بأكبر قدر من الخسائر دون مراعاة لأي قواعد اشتباك وضرب مستهتر لكل القيم الإنسانية، التي نص عليها القانون الدولي.

وأتجرأ وأقول: إن السلوك الإجرامي الانتقامي الوحشي يعلو على أي شيء حتى لو كان سلامة الرهائن، وبالتالي إطلاق جزء من الرهائن مقابل ساعات من التهدئة، وبضعة أطنان من المساعدات والوقود لا يعني أبداً إيقاف إطلاق النار، لا نهاية صريحة للعمليات العسكرية الوحشية.

الأهم أن إطلاق الرهائن جزء منهم أو أغلبيتهم أو حتى جميعهم (وهذا صعب الآن) لن يوقف سعي إسرائيل لإعادة تدوير مشروع التهجير القسري لسكان غزة إلى داخل نطاق غزة.

إسرائيل لن تحل مشكلة فلسطينية بثمن إسرائيلي، ولكن بثمن عربي وتمويل دولي !

هذا الجنون المتوحش الإسرائيلي هو «الناتج النهائي» لثلاثة عوامل تداخلت، وامتزجت ببعضها، لتعزز لنا ذلك الجنون الهستيري.

الأول: الشعور بالرغبة للانتقام والثأر لجرح كرامة وكبرياء «جيش الدفاع الذي لا يقهر»، وبالتالي أصبح ذلك اتهاماً صريحاً بالتقصير الشديد، الذي لا يغفر على جنرالات الجيش والمؤسسات الأمنية، والتحالف اليميني، الذي يقوده نتانياهو.

الثاني: الفرصة التاريخية التي أتاحها يوم 7 أكتوبر لتحريك المشروع التوراتي للحكومة اليمينية ستعيد سياسة «الترانسفير» العنصرية للعرب، بهدف نقاء الدولة من العرب، وبقاء الجنس اليهودي وحده.

الثالث: التخلص من الكتل الديموغرافية داخل الحزام الأخضر (سكان ما قبل 1948) والضفة والقطاع، عبر سياسة التطهير العرقي في زمن حرب عدوانية يتم الادعاء بأنها حرب مشروعة، تدافع فيها إسرائيل ضد الإرهاب الفلسطيني !

إن الحديث هو مجرد فترة إعلانية إعلامية لالتقاط الأنفاس، بعدها يستمر تنفيذ مشروع المجازر بهدف الترحيل، ثم يخرج علينا نتانياهو بابتسامته الغبية الشريرة ويقول للعالم:

«سيداتي سادتي فاصل ونواصل»!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم» الرهائن «مهدئ قصير المفعول لا يوقف الألم»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab