بقلم - عماد الدين أديب
يأتي وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل، لتحقيق 3 أهداف رئيسة:
الهدف الأول: تأكيد وتقديم الدعم اللانهائي وغير المحدود وغير المشروط من إدارة جو بايدن، والحزب الديمقراطي، للدولة العبرية.
الهدف الثاني: إقناع إسرائيل بالخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها في «حق رد الفعل تجاه الجريمة الوحشية»، التي قامت بها «حماس»، على حد وصف الرئيس بايدن.
بمعنى أن «للرد حدود»، بحيث لا يؤدي حق الرد إلى تفجير المنطقة، وتوسيع دائرة الصراع والنزاع في الشرق الأوسط.
وهكذا، في الوقت الذي يتم فيه إرسال إمدادات السلاح المطلوبة من ذخيرة «القبة الحديدية»، إلى كافة احتياجات الجيش الإسرائيلي، وصولاً إلى «القنبلة الخاروقية» Buster Bomb، التي تخترق أي موقع محصن فوق أو تحت الأرض، بالإضافة إلى حاملة الطائرات جيرالد فورد، المزودة بخمسة آلاف جندي وضابط من خيرة التشكيلات النوعية في الجيش الأمريكي، يأتي أيضاً بلينكن.
ثالثاً: سيزور بعض الدول المعنية في المنطقة «للطمأنة»، وتأكيد أن الدعم الأمريكي لإسرائيل لا يعني تملص واشنطن من وعدها بسلام وتسوية في المنطقة.
بالطبع لم يخفَ على بلينكن، من خلال الاتصالات مع القاهرة وأبوظبي والرياض وعمان وأنقرة، أن هناك قلقاً عظيماً من رد الفعل الوحشي غير المسبوق ضد أهالي غزة، بدءاً من آلاف الأطنان من التفجيرات، إلى المنع غير الإنساني للماء والكهرباء والطعام والطاقة عن السكان.
وسيحاول بلينكن تسويق 3 أفكار رئيسة لإسرائيل:
1 - أن حركة حماس لا تعني كل سكان غزة.
-2 وأن سكان قطاع غزة ليسوا كل الشعب الفلسطيني.
-3 وأن الإدارة الأمريكية ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لعدم تكرار ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضي.
المكانة الأمريكية في المنطقة مهمة، ولا استغناء عنها، لكنها، أيضاً – الآن – تحت لحظة اختبار شديد، رسمياً وشعبياً، من أنظمة وشعوب المنطقة، التي تشاهد ليل نهار حشداً شديد القسوة والإيلام لجريمة حرب تتم بشكل لحظي ضد مواطنين مدنيين عزل، محاصرين في 360 كم مربع، بكثافة سكانية هي الأكثر ازدحاماً في العالم.