تعقد غداً، الاثنين، فى هلسنكى القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.
ويتوقع أن يستغرق اجتماعهما، الذى تم الإعداد له بعناية من الطرفين، 3 ساعات يقومان بعدها بإصدار بيان ختامى، وعقد مؤتمر صحفى عالمى.
والمراقب الدؤوب لموقف واشنطن وموسكو خلال الساعات الأخيرة من هذه القمة سوف يلاحظ تبايناً مثيراً.
منذ ساعات، أعلنت أجهزة الاستخبارات الوطنية عن توجيه الاتهام لـ13 ضابطاً فى المخابرات العسكرية الروسية، تم الادعاء بأنهم خططوا أو شاركوا فى أعمال قرصنة على مواقع حكومية ومهمة أثناء الانتخابات الرئاسية الأمريكية بهدف التأثير عليها.
ويأتى توقيت الإعلان مقصوداً بهدف الضغط من الخارج على موسكو قبيل القمة مع «ترامب».
فى ذات الوقت، قال يورى أوشكوف، مساعد الرئيس بوتين، إن هدف القمة الروسية - الأمريكية هو إحداث ما سماه «الاستقرار الاستراتيجى» فى العالم.
ويلاحظ أن مجمل التصريحات الصادرة من الكريملين، أو وزارة الخارجية الروسية تصب كلها فى انطباعات إيجابية وتعطى إشارات من يرغب فى «التعاون الصادق» لحلحلة الإشكالات الدولية من سوريا إلى أوكرانيا، ومن كوريا الشمالية إلى الناتو.
من هنا نطرح السؤال: ما أفضل احتمال يمكن أن تنتهى إليه هذه القمة؟ وبالمقابل نسأل: ما أسوأ احتمال يمكن أن تنتهى إليه؟ باختصار: ما السيناريو الوردى وما السيناريو الأسود؟!
السيناريو الوردى أن يتم التفاهم على:
- خروج إيران من سوريا.
- قبول كوريا الشمالية فعلياً التوقف عن الصواريخ الباليستية.
- الاتفاق على حق روسيا فى القرم وعلاقاتها الخاصة مع أوكرانيا.
- إيقاف خطط تحريك القوات والأسلحة الخاصة بالناتو نحو أماكن استراتيجية تحيط بروسيا.
- رفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا.
أما السيناريو الكابوسى، فهو بالتأكيد عكس كل ما سبق.
وأخطر ما فى السيناريو الكابوسى أن تستمر السياسات التالية:
- استمرار المقاطعة الأمريكية لروسيا.
- استمرار الوجود الإيرانى فى سوريا.
- استمرار تجارب الصواريخ الباليستية فى إيران وكوريا الشمالية.
- تنفيذ خطط الناتو «بكماشة استراتيجية حول روسيا عسكرياً».
أفضل الحلول هو الاستقرار الاستراتيجى، وأخطرها هو تقسيم النفوذ بين الكبار على حساب الصغار «ونحن منهم وأولهم»، وأسوأ الحلول هو الوصول إلى حوائط مسدودة فى ملفات سوريا، كوريا الشمالية، فلسطين، اليمن، المقاطعة، الناتو، أسعار الطاقة.
ثلاث ساعات من الممكن أن تدفع بالعالم إلى نوع من «الهندسة الاستراتيجية» فى زمن سادت فيه الفوضى والتوترات واضطراب الرؤية، وسرعة المتغيرات المتلاحقة ما جعل من الساحة الدولية ساحة تسودها السيولة الشديدة الصانعة للفوضى المخيفة.
المذهل أن نعرف أن إسرائيل -ولأول مرة فى التاريخ- هى لاعب أساسى ومهندس مهم فى قمة روسية - أمريكية!
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الوطن