هذا زمن الحروب التجارية

هذا زمن الحروب التجارية

هذا زمن الحروب التجارية

 العرب اليوم -

هذا زمن الحروب التجارية

بقلم - عماد الدين أديب

بصرف النظر عن رؤية البعض أو الأغلبية فى سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلا أن الرجل نجح فى تحقيق قفزة تاريخية فى أسواق المال الأمريكية فى أقل من عامين منذ توليه الحكم فى 20 يناير 2016.

قفز مؤشر وول ستريت بنسبة 130٪ حتى وصل أمس الأول إلى 26 ألفاً ومائتى نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك إلى أن تجاوز 7500 نقطة، وذلك بالرغم من بدء وانطلاق إجراءات ترامب بفرض تعرفة عالية للغاية تصل إلى 20٪ على قائمة طويلة من الصادرات الصينية للولايات المتحدة تبلغ قيمتها 200 مليار دولار، وهدد ترامب أنه فى حال قيام الصين بإجراءات مضادة على الواردات الأمريكية فإن واشنطن سوف تقوم بفرض تعرفة جديدة على بضائع صينية بما يتجاوز 250 مليار دولار أخرى.

هذه الأخبار، وهذه الإجراءات أنعشت السوق الأمريكية التى سوف تستفيد من الإقبال على شراء البضائع الأمريكية الصنع بعدما كانت البضاعة الصينية تصيبها بالركود والكساد بسبب الرخص الشديد لأسعارها.

وسوف تؤدى هذه الإجراءات أيضاً لنقل الكثير من كبريات الشركات الأمريكية والعالمية، التى تعتمد على التصنيع رخيص التكلفة فى الصين بهدف التصدير إلى الأسواق الأمريكية، مقاراتها ومصانعها إلى الولايات المتحدة بعدما فقدت الصين ميزتها النسبية وهى قلة التكاليف.

ويبدو أن من قام باحتساب التعرفة المضافة على البضائع الصينية لأمريكا قد درس الملف جيداً، لأن نسبة الكلفة بين البضاعة المصنعة فى الصين عن مثيلاتها فى الولايات المتحدة تبلغ من 20 إلى 30٪.

ويخطئ من يعتقد أن الرئيس دونالد ترامب هو أول من فتح نار الحروب التجارية على الأصدقاء والحلفاء فى العصر الحديث.

إن سياسة فرض الرسوم والحروب التجارية هى ركيزة أساسية فى السياسات التجارية والمالية لاقتصاد الولايات المتحدة، سبق قبل ذلك أن بدأت الولايات المتحدة فى الثلاثينات رسوماً على 20 ألف منتج مستورد من دول أوروبا، بعدما رفعت هذه الدول الرسوم على صادراتها من الدجاج الأمريكى، وعرفت تلك الحرب بحرب الدجاج، وأدى ذلك إلى انخفاض الواردات الأوروبية لأمريكا بنسبة 66٪، وكان أحد الأسباب التى ساهمت فى الركود الاقتصادى الشهير الذى عانت منه الولايات المتحدة.

وحدثت معركة شهيرة بين الحليفتين والجارتين الولايات المتحدة وكندا بسبب تصدير الأخشاب عرفت باسم حرب الأخشاب التى اندلعت فى الثلاثينات، وقام الرئيس جورج دبليو بوش عام 2002 برفع الرسوم على الصلب من 1٪ إلى 30٪.

ويبدو أن هذه الأفكار ليست من «بنات أفكار» دونالد ترامب وحده، فهو يتأثر بشدة بما يؤمن به وزير خزانته ستيف منوشين، الذى كان يعمل خبيراً مالياً فى شركة جولدن مان ساكس المالية العملاقة وكان أحد كبار الشركاء فيها، ويلعب وزير التجارة ويلبر روس دوراً أساسياً فى تشكيل مثل هذه السياسات فى إدارة ترامب، و«روس» هو ملياردير قوى وملىء مالياً عرف باستثماراته فى مصانع الصلب والفحم التى تواجه صعوبات مالية بسبب الصادرات الأجنبية للأسواق الأمريكية «ياللصدف!».

نحن الآن نعيش فى عصر لم تعد به الصواريخ الباليستية أو القنابل النووية هى السلاح الأقوى أو الأكثر تأثيراً ولكن أصبحت فيه «التجارة» وإجراءاتها ورسومها واستخدامها بكل الوسائل من المنع إلى الإغراق هى السلاح الأكثر تأثيراً.

نحن فى زمن الحروب التجارية.

arabstoday

GMT 15:19 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

لماذا كل هذه الوحشية؟

GMT 15:17 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

عن حماس وإسرائيل ... عن غزة و"الهدنة"

GMT 15:21 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

لجان الكونغرس تدين دونالد ترامب

GMT 08:31 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

موازين القوى والمأساة الفلسطينية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا زمن الحروب التجارية هذا زمن الحروب التجارية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 07:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
 العرب اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab