لا تبادل الرهائن، ولا قتل قادة «حماس»، ولا تهجير معظم السكان، سوف يؤدي أحدها أو جميعها إلى الإيقاف الفوري لإطلاق النار في غزة.
نحن أمام حرب إبادة من الجانب الإسرائيلي، وحرب قتال حتى الموت من جانب «القسام».
نحن أمام حرب يريد فيها نتنياهو البحث عن مخرج آمن مهما طال الوقت ومهما ارتفعت التكاليف.
نحن أمام حرب يريد فيها قادة «حماس» الحفاظ على شرعية وشعبية قيادتهم في منفاهم بقطر وأن يثبتوا للجميع، وتحديداً (قطر – مصر – إيران – واشنطن)، أن «حسم القرار» الأساسي عندهم وليس عند قيادة «القسام» الموجودة في الأنفاق والميدان.
لمن لا يعرف أن «حركة حماس» هي 3 قطاعات: قطاع غزة، قطاع الضفة والقدس، وقطاع الخارج.
يحيى السنوار و«القسام» يمثلان قطاع غزة ولديهما الآن شعبوياً دعم الجماهير في كل القطاعات.
أما قيادات «حماس» (المكتب السياسي) وأبرزهم إسماعيل هنية، خالد مشعل، موسى أبو مرزوق، فهم تنظيمياً الآن قيادات الخارج.
من هنا يمكن فهم التصعيد الشديد في مسألة إطلاق الأسرى والرهائن.
الحوار مع الخارج لا بدّ أن يكون مع القيادة في كتائب «القسام»، والكتائب يجب أن تتواصل مع القادة التنفيذيين الذين يتحصنون مع الأسرى والرهائن (مدنيين وعسكريين) في أماكن عدة متفرقة في مساحة 360 كم فوق الأرض أو 450 كم في أنفاق تحت الأرض.
ومما ينذر باستمرار زمن الحرب، أن القوات الإسرائيلية التي استخدمت في الهجوم البري على غزة تشكل 40 % من القوات التي تم تعبئتها وهي تمثل 50 % من قوات الاحتياط التي تم استدعاؤها منذ أحداث 7 أكتوبر.
بالمقابل، فإن ما تسرّب عن عدد القوات التي تقاتل الآن في شمال غزة وجباليا وخان يونس يمثل 35 % من قوات «القسام» المقاتلة، وهي كتائب الشيخ رضوان والزيتون وجباليا وبيت لاهيا.
وتقول المعلومات إن كتيبتي «الشجاعية» و«التفاح» لم تدخلا بعد القتال، وهما من أهم الكتائب المقاتلة للقسام التي تضم 12 كتيبة تضم تشكيلات أسلحة متنوعة.
وما زال الخلاف على شرعية مجلس الحرب الإسرائيلي الذي يضم نتنياهو وغالانت وغانتس ورئيس الأركان الأسبق، وبين وزراء حاليين مدنيين يتزعمهم المتطرف بن غفير مشتعلاً حول سؤال: هل تشكيل مجلس الحرب له شرعية في إصدار قرارات حرب، ويقول بن غفير «إنه يتعين أن ينضم لهذا المجلس الوزراء المدنيون في الحكومة الحالية».
أما «الحلم الوهمي» أن يستيقظ الرئيس بايدن ذات صباح ويتصل بنتنياهو ليطلب منه الإيقاف الفوري (بمعنى الفوري) لإطلاق النار فإن هذا يصعب جداً تخيله.
ولو تحقق احتمال الصفر في المئة هذا وطلب بايدن هذا الطلب، فإن الحالة النفسية المركبة المعقدة التي تسيطر على نتنياهو سوف تجعله يقول «لا» غير مكترث!