بقلم - عماد الدين أديب
ما زالت الهوة شديدة الاتساع بين بيبي نتانياهو ويحيى السنوار، وبين حكومة اليمين وقيادة القسام.
وكل من يعتقد أن الاتفاق وشيك وسهل هو في حقيقة الأمر شديد التفاؤل ومغرق في حسن النية.
لماذا هذه المرحلة – بالذات – شديدة التعقيد والصعوبة؟
ببساطة لأنها مرحلة الفصل الأخير في سلسلة جولات حقبة ما بعد 7 أكتوبر 2023.
من هنا يصبح شكل الاتفاق أو التسوية هي العنصر الحاكم لكل طرف في تسيير وتبرير وتسويق الإجابة عن سؤال الأسئلة وهو: هل انتصرنا أم انهزمنا؟
يدرك السنوار أن أي تسوية تؤدي إلى خروج قيادة «القسام» من غزة أو اغتيال رموز قيادتها أو القبض عليها، هي إعلان صريح لانتصار نتانياهو وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
ويدرك السنوار أن أي تحرير كامل للرهائن بعمليات نوعية إسرائيلية هو انتصار وتلبية عملية للوعد الإسرائيلي الذي قطعة نتانياهو ووزير دفاعه ورئيس أركانه على أنفسهم.
من ناحية أخرى، يرى نتانياهو أن أي استجابة لأي مطلب أمريكي أو أوروبي أو أممي لإيقاف كامل لإطلاق النار في غزة دون الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين هو انتصار لـ«حماس» وهزيمة للعملية العسكرية الإسرائيلية.
ويدرك نتانياهو أن في حال حدوث ذلك فإن سيف الحساب والعقاب سوف يوضع على رقبته في صبيحة اليوم الثاني لتوقف إطلاق النار.
من مصلحة نتانياهو استمرار القتال ما دام هدف تدمير «حماس» وقيادة «القسام» لم يتحقق، وما دام مشروع تحرير الرهائن بواسطة الجيش الإسرائيلي لم ينجح بعد.
هنا يأتي بلينكن إلى المنطقة في زيارة خامسة محاولاً الاستعانة بجهود القاهرة والدوحة والرياض وأبوظبي ولندن وباريس من أجل تحقيق أحد هدفين:
الأول: وهو الأفضل، وقف إطلاق نار يؤدي إلى مفاوضات سلمية سياسية ترفع ضغوط الإحراج السياسي عن كاهل إدارة بايدن داخلياً وخارجياً وعند الحلفاء العرب والمسلمين.
الثاني: وهو الأكثر عملية، هو تقليل معدل القتل والتدمير والاستفزاز الإسرائيلي الحالي.
في الاحتمالين ستبقى 3 حقائق:
1. نتانياهو لن يتنازل.
2. «القسام» لن تتنازل.
3. حلفاء واشنطن العرب لن يقبلوا بمشروع التهجير القسري.