لغز رفض الموت

لغز رفض الموت!

لغز رفض الموت!

 العرب اليوم -

لغز رفض الموت

بقلم - عماد الدين أديب

لم يُزعج وزير الأمن الإسرائيلي بن غافير وكافة قيادات اليمين الديني التوراتي المتطرف أكثر من مشهد خروج الأسرى الفلسطينيين المدنيين في صفقة تبادل الأسرى.

لماذا؟

نظرياً وحسابياً بأرقام الربح والخسارة، فإن كشف حساب فاتورة العمليات العسكرية الإسرائيلية 15 ألف شهيد، و30 ألف جريح، وخمسة آلاف مفقود، وأكثر من 60 ألف منزل مهدم في قطاع غزة «مساحته 360 كم مربع»، ونزوح أكثر من مليون وأربعمائة ألف فلسطيني وفلسطينية من المدنيين، معظمهم من النساء والشيوخ والأطفال.

بمنطق الجبروت والتطهير العرقي بالعقل الإسرائيلي، الذي يدعي أنه ممثل للعقل السياسي الأنجلو ساكسوني، فإن إسرائيل هي صاحبة اليد العليا في هذه الجولة، منذ 8 أكتوبر حتى 24 نوفمبر.

ولو قبلنا ادعاءات نتنياهو ووزير دفاعه غالانت أن قيادة القسام وافقت على عمليات تبادل الأسرى نتيجة قوة العمليات العسكرية في الغزو البري لنطاق غزة، ذلك نظرياً ومنطقياً يجب أن يملأ القيادة الإسرائيلية والرأي العام الإسرائيلي «اليمين الحاكم» بـ«الزهو والفخار العسكري بالنصر المبين»، ولكن الحادث والواقع هو العكس.

من تابع احتفالات الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة بعد خروج المجموعة الثانية من الأسرى من النساء والأطفال، فسوف يكتشف أن الشعب الذي تحمل أكبر حجم من الخسائر البشرية والمادية منذ الحرب العالمية الثانية «إحصاء حجم الدمار مقابل زنة قنابل القصف» كان هو «السعيد الفرح غير المنكسر»!

إنه مشهد تاريخي يشكل لغزاً لعلماء الاجتماع السياسي لتفسير ظاهرة كيف يفرح العربي بالشهادة والدمار، ويحزن الإسرائيلي ذو اليد العليا المدججة بأكبر ترسانة سلاح في المنطقة؟

ذات السؤال طرحه وزير الحرب الإسرائيلي الجنرال موشيه ديان يوم 10 يونيو 1967 حينما تظاهر الشعب المصري فرحاً بعودة عبد الناصر رغم فقدان كامل شبه جزيرة سيناء في 6 ساعات.

ما هذا السر في عدم انكسار هذه الجماهير أمام جنون القتل الإسرائيلي؟

كان التوقع الإسرائيلي أن يخرج أهل غزة من هذه الجولة كارهين لاعنين رافضين لـ«حماس»، التي تسببت بعمليتها يوم 7 أكتوبر إلى قتلهم وتدمير بيوتهم ونزوحهم، لكن الجماهير خرجت، مساء أمس، تهتف لـ«حماس».

معايير الحروب عالمياً شيء، وعربياً شيء آخر.

مقاييس الانتصار والهزيمة في العقل الأنجلو ساكسوني تقاس بفاتورة الربح والخسارة بالأرقام والضحايا.

رغم ذلك كله القاتل منزعج ومرتبك، والقتيل يرفض الاعتراف بالموت.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغز رفض الموت لغز رفض الموت



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab