ولاية مشعل الخامسة

ولاية مشعل الخامسة

ولاية مشعل الخامسة

 العرب اليوم -

ولاية مشعل الخامسة

عريب الرنتاوي

     التسريبات القليلة المتوفرة عن مداولات مجلس شورى حماس، وتفاصيل انتخابات مكتبها السياسي، ما زالت شحيحة، وهي لا تعطي صورة واضحة حول الوجهة التي ستسلكها الحركة في الفترة القادمة، كما أنها لا تفي بغرض التعرف على خريطة المواقف والاتجاهات وتوازنات القوى داخلها. ثمة أسماء محسوبة على خط المصالحة والاعتدال، خرجت من مكتب حماس السياسي، لتحل محلها أسماء محسوبة على الاتجاهات الأكثر تشدداً على هذين المسارين..لكن حتى التيار الصقري في الحركة، خسر بلا شك، بخروج بعض رموزه التاريخيين من الهيئة القيادية للحركة..ولا نعرف بالضبط، ما الذي ستكون عليه علاقة رئيس المكتب السياسي بنائبيه، وما إذا كانت التركيبة الجديدة جزءاً من "صفقة" التجديد بالتزكية لخالد مشعل، أم لا؟..هل عاد "أبو الوليد" إلى موقعه الذي شغله منذ ستة عشر عاماً، بدور أكبر وتفويض أوضح، أم أنه عاد مغلول اليدين؟. هي ليست تفاصيل قليلة الشأن على الإطلاق، لا سيما وأن "الولاية الخامسة" لخالد مشعل على رأس المكتب السياسي للحركة..هي الولاية التي سيتعين على الحركة أن تقرر في أثنائها اتجاهها ووجهتها، وأن تحسم قرارها باختيار المقعد الذي ستجلس عليه في قادمات الأيام: هل ستتجه للإنخراط في العمل السياسي على حساب خيار المقاومة، أم أنها ستؤثر الخنادق والبنادق..مع أن كثيرين من المراقبين (ومن بينهم كاتب هذه السطور) يرى أن الجمع بين الأمرين ما زال أمراً ممكناً ومرغوباً، شريطة التفكير من خارج الصناديق والكلاشيهات والتحالفات المعروفة. حماس اكتسبت نفوذها وشعبيها، بل وبنت مجدها على خيار المقاومة..هكذا فعلت فتح من قبل، قبل أن تأنس للعمل الدبلوماسي والسياسي، وتستوي على عرش سلطةٍ لا سلطةَ لها..وأحسب أن أطرافاً عديدة، مكنت لحماس المضي قدماً على هذا الطريق، وفي صدارتهم من دون شك، إيران وسوريا وحزب الله، وكل ما اندرج في إطار "الهلال الشيعي" أو محور المقاومة والممانعة. اليوم تغيرت الصورة، حماس باتت خارج هذا المحور، بل أن معلومات كثيرة، غالباً ما تنفيها حماس من دون أن تدعم نفيها، بأن الحركة باتت تصطف في الخندق المقابل لبعض مكونات هذا المحور..وما بين حماس اليوم وبعض أركان هذا المحور (إيران وحزب الله حصراً) لا يزيد عن كونه "شعرة معاوية" وليس قنوات دعم وتدريب وتمويل مفتوحة بلا حساب، كما كان عليه الحال من قبل. حماس ظنت أن صعود الإسلاميين (الإخوان) على أجنحة الربيع العربي، سوف يعوّض الحركة عن خسارتها لحلفاء الأمس..لكن الصدمة كانت قاسية بلا شك، وتحديداً على أنصار "خط المقاومة" داخل الحركة..بل أن المفاجأة كانت أكبر، عندما لمست حماس لمس اليد، كيف أن نظام الإخوان في مصر، هدم من أنفاق التهريب إلى قطاع غزة، ما لم يفعله نظام مبارك، فضلاً عن الضغوط التي تُمارس على الحركة لإدامة التهدئة و"ضبضبة" المقاومة و"تدوير الزوايا الحادة في مواقفها السياسية والإيديولوجية"..وهي ضغوط ينخرط مكتب الإرشاد العام فيها، لاعتبارات مصرية (إخوانية) في المقام الأول والأخير، مثلما تنخرط فيها أطراف عربية وإقليمية، باتت محور حركة حماس وتحركاتها، من الدوحة إلى القاهرة مروراً بأنقرة وعمان.  ما كان للمقاومة الإسلامية التي حملت اسم حماس، أن تكون ما هي عليه اليوم، لولا شرايين الحياة التي كانت تمدها بكل ما يلزم من قبل "محور الممانعة" إياه..والمؤكد أن محور الاعتدال العربي، الذي تنضم إليه أنظمة الربيع العربي الإخوانية، لن تكون في وارد توفير البدائل لخيار المقاومة..فما العمل، وماذا يتيعن على حماس أن تعمل؟. نحن لا نقترح في حال، أن تعود حماس إلى دمشق عودة الابن الضال، فمن غير الجائز سياسياً وأخلاقياً وقيمياً أن تزكّي حركة المقاومة، نظاماً دموياً يقاتل شعبه، كالنظام السوري..لكننا نحذر حماس من مغبة تكرار أخطاء من سبقوها، كأن تضع أوراقها جميعاً في سلة واحد، حتى وإن كانت هذه السلة مليئة بالبترودولار والأدعية والمواعظ..نريد لحماس ان تحتفظ بمسافة عن قطر، وأن لا تضع نفسها في مواجهة مع قسم من الشعب المصري لانحيازها لقسم واحدٍ منه..فقد آن أوان النزول عن شجرة أوهام الربيع العربي والصعود الإسلامي...نريد لحماس أن تغلب "الوطني" على "الدعوي" في خطابها وممارستها، فالأصل، أنها حركة تحرر وطني فلسطينية، قبل أن تكون فرعاً لجماعة الإخوان وتنظيمها الدولي. ليس لحماس، أن أرادت التفكير والعمل (وطنياً) من خيار غير خيار المصالحة الوطنية..ونحن نأمل أن تفضي إعادة مشعل لولاية خامسة إلى دفع عجلة المصالحة التي تعطلت في قطاع غزة...ليس لحماس أن تغادر خيار المقاومة ما لم تقامر بمستقبلها ومصالح الشعب الفلسطيني، ولكن عن أية مقاومة نتحدث؟..وما هي المقاومة التي يمكن إطلاقها في ظل الاصطفافات والتحالفات العربية والإقليمية الجديدة؟..إنها المقاومة الشعبية المستلهمة لروح الربيع العربي وأدواته..وعلى حماس أن تفكر جدياً ومن خارج الصندوق أيضاً، فتكون طرفاً مبادراً لتفعيل الشتات الفلسطيني وإعادة بعث وإحياء منظمة التحرير لتكون الإطار والمظلة للاستمرار في حفظ القضية ووحدة الشعب، ولتكون أداة مطاردة إسرائيل في مختلف المنابر والمحافل الحقوقية والسياسية والإعلامية والدبلوماسية الدولية..فهل تفعلها حماس تحت قيادة خالد مشعل وولايته الأخيرة؟! نقلا عن مركز القدس للدراسات السياسية

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولاية مشعل الخامسة ولاية مشعل الخامسة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab