طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحةماذا عن حماس

طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحة..ماذا عن حماس؟

طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحة..ماذا عن حماس؟

 العرب اليوم -

طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحةماذا عن حماس

عريب الرنتاوي

لم تشغلني التفاصيل التي وردت في بيان الرئيس الأفغاني حامد كرازي، والذي أعلن فيه وقف محادثاته مع واشنطن، احتجاجاً على "مفاوضات الدوحة" بين الولايات المتحدة وحركة طالبان..ذلك أن تطورات الأزمة الأفغانية، كانت تدفع بهذا الاتجاه، وكان جلياً أن واشنطن بصدد "رفع الراية البيضاء" أمام الحركة التي احتضنت القاعدة وأسامة بن لادن، ولم تكن بعيدة أبداً عن أحداث الحادي عشر من سبتمبر أيلول الفائت، وقاتلت الجيوش الأمريكية والحليفة لأكثر من دزينة من السنوات. أقول لم تشغلني تفاصيل البيان ولا ما انطوى عليه من حيثيات ومبررات، فلقد انصرف ذهني إلى "بيان آخر"، أخشى أن يصدر ذات يوم من رام الله، وفيه تعلن السلطة، انسحابها من الجهود الرامية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل برعاية أمريكية، وربما تُقدم على وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، تماماً مثلما فعل كرزاي الذي لوّح بوقف التفاوض على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، وقد تقدم السلطة حينها على وضع تهديداتها القديمة الجديدة بـ"حل نفسها" موضع التنفيذ. أما السبب الذي قد يدفع السلطة لفعل ذلك، وفقاً لهذا "السيناريو المُتخيّل"، فيتجلى في استضافة الدوحة، لمارثون تفاوضي بين واشنطن وحركة حماس، وربما بين إسرائيل وحركة حماس، برعاية أمريكية واستضافة قطرية "سخيّة"، بعد أن تكون الدوحة قد استكملت دورها (وظيفتها) في تدوير الزوايا الحادة في مواقف حماس واستراتيجيتها، تماماً مثلما فعلت مع طالبان أو بعضٍ منها، كما تشير الدلائل، فالعاصمة الخليجية التي اعتادت استقبال "المقاومات" الإسلامية بخاصة، إنما تفعل ذلك، بهدف نزع ما تبقى "دسم المقاومة" عن جلدها وروحها، وإلا لما جرؤت على فعل ما فعلت. أعرف أن "خيالاً جامحاً" كهذا قد يزعج الكثيرين من أصدقائنا وإخوتنا في حماس ومحبي الحركة وجمهورها..ولكنني أطلب إليهم أن يضعوا انفعالهم جانباً، وأن يرافقونني في رحلة استقراء الوقائع التالية: بين حماس وطالبان، ثمة مرجعية إسلامية مشتركة، واسعة وعريضة، وبالمعنى النسبي، فإن طالبان أكثر تشدداً من حماس، وقد قتلت من الجنود الأمريكيين، أكثر مما قتلت حماس من الإسرائيليين مدنيين وعسكريين معاً..واشنطن قبلت بالحوار مع طالبان، وليس ثمة ما يمنع قبولها التفاوض مع حماس، وهذا أولاً. ثانياً، ليس من بين صقور حماس وحمائمها، سياسييها ومجاهديها، من لديه ذرة اعتقاد واحدة، بأن الدوحة تغدق على حماس وتحتضن مكتبها السياسي، التزاماً بنهج المقاومة والجهاد الذي نشأت عليه الحركة، واكتسبت بفعله، كل هذا النفوذ والزخم، بل وأكاد أجزم، بأن كل واحدٍ من هؤلاء، يعرف أن ثمن البقاء في الدوحة، وتوسيع قنوات الدعم والاحتضان، إنما يتجلى في نهاية المطاف، في التخلي عن نهج المقاومة، وإعادة تكييف الحركة وتأهيلها، لتكون لاعباً سياسياً متموضعاً في قلب "معسكر الاعتدال العربي"، أو "المعسكر السنّي" العربي، الذي قرر استراتيجياً على ما يبدو، تغيير "العدو" وإعادة تعريفه، وهي – الدوحة – وإن كانت تتمتع بنفس طويل في سعيها هذا، فهذا لأنها تدرك تمام الإدراك، أن "تغيير جلد" الحركات الإيديولوجية الثورية، يحتاج زمناً وجهداً و(إغراءات) كثيرة..وإذا تطلب الأمر أحد عشر عاماً مع طالبان، فإنه سيستغرق بلا شك، وقتاً أقل مع حماس، بالنظر لاختلاف الظرف والسياق والمحيط والاستعداد والقابلية. ثالثاً: وبالنظر لانتهاء صلاحية "حل الدولتين"، واستحالة إنفاذ مشروع "الدولة الواحدة ثنائية القومية"، وغلبة التوجه الإسرائيلي نحو خطوات أحادية في الضفة الغربية، أو ما تبقى من مناطق الكثافة السكانية فيها، فإن السلطة الوطنية الفلسطينية، ومهما بلغ تهافتها، ستظل في حرج شديد من القبول بمثل هذه المشروع، وهي التي نشأت على فكرة "المشروع الوطني" وشعار الدولة المستقلة..أما حماس، فإن غلبة "المكون الديني" على "المكون الوطني" في خطابها، سيجعلها الأكثر استعداداً للتعاطي مع "مخرجات" الأحادية، طالما أنها "أحادية"، ولا تستوجب صلحاً أو اعترافاً أو تفاوضاً مع إسرائيل، ألم تقل لنا حماس بأنها "حررت قطاع غزة"، الذي أخلاه أريئيل شارون من جانب واحد، وكان بمقدوره أن يبقى جاثماً على صدره لسنوات وعقود قادمة، لولا هاجس "الديموغرافيا" الذي يؤرق مضجعه ومضاجع الإسرائيليين كافة؟..ألا يفتح استعصاء "حل الدولتين" واستحالة "حل الدولة الواحدة"، الباب أمام "حل إسلامي" للقضية الفلسطينية، حلٍ يعيد إنتاج مشروع شارون للحل المؤقت طويل المدى، ومشروع نتنياهو للدولة ذات الحدود المؤقتة، وسلام كيري – نتنياهو – المصري الاقتصادي؟. إن عملية "التكييف" و"إعادة التأهيل" التي تخضع لها حماس، قد بدأت منذ بعض الوقت، وما زيارة أمير قطر للقطاع، إلا محاولة لإنشاء "بنية تحتية" صلبة للهدنة والتهدئة المستدامتين، وليس للتنمية المستدامة، ولقد تسارعت عملية التكييف وإعادة التأهيل على نحو غير مسبوق، في سياق تطور الأزمة السورية، واتساع شقة الانقسام المذهبي، حيث يتكرس يوماً بعد آخر، انتقال حماس من معسكر لآخر، ومن دون أن يبقى لخيار حماس المُقاوم وموجباته ومستلزماته، أي حليف، لا في القاهرة ولا في انقرة ولا عواصم الخليج كذلك. وما يشاع عن خلافات وجدل داخل حماس، بصرف النظر عمّا يجري ترديده من معلومات، بعضها صحيح وكثيرها "مفبرك"، هو نتاج طبيعي لعملية إعادة التأهيل والتكييف هذه، وهي عملية شهدت طالبان وتشهد على مثيل لها، وثمة ركام من المعلومات عن "مجاهدي الداخل" الصقريين، و"سياسيي الخارج – الدوحة" الحمائم، يتحدث عنها الإعلام المختص بتغطية شؤون طالبان وأفغانستان. وإذا ما أضفنا إلى ذلك، السياق الإقليمي المحيط بحماس والقضية الفلسطينية، نرى أن حلفاء حماس الجدد، ليسوا في وارد إدراج القضية الفلسطينية على رأس جداول أعمالهم، من الآن وربما لسنوات عشر قادمة، بل هم منهمكون في تدبيج كتب الضمانات والاطمئنان لإسرائيل وواشنطن، ومنصرفون إلى ملاحقة الأنفاق وتدميرها، وتنتابهم رغبة جامحة في تحويل "العدو" من إسرائيل إلى سوريا وإيران، ألم يفعل السيد مرسي ذلك بالفم الملآن وأمام حشد من "المجاهدين" و"الفقهاء"؟..ألم يدفع السيد أردوغان علاقات بلاده مع واشنطن و"الأطلسي" في العامين الفائتين، كما لم تفعل الحكومات والأنظمة العلمانية التي سبقته، هل تذكرون تصريحات الغنوشي في الولايات المتحدة وتأكيداته المتكررة بان مقاومة "التطبيع" ليست من قاموس تونس / النهضة؟..إنهم منشغلون في قضايا السلطة والوصول إليها والبقاء على رأسها، وأسلمة المجتمع وأخونة الدولة، أما فلسطين والمقاومة، فلم تعودا تصلحان للعمل حتى كـ"ورقة توت"، أو كشعار تحريضي لكسب التأييد وحشد الأنصار. الكرة في ملعب حماس وهي تقترب من أخطر اللحظات في تاريخها، وأدق المفترقات في مسارها..وبصرف النظر عن النيّات الحسنة، التي تفترش "الطريق إلى جهنم"، فإن حماس مطالبة بمراجعة شاملة لمواقفها وتحالفاتها وأولوياتها، مطالبة برفع "المنسوب الوطني" في خطابها، في زمن طغى فيه "المنسوب المذهبي"، وليس الديني فحسب، على خطاب دول وجمعات وفصائل وشخصيات..حماس مطالبة بإنقاذ هويتها الوطنية، قبل أن تضيع في ثنايا "الهويات المذهبية" التي تتهدد بأكل "ربيع العرب" وتحويله إلى يباب، مثلما تتهدد المشروع الديمقراطي العربي، وتكاد أن تقضي على آخر رمق في "مشروع المقاومة". نقلا عن موقع القدس للدراسات السياسية

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحةماذا عن حماس طريق طالبان لواشنطن يمر بالدوحةماذا عن حماس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab