جعبة أوباما الفلسطينية

جعبة أوباما الفلسطينية

جعبة أوباما الفلسطينية

 العرب اليوم -

جعبة أوباما الفلسطينية

عريب الرنتاوي

تحرص الإدارة الأمريكية على تفادي رفع “سقف التوقعات” لأول زيارة يقوم بها الرئيس باراك أوباما لدولة الاحتلال والأراضي الفلسطينية المحتلة، فالرئيس جاء ليستمع ويستطلع، وجعبته خاوية من “مبادرة” للحل، وفي أحسن الأحوال، فإنه سيخوض “جولة” أفق مع محدثيه الإسرائيليين حول عناوين ثلاث أو أربع: إيران، سوريا، عملية السلام والوضع في المنطقة. في ظني أن الرئيس، وقبل أن تطأ قدماه أرض مطار اللد، سيكون قد استمع بما يكفي لتكوين صورة دقيقة للمواضيع قيد البحث، وواشنطن منذ زمن، تحوّلت إلى قبلة للموفدين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكل وفد من هذه الوفود، وضع على مائدة الإدارة ما في جعبته من مواقف وتصورات وتقديرات..ثم أن جون كيري، أنهى جولة قادته إلى معظم دول المنطقة المهمة، وهو سياسي مخضرم، والمؤكد أن “استمع” بما يكفي لجس نبض هذه العواصم، وتعرف بما لا يُبقي مكاناً لسوء الفهم، إلى ما تريده وما لا تريده، فلماذا سيأتي أوباما، إن كان الهدف من جولته، هو “المزيد” من الاستماع؟..أية هواية هذه؟ لا أحسب أن ما يقوله المسؤولون الأمريكيون يعكس الحقيقة عن مهمة أوباما..الرجل آتٍ وفي جعبته جملة من الأفكار والأهداف..قد لا تكون جميعها، والمؤكد أن أهمها، لا يتعلق بقضية فلسطين وصراع شعبها للخلاص من الاحتلال والانضمام لنادي “الحرية والاستقلال”..لكنه يحمل أفكاراً ومشاريع، يسعى في تسويقها، وأهمها على الإطلاق ما يتصل بإيران، حيث يتفرع الهدف الرئيس للزيارة إلى هدفين فرعيين: (1) طمأنة إسرائيل بكل السبل المتاحة، للالتزام الأمريكي بأمنها وتفوقها في مواجهة شتى التهديدات القادمة من إيران وحلفائها، وهنا ثمة الكثير في جعبة أوباما مما يمكن أن يعرضه على نتنياهو والإسرائيليين من على منصة الكنيست..(2) ضمان أن لا تقوم إسرائيل بالتشويش على السياسة الأمريكية الجديدة لإدارة أوباما الثانية، فالرئيس الذي قاد بلاده للانسحاب من حربين كونيتين، لا يرغب في التورط بحرب ثالثة، وضد من؟..ضد إيران هذه المرة..وهو لا يريد أية مفاجآت إسرائيلية من أي نوع، وهذا ما سيسعى للحصول عليه، مقابل ضمانات الأمن والتفوق التي سيمنح المزيد منها لإسرائيل. ليس الوقت في الشرق الأوسط، وقت تسويات تاريخية كبيرة، لا مع إيران ولا في سوريا، كما أن ليس وقت إعادة تعريف قواعد اللعبة الدولية والنظام العالمي الجديد..واهم من يعتقد بذلك..المنطقة والنظام العالمي، ما زالت في مرحلة مخاض وانتقال، وعمليات جس النبض و”تغيير موازين القوى” ما زالت تفعل فعلها، ومن المبكر القول، ان الوقت قد أزف، لإرساء أسس “وفاق دولي” جديد. في الملف السوري، ليس لإسرائيل الكثير من الأوراق لتلعب بها، بعد أن قررت اعتماد “النأي بالنفس” هي الأخرى، ولكن عن مجريات الأزمة في بعدها الداخلي..من دون أن يمنعها ذلك من محاولة استثمار اللحظة السورية النادرة، لتنفيذ اغتيال هنا أو ضرب منشأة هناك، ودائماً من منظور استراتيجي يتعلق بحرص إسرائيل على تدمير عناصر القوة والاقتدار لدى الجانب العربي..وطالما أن السوريين قد قرروا تدمير بلدهم بأنفسهم، فلماذا تزعج إسرائيل نفسها كثيراً في هذا الملف. فلسطينياً، يبدو أوباما محقاً في القول بأنه لا يحمل مبادرة جديدة..ولكنه لم يأت للاستماع فقط..يبدو أن فرص بلورة مبادرة ذات طبيعة استراتيجية وشاملة، متعذرة في المديين المنظور والمستقبلي، لكن المؤكد أن الرجل يسعى في إنجاز خطوة تتعدى إجراءات بناء الثقة “المعتادة” إلى اتخاذ “خطوة كبيرة”، تعيد الاعتبار للمفاوضات وعملية السلام، وتحول دون انفلات “الخطوات الأحادية” المتبادلة، التي قد تتهدد الوضع بمجمله. لسنا على يقين من أن واشطن طلبت إلى العرب تعديل مبادرة بيروت، ولا ندري ما إذا كانت التعديلات المطلوبة منسقة مع الجانب الإسرائيلي، أم أنها دفعة من حساب مفتوح يتعين على الجانبين العربي والفلسطيني الاستمرار في العمل لتسديده..كما لا نعرف ما إذا كان العرب والفلسطينيون سيقبلون بالتعديلات المطلوبة، خصوصاً إن جاءت بلا ضمانات أو جداول زمنية لإنهاء الاحتلال..ولكن نبرة التشاؤم التي تطل من بين سطور تصريحات أكثر المسؤولين الفلسطينيين تفاؤلاً، توحي بأن هذا المسار مغلق. في غياب فرص “حل الدولتين”، واستمرار انسداد عملية التفاوض والسلام، يبقى أن سقف التوقعات من زيارة أوباما يراوح ما بين حدين أو سيناريوهين..الحد الأول، أو أكثر السيناريوهات تفاؤلاً: العودة لما قبل 28 أيلول 2001”، مشفوعة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية (غير العضو)..الحد الثاني وأكثر السيناريوهات تشاؤماً: الاكتفاء بالإفراج عن عدد من المعتقلين من النساء والأطفال وتسهيل انسياب أموال الضرائب لخزينة السلطة، وكأنك يا أبا زيد ما غزيت!.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جعبة أوباما الفلسطينية جعبة أوباما الفلسطينية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab