جلال أمين

جلال أمين

جلال أمين

 العرب اليوم -

جلال أمين

بقلم - أسامة غريب

مازالت كتابات الدكتور جلال أمين، رحمه الله، تثير إعجابى. أذكر أنه تناول في سيرته الذاتية شيئًا استوقفنى، وأراه يفسر إعجابى وتقديرى لكتاباته منذ تعرفت عليه للمرة الأولى في «نحو تفسير جديد لأزمة المجتمع المصرى».. قال إنه يعتقد أن الكاتب الجيد أو الكتاب الجيد ليس هو الذي يضيف إلى معلوماتك أشياء جديدة لا تعرفها، وإنما هو الذي يؤكد لك ما كنت تعرفه من قبل.

وينطبق هذا في أوضح صوره على كتابات «أمين» نفسه، فهو يُحدثنى دائمًا عن أشياء أعرفها، ويقدمها بطريقة بسيطة، ومن ثَمَّ فقد وجدت في كتاباته ألفة، وحصلت معها على الونس الذي أحتاجه ليؤكد لى أننى لست وحيدًا. حدث هذا عندما قرأت كتابه «الدولة الرخوة»، وفيه تحدث عن النموذج اللبنانى كمثال واضح لغياب الدولة، وكيف أن مصر في زمن مبارك كانت تسير بسرعة في نفس الاتجاه، «ففى مجتمع غير منتج، وإنما يعتمد على أعمال الوساطة، لا يمكن أن أغتنى أنا وأنت في نفس الوقت، إذ لم يُنتج شىء جديد يمكننا اقتسامه، بل يكون ثرائى على حسابك وثراؤك على حسابى لأننا نتبادل السلع، ولا نصنعها، والأمر يتوقف على أينا أشطر من الآخر».

وحين كتب، منذ سنوات، عن أحد الأدباء من أصحاب الصيت العالى والمردود الأدبى الضعيف، وكيف أنه عبّر عما أشعر به تجاه كتابات هذا الشخص، وذلك على الرغم من هالة الضوء التي كانت تصوره أديبًا عالميًّا، لدرجة أن أدباء ونقادًا كبارًا كانوا يجاملونه ويمتدحونه بشكل مثير للدهشة.. فسّر جلال أمين الأمر بقوله إن المصريين «لديهم استعداد مدهش للصبر على المكاره، وعزوف عن مواجهة الأمر المعوج ووقفه عند حده، واستعداد للمجاملة حتى عندما تكون مكروهة وبالغة الضرر، ويزيد هذا الاستعداد عندما يكون الشخص المطلوب مجاملته أو الصبر عليه منتميًا إلى الشرائح الاجتماعية العليا وعضوًا من أعضاء الطبقة الممتازة». وقد أكدت لى الأيام صحة هذا الرأى، حيث أشخاص بلا قيمة يتم تقديمهم على أنهم مفكرون كبار رغم ثقل الظل وغياب الموهبة.

ولا أنكر أن بعض أسباب إعجابى بكتاباته تكمن في تسميته الأشياء بأسمائها، ففى كتابه «عولمة القهر» يستنكر تسمية ما بين الغرب والشعوب العربية والإسلامية بأنه صراع حضارات، فالأمر ليس صراعًا، وإنما هو اعتداء صريح عسكريًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا معًا، كذلك عدم تردده في تبنى نظرية المؤامرة عندما يكون التآمر جلِيًّا، وعدم خشيته من شيوع الاستخفاف بمَن يؤمنون بهذه النظرية. ويُدهشنا الدكتور جلال حين يكشف عن نوع من الكذب ليس من السهل اكتشافه، وهو أن يكتب المرء عما لا يهمه حقيقة، وإنما يتظاهر فقط بأنه جدير بالتناول. وإلى جانب ما سبق، يتميز «أمين» في كتاباته بالمزج بين حياته الأسرية الخاصة وبين الأحداث والظروف التي مرت بها مصر.. وحتى بعيدًا عن سيرته الذاتية، التي نشرها في أكثر من عمل أدبى، فإن معظم كتاباته تتضمن هذا التناول الفريد للحدث الخاص تمهيدًا لأن يدلف منه إلى العام.. رحم الله جلال أمين.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين جلال أمين



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:42 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"
 العرب اليوم - شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"

GMT 02:14 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 08:31 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 16:16 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

60 شاحنة إغاثية سعودية تنطلق إلى سوريا

GMT 15:13 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

حصيلة شهداء الحرب على غزة تتجاوز 48 ألفا

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 13:20 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أول تعليق من أصالة نصري بعد حذف أغنيتها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab