دفاع عن المنطق

دفاع عن المنطق

دفاع عن المنطق

 العرب اليوم -

دفاع عن المنطق

بقلم:أسامة غريب

في بلاد العرب يمكن أن نلمس وجود منظومات فكرية وسلوكية مرتبطة ببعضها كأنها حبات عقد، ولا أظن أن حبة منها تحضر دون حضور أخواتها. على سبيل المثال إذا وجدت رجلًا عربيًا متحمسًا ومؤيدًا لحرية السوق ومناوئًا لفكرة تدخل الدولة والتخطيط المركزى.. هذا الرجل ودون أن أعرفه أستطيع أن أقول لك وأنا مغمض العينين إنه يكره جمال عبدالناصر كراهية التحريم.
ليس فقط توجهاته الاقتصادية وليس فقط أخطاءه، لكن ستجده يلعن مجانية التعليم ودخول الفقراء المدارس والجامعات، مع أنه لا علاقة على الإطلاق بين تشجيع المشروع الخاص والسخط على حق الناس في التعليم، ورغم أن هذا الحق قد تم إقراره قبل 1952 بدليل أن عبدالناصر ورفاقه أنفسهم تعلموا بالمجان، لكن من الضرورى أن يربط هؤلاء بين عبدالناصر والمجانية ليرميهما معًا بقذائفه!. وستجده كذلك يكره مشروع السد العالى ويعتبره السبب في خراب مصر!،

وستجده بدون أسباب ينتابه حنين مرضىّ لأيام الملكية التي لم يعشها ولم يشهد يومًا واحدًا منها!. واستكمالًا لبقية حبات العقد سنجد الحبة التالية تتضمن حب إسرائيل أو على الأقل عدم الممانعة من التعاون معها، وهذا أمر بالغ الغرابة لأن من يحبون التجارة وتبادل السلع ورؤوس الأموال أمامهم السوق العربية الفسيحة، وبإمكانهم تحقيق ثروات طائلة لا يلوثها الدم العربى، لكنهم أبدًا لا يستطيعون أن يبعدوا أبصارهم عن الكيان الصهيونى. وهم لا يمكن بحال أن يحملوا أي إدانة لإسرائيل مهما ارتكبت من مجازر ومهما ولغت في دماء الأطفال، لكنهم في كل الأحوال سيلتمسون لها الأعذار وسيقومون بتحميل الضحية العربية كل اللوم لأنها الطرف الذي استفز اسرائيل الوديعة الطيبة!.

وبطبيعة الحال فإن الحبة التالية ستتضمن النقمة والسخط والغضب على كل من يقاوم إسرائيل أو يرفع يده أمام وجهه ليتفادى ضرباتها، وستتضمن هذه الحبة بذل كل الجهد والمال ووسائل الإعلام للتشهير بالمقاومين ولصق كل التهم والأوصاف البغيضة بهم. وغنى عن القول أن نفس هؤلاء المؤيدين لحرية السوق ودعه يعمل دعه يمر في بلادنا الحلوة ستجدهم من الكارهين للانتماء العربى، وإن كانوا يرحبون بالمال العربى لكن دون التورط في المحبة والتعاطف!. ولا أنكر أن هذه المسألة تحيرنى وقد فشلت في أن أعرف لها سببًا، ذلك أن المواطن في الغرب الرأسمالى الذي يعتبر المشروع الخاص في حكم المقدس، لا يعتنق نفس الأفكار ولا تتملكه نفس النوازع، فهو يستطيع أن يقيم بيزنسه الخاص دون أن يحب أعداءه، ودون أن يكره من يدافعون عن أرضهم، ودون أن يهيل التراب على كل تاريخه، ودون أن يمانع في أن يتعلم أهله بالمجان من خير بلدهم.

طبعًا لا يجوز اعتبار هذا الحديث دفاعًا عن الناصرية فأنا آخر من يفعل هذا، لكنه دفاع عن المنطق والاتساق والسيميترية الفكرية.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دفاع عن المنطق دفاع عن المنطق



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 23:14 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب
 العرب اليوم - نتنياهو يقدم "البيجر الذهبي" هدية لترامب

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 04:41 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سماع دوي انفجارات قوية في كييف

GMT 04:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا

GMT 04:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس

GMT 05:56 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عاصفة شمسية تكشف أسرارًا مدهشة حول الأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab