أشياء لا تُباع ولا تُشترى

أشياء لا تُباع ولا تُشترى

أشياء لا تُباع ولا تُشترى

 العرب اليوم -

أشياء لا تُباع ولا تُشترى

بقلم - أسامة غريب

أصعب شىء فى الوجود هو أن تنطق بكلمة حق تخالف وجهة نظر شخص يمتدحك ويُثنى عليك ويصفك بالصديق ويُغرقك بكلمات الإطراء والإعجاب والمجاملة. يحتاج الأمر إلى تماسك نفسى شديد وإيمان بالحق وقدرة على مواجهة الإغراء ومحاولات الإغواء.

وفى الحقيقة، قليلون هم مَن يمكنهم أن يصمدوا فى امتحانٍ مثل هذا، خاصة لو كان الذى يمتدحهم ذا مكانة كبيرة وثراء واسع ونفوذ بلا حدود. وإذا كان هذا المثال يتحدث عن آحاد الناس وعلاقاتهم الاجتماعية، فإنه ينطبق أيضًا على الشخصيات العامة والدولية وعلاقات الساسة فى البلاد المختلفة.

ويكفى هنا أن ننظر إلى مسؤول فلسطينى كبير وهو يلتقى بوزير الخارجية الأمريكى، لنرى ملامح الغبطة والسعادة على وجهه لأنه يسلم عليه فى حرارة ويتحدث معه بلطف، بينما وسائل إعلامه تقوم بامتداحه وتصفه بالصديق المعتدل الذى يمكن ائتمانه على حكم غزة بعد التخلص من رجال المقاومة فيها. ويمكن كذلك أن نتصور نوع المفاوضات التى تجرى فى ظل هذا التأثير ونتائجها، وخاصة إذا لم يقتصر الأمر على وزير الخارجية.

وتضمّن أيضًا لقاء بالرئيس الأمريكى فى المكتب البيضاوى والتقاط الصور معه أثناء حديث ضاحك.. هنا يمكن أن يكون لسان حال المسؤول الفلسطينى بينه وبين نفسه: «يادى النعيم اللى إنت فيه يا قلبى» وهو مطلع أغنية قديمة لعبدالوهاب فى أحد أفلامه بعد أن نال فوق ما كان يتمنى!.

ولعل هذا الموقف نفسه هو ما واجهه باسم يوسف أثناء لقائه بيرس مورجان، فى برنامج الأخير الذى أذيع قبل أسبوع.. أثناء البرنامج وقبل التسجيل ومع الاتفاق على تنفيذ الحلقة، لابد أن باسم يوسف استمع إلى مدح بلا حدود، وتعرّض لاستمالات محبة ومودة، ومعاملة جعلته يشعر بأنه صديق لهذا الرجل، وأنهما شخصان متحضران ينتميان لنفس القيم ويدافعان عن نفس القضية فى وجه الإرهاب والإرهابيين!.

ذهب باسم إلى اللقاء وهو متسلح بكم هائل من المعلومات التاريخية التى تؤصل للقضية الفلسطينية وتدافع عن حق أصحاب الأرض، لكنه مع ذلك اضطر تحت ضربات الثناء والتباسط والمرح المتبادل وتحت قصف مدفعية الإغواء إلى وصم المقاومين من أهل فلسطين بأنهم إرهابيون!.

الجدير بالذكر أن نفس البيرس مورجان فى لقائه مع جيرمى كوربين، الرئيس السابق لحزب العمال البريطانى، قد سأل ضيفه ما إذا كان يرى أن المقاومين الفلسطينيين إرهابيون، فامتنع عن الإجابة. خمس عشرة مرة والمذيع الصهيونى يكرر السؤال، عسى أن يظفر بالرد الذى يسعد قلبه، وكوربين يتجاهل السؤال.

وهنا قد يبرز الفارق بين اثنين من البشر لهما نفس التوجه والموقف، تعرضا لنفس السؤال، لكن أحدهما أحرجه الثناء فتنازل عما لا يملك، والآخر لم يحفل بالمذيع البريطانى الذى لا يحمل له احترامًا أو تقديرًا من الأساس ولا يسعى لنَيْل شهادة منه بحسن السير والسلوك، فلم يضعف أو يقدم له ما يريد.

هى أشياء لا تُباع ولا تُشترى.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أشياء لا تُباع ولا تُشترى أشياء لا تُباع ولا تُشترى



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab