أفلام الأعوام القادمة

أفلام الأعوام القادمة

أفلام الأعوام القادمة

 العرب اليوم -

أفلام الأعوام القادمة

بقلم - أسامة غريب

تمتلئ وسائل الإعلام حاليا بصور الغواصة النووية الأمريكية التى صعدت من أسفل البحر لتصورها الكاميرات وهى تتبختر فى مياه المتوسط إلى جوار حاملتى الطائرات ورفاقهما من السفن والفرقاطات والمدمرات. كل هذا لردع من تسول له نفسه أن يتدخل لنصرة شعب غزة.

ورغم أنه لا يبدو أن هناك من تسول له نفسه لفعل أى شىء، ومع ذلك فالمظاهرة البحرية لا تضر وقد تنفع. وبما أن الأمريكان سادة السينما فى العالم بلا منازع، فمن المؤكد أنهم سينتجون أفلاما فى المستقبل يكون أبطالها بعض بحارة هذه السفن، وسوف يقدمون حالات إنسانية لأبطال واجهوا الموت من أجل الحرية!.

لن يقولوا إنهم قطعوا آلاف الأميال لمساعدة البرابرة الصهاينة فى عدوانهم على غزة، لكنهم سوف يستخدمون الصور والألوان والحوار والموسيقى والمؤثرات لإقناعك بفكرتهم، وجعلك تكره أطفال فلسطين الذين تعرضوا للقصف بالفوسفور الأبيض.

وأغلب الظن أنهم سيثيرون مشاعر الجمهور ويجعلونه يتعاطف مع المعتدين ومع الجنود الأمريكان الذين سيبدو كل منهم فى صورة رب أسرة متفانٍ وأب عطوف وزوج مخلص ترك بلاده وذهب لينصر الإنسان فى أقصى الأرض.. ذهب دفاعا عن الحرية والحق والخير والجمال.. ذهب ليخوض قتال النور ضد الظلام. إن الأمريكان بارعون حقا فى استخدام السينما كسلاح خطير ينفذ إلى وعى المشاهد ويضبب رؤيته ويجعله يبكى للضحايا الأمريكان.

مستبعدا تماما فكرة أن هناك ضحايا بمئات الأضعاف على الجانب الآخر قام الأمريكان بقتلهم دون رحمة ومعظمهم للأسف من المدنيين. لن يتعاطف المشاهد مع ضحايا الأمريكى المعتدى والإسرائيلى المعتدى ببساطة لأنه لن يراهم.. سيقوم الفيلم بإخفائهم، ذلك أن مهمة إبراز قصص هؤلاء الضحايا تقع على عاتق سينمائيين آخرين فى بلاد أخرى!.

ويمكن لمن يتابعون أفلام هوليوود، حتى الاجتماعى، منها أن يروا كيف يتم إقحام حدوتة عن البطل الذى عاد من الحرب ومازال متأثرا بالأهوال التى عاشها فى بغداد وباجرام ومقديشيو والفلوجة، حيث لم يكن يحارب هناك باعتباره معتديا لكن باعتباره حامل رسالة خير وسلام فى مواجهة همجية أهل البلاد وأصحاب الأرض!.

لا يملك المرء، وهو يشاهد أفلام كهذه، إلا أن يشعر بالمرارة لأن تدمير المستشفى المعمدانى فى غزة يصلح لإنتاج عشرة أفلام مثلما كان الأمر بالنسبة لكل المذابح التى تعرض لها العرب فى دير ياسين وبحر البقر وقانا وبغداد، وبكل حدث من هؤلاء مادة سينمائية خصبة يمكن أن تستخدم فيها نفس أدوات السينما التى تنفذ إلى القلوب لتقديم العرب فى صورتهم الحقيقية كضحايا للإرهاب معظم الوقت وليسوا كإرهابيين، كما برعت السينما الأمريكية الصهيونية فى تقديمهم، لكن للأسف يمنع إنتاج مثل هذه الأفلام أسباب يحسن ألا نخوض فيها.
ويمكننا من الآن أن نتوقع الأفلام الأمريكية للعام القادم والأعوام التى تليه وبعضها سيحصل على الأوسكار نتيجة جودة الصناعة أو الحبكة التى ستصور الأمريكى يقوم بمهمة رسولية ضد من سماهم مسؤول إسرائيلى بالحيوانات، ومن دعا مسؤول إسرائيلى آخر لإبادتهم بالقنبلة النووية!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفلام الأعوام القادمة أفلام الأعوام القادمة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab