عاجل إلى المصريين هل تراجع دوركم

عاجل إلى المصريين: هل تراجع دوركم؟

عاجل إلى المصريين: هل تراجع دوركم؟

 العرب اليوم -

عاجل إلى المصريين هل تراجع دوركم

معتز بالله عبد الفتاح

أحياناً نظن نحن المصريين أن نظرتنا لأنفسنا، وهى عادة فيها شىء من النرجسية، هى نظرة الجميع، لا سيما العرب، لنا. هذه مقالة كتبها الأكاديمى السعودى خالد الدخيل بعنوان: «انقضى زمن مركزية الدور المصرى!» فى جريدة «الحياة» بالأمس. فلنتأملها ولنعرف كيف ينظر لنا الآخرون.
تؤكد الحرب الإسرائيلية على غزة، وهى تدخل أسبوعها الرابع، ثلاث حقائق: أن الطرف العربى فى الصراع مع الدولة العبرية، فى جانبه العسكرى، لم يعد ممثلاً فى الدول العربية، وإنما فى تنظيمات وفصائل عسكرية غير خاضعة لهذه الدول. كانت حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب بين إسرائيل ودول عربية. بعد ذلك، ومنذ 1978 وحتى الآن، صارت الحرب مع تنظيمات مقاومة؛ أبرزها «حماس» و«الجهاد الإسلامى» و«حزب الله» اللبنانى. الأخير تبيّن أنه يستخدم شعار المقاومة غطاء لدوره كذراع عسكرية لإيران، وهذا ما اتضح بعد تخلى الحزب عن دوره المقاوم منذ 2006، وتحوله إلى ميليشيا تقاتل إلى جانب النظام السورى ضد الشعب السورى.
الحقيقة الثانية أن «جيش الدفاع» الإسرائيلى كان فى استطاعته حسم المعركة مع الجيوش العربية الرسمية، لكنه فى مواجهة تنظيمات المقاومة لا يستطيع أن يحقق النتيجة نفسها. هو أقوى جيش فى المنطقة، يملك قوة تدميرية هائلة، يمارس التدمير، ويرتكب المجازر بتعمد وتخطيط مسبق، لكنه لا يستطيع أن يفرض حقائق سياسية على الأرض.
والحقيقة الثالثة التى تهمنا أكثر من غيرها هنا، وهى ليست جديدة تماماً، أن الحرب أكدت أن ما يقال عن مركزية الدور المصرى فى النظام الإقليمى العربى، وتحديداً فى الصراع العربى - الإسرائيلى، هو من نوع الشعارات القديمة.
يمكن القول أن مركزية الدور المصرى مرت بمرحلتين؛ مرحلة محمد على فى القرن الـ19، وهذه خارج حدود موضوعنا هنا، ومرحلة جمال عبدالناصر. استمرت المرحلة الأخيرة ما بين 1956 (سنة العدوان الثلاثى) إلى هزيمة حزيران (يونيو) 1967. ما بعد ذلك تغير المشهد الإقليمى، وبدأت المركزية المصرية رحلة التراجع. انتقلت إسرائيل من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم والضغط. كان حجم الهزيمة كبيراً، لكنه لم يكن العامل المباشر والأهم الذى وضع حداً لمركزية الدور المصرى. كانت الهزيمة نتيجة، ولم تكن سبباً فى هذا الإطار. ما فعلته أنها كشفت هشاشة المعطيات المحلية والإقليمية للدور المصرى. لم تكن الهزيمة عسكرية فقط. كانت هزيمة سياسية موجعة لنهج ودور كان الجميع يعلق عليهما آمالاً كبيرة. وبمقدار ما كشفت الهزيمة حقيقة الدولة فى مصر، وحقيقة دورها وأسلوب اتخاذ القرار فيها، فإنها كشفت أيضاً حقيقة الوضع السياسى العربى برمته. وبالتالى لم يكن من الممكن تفادى تداعيات كل ذلك على الدور الإقليمى لمصر.
مؤشرات تراجع الدور المصرى كثيرة، منها أن مصر فقدت الريادة فى مجالات الثقافة والفن والسياسة التى تمتعت بها فى العهد الملكى، وامتدت إلى عهد عبدالناصر وبداية عهد السادات. واللافت أن مصر بدلاً من أن تطور وتعمق ريادتها، كانت دخلت حالاً من الجمود السياسى والثقافى والتعليمى ترافق معه تدهور أوضاعها الاقتصادية.
المؤشر الثانى أنه فى هذا الإطار، وامتداداً لآثار هزيمة يونيو ومبادرة السادات، تراجع دور مصر لتصبح وسيطاً فى الصراع العربى - الإسرائيلى بعد أن كانت طرفاً وازناً يحدد طبيعة الصراع ووجهته.
المؤشر الثالث أن انهيار العراق وسوريا لم يضف إلى قوة مصر. على العكس، وهذه مفارقة كبيرة، أضاف إلى إيران قوة ونفوذاً. ومما له دلالة فى هذا السياق انتقال سوريا من كونها الإقليم الشمالى لما كان يعرف بـ«الجمهورية العربية المتحدة» إلى مرتع للنفوذ الإيرانى فى الشام، فضلاً عن العراق. المؤشر الرابع هو التراجع الاقتصادى المخيف لمصر. باتت «أم الدنيا» تعتمد فى دخلها على إيرادات قناة السويس، والسياحة، والمعونات الخارجية. ما يعنى أن القرار السياسى المصرى أصبح عرضة لتأثيرات الخارج بتوازناته ومصالحه بمقدار تأثره بعوامل الداخل. وفى هذا لم تعد مصر تملك من المميزات ما يمنح دورها صفة المركزية، أو الريادة فى العالم العربى.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى المصريين هل تراجع دوركم عاجل إلى المصريين هل تراجع دوركم



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab