عاجل إلى العقلاء ما معنى قبلة السيسي

عاجل إلى العقلاء: ما معنى قبلة السيسي؟

عاجل إلى العقلاء: ما معنى قبلة السيسي؟

 العرب اليوم -

عاجل إلى العقلاء ما معنى قبلة السيسي

معتز بالله عبد الفتاح

أنا مذهول من كم التعليقات التى أبداها فريقا مؤيدى السيسى ومعارضيه فى تفسير القبلة التى وضعها على جبين العاهل السعودى.
القضية تحولت إلى «حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك هيخترع لك الغلط».
أتذكر أننا كنا ندرب الطلبة فى الولايات المتحدة على بعض التمرينات التى تجعلهم لا يبلعون الزلط ولا يخترعون الغلط. وكان منها أننا نسأل الطالب سؤالاً من قبيل:
من أكثر شخص «تكرهه» من الشخصيات العامة؟
اكتب اسمه فى ورقة.
تعرف تتكلم عن أفضل ثلاث صفات فيه؟
أغلب الظن لو أنك نتاج البيئة المصرية التقليدية والتعليم المصرى «العبقرى» فلن تستطيع أن تذكر صفة واحدة إيجابية فى شخص تكرهه. والعكس غير صحيح بالضرورة.
يقول الفيلسوف كارل بوبر: «إن أهم وظيفة للعلم والفلسفة أن تعرف كيف تتفق وتختلف بدلاً من أن تحب وتكره». والمعنى أنك حين تحب، تحب الإنسان بكل ميزاته وقد لا ترى عيوبه. والعكس صحيح. أما التفكير العلمى والفلسفى فلا يحتمل ذلك لأنك تحيد جانباً، قدر المستطاع، المشاعر لتركز على نقاط القوة والضعف، ومواطن الاتفاق والاختلاف مع الشخص. وهى لا شك صورة أكثر تعقيداً وأكثر إنصافاً من مجرد أن نحب شخصاً أو أن نكرهه بدون تفرقة بين نقاط القوة والضعف التى فيه.
لاحظ الشاعر العظيم محمد إقبال أن القرآن الكريم قال فى نبينا محمد، عليه الصلاة والسلام، الكثير من المدح الذى يليق بنبى عظيم، ولكنه فى الوقت نفسه عاتبه فى بعض المواقف، والأهم أن الله سبحانه حرص على أن تظل آيات اللوم والعتاب مكتوبة ومرصودة فى القرآن الكريم. قال تعالى: ﴿َإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، وجاء فى آية أخرى ليقول: ﴿وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ﴾.
هذا نبى لا كذب، ولكنه بشر لا ريب: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَىَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾. وحين يتحرك البشر بعيداً ولو قليلاً عن الوحى يأتى الوحى ليصححه.
ولكن لماذا لم يعاتب الله سبحانه وتعالى نبيه سراً بحيث لا نعرف عن هذا العتاب الربانى الحكيم لنبيه العظيم؟
هناك تفسيران أحدهما أنقله عن محمد إقبال، والآخر أقدمه كتفسير إضافى؛ أما تفسير محمد إقبال الذى يعود فيه إلى علماء وفقهاء سابقين فهو أن القرآن الكريم أراد أن يقدم بشكل عملى وفى الكتاب المعجز، القرآن نفسه، دليل «بشرية» النبى؛ لأن هناك نزعة عند بعض السابقين أن يخلطوا بين «قداسة المرسِل» (بكسر السين) و«قداسة المرسَل» (بفتح السين) فينسبون إلى الرسول قدسية لم تكن موجودة فى أصل الرسالة. ولكن حين يكون هناك دليل لغوى ملموس وواضح على بشرية الرسول تنتفى عنه القدسية ويظل النبى بشراً.
وأضيف فهماً آخر، وهو أن الله سبحانه يريد أن يعلمنا شيئاً من العدل (وربما كذلك العقلانية) فى الحكم على الأشياء والأشخاص، وأن يكون تفكيرنا أكثر تعقيداً من تفكير الأطفال؛ فنرى بعض عناصر القوة فى الحجة الضعيفة، ونرى بعض عناصر الضعف فى الحجة القوية. ونعرف كيف نستفيد من الناس، على عيوبهم، فيما قد يكونون الأقدر فيه. وألا نبالغ فى مواقفنا من الناس.
ولهذا فهم من يضعون مقررات المنطق والتفكير النقدى فى الخارج هذه القضية، فيجعلون جزءاً من تدريبات الطلاب أن يكتب الصفات السلبية فى بعض من يحبون، والصفات الإيجابية فى بعض من يكرهون. ألم يقل الحق سبحانه: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا﴾.
علينا أن نتخلص من ثقافة «حبيبك يبلع لك الزلط، وعدوك يخترع لك الغلط».. و«اربط التور مطرح ما يحب صاحبه.. ومطرح ما ترسى دق لها». هذه آفات فكرية وثقافية وأخلاقية نعانى منها. والاعتراف بها قد يكون مقدمة جادة لخلق ثقافة جديدة.

 

arabstoday

GMT 11:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لماذا نظرية التطور مهمة؟

GMT 11:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

لا تنسوا 420 مليونًا عند “الكردي”

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:38 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 06:36 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وَمَا الفَقْرُ بِالإِقْلالِ!

GMT 06:35 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 06:34 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى العقلاء ما معنى قبلة السيسي عاجل إلى العقلاء ما معنى قبلة السيسي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab