عاجل إلى الحكومة خلق ثقافة جديدة

عاجل إلى الحكومة: خلق ثقافة جديدة

عاجل إلى الحكومة: خلق ثقافة جديدة

 العرب اليوم -

عاجل إلى الحكومة خلق ثقافة جديدة

معتز بالله عبد الفتاح

أعتقد أننى أتابع هذه الأيام بعض ملامح نشأة ثقافة جديدة وهى ثقافة معادية للتحرش بالبنات والسيدات. على الأقل من متابعة أخبار الصحف فإن هناك عناوين أخبار من قبيل: «حبس متحرش سنة وغرامة 3 آلاف جنيه لتصويره امرأة نائمة فى أوتوبيس» وخبر آخر يقول: «علقة ساخنة لشاب تحرش بفتاة أمام مسجد إبراهيم الدسوقى بكفر الشيخ» وثالث يقول: «إحالة شاب تحرش بفتاة فى الأقصر لمحاكمة عاجلة» ورابع يقول «حبس سائق تحرش بـ5 طالبات ثانوى وهتك عرض إحداهن فى أوسيم». كما أن ما أسمعه من زميلات وصديقات يشير إلى أنهن يشعرن باطمئنان أكثر لأن القضية لم تعد الفتاة فى مواجهة المتحرش، وإنما هناك قطاع من الرجال والنساء أصبح يرى أن من واجبهم حماية المرأة أو الفتاة ممن يريد بها سوءاً.
وهذه حالة دراسية جيدة لما قد نحتاجه فى مجالات متنوعة بعضها له علاقة بالمرأة وبعضه له علاقة بالمجتمع ككل.
ما الذى حدث فى ما يتعلق بتغير نظرة المجتمع لقضية التحرش؟
القضية بسيطة.. الثقافة والقيم التى تسود أو تغلب على مجتمع معين هى بذاتها تحتاج ثلاث مراحل:
أولاً، مرحلة ظهور قيم الثقافة الجديدة (norm emergence) التى تعنى أن أولويات المجتمع تتغير على نحو يجعل قضية معينة تحتل قيمة مركزية بعد أن كانت غير مطروحة أو تحتل مكانة هامشية، ولا يكتفى بتغير الأولويات، ولكن كذلك تبنى موقف منها ويتم الحشد المعنوى والأخلاقى والفكرى والقانونى والسياسى لتبنى موقف معين من هذه القضية. ويكون ظهور هذه القيم مرتبطاً بمن نطلق عليه اسم الرواد الثقافيين والاجتماعيين (cultural and social entrepreneurs). وهم مجموعة من الأشخاص سواء كانوا معنيين بالفكر والتنظير أو بالحركة والتفاعل المباشر على أرض الواقع مع آحاد الناس. لكن نجاح هؤلاء لن يكون إلا بأن يقنعوا الناس بما هو مقنع أصلاً لذا لا تنتقل المجتمعات إلى المرحلة الثانية إلا بشروط معينة.
ثانياً، مرحلة قبول قيم الثقافة الجديدة (norm acceptance)، وهنا يكون إما بأن تكون هذه القيم الثقافية الجديدة لها جذور قديمة كانت بحاجة لتجديد، أو أن هذه القيم الثقافية الجديدة تأتى لأن تحل محل قيم تقليدية معيبة (أو هكذا يظن الناس أنها معيبة فى مرحلة زمنية ما إلى أن يغيروا رأيهم مرة أخرى).
وفى كل الأحوال تتسع دائرة القابلين بهذه الثقافة الجديدة تباعاً إذا نجح الرواد الثقافيون فى أن يدافعوا عن قيمهم الجديدة فى مواجهة من تهدد مصالحهم أو تهدد قيمهم الموروثة.
ثالثاً، مرحلة استيعاب وانتشار الثقافة الجديدة (norm internalization)، حيث يهضم ويستوعب قطاع كبير من المجتمع هذه القيم ويتعامل معها على أنها حل لمشكلة كانت تواجهه وأنه غير مستعد لأن يتنازل عن هذه القيم الجديدة. ومن هنا يحدث التطور الثقافى والفكرى فى المجتمعات.
ما يحدث فى مصر الآن من تغير المزاج العام والرسمى تجاه قضية التحرش، يقول إن شيئاً من هذا إما يحدث أو ينبغى أن يحدث. ولا بد أن تحشد له طاقات وجهود أكبر.
والأمر نفسه نحتاجه بشأن تغير القيم الثقافية السائدة تجاه قضية ختان الإناث أو الإنجاب بلا حساب أو التدخين فى الأماكن المغلقة، أو العلاج بالسحر والشعوذة، أو استخدام دور العبادة فى الدعاية الانتخابية، أو إلقاء القمامة فى الطرق العامة، وهكذا.
معركتنا مع أنفسنا طويلة، ولكن من قال إننا بدع من البشر؟ هكذا كان وسيكون كل من يريد حياة أفضل.

 

arabstoday

GMT 19:28 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

الفائزون فى 3 مباريات

GMT 10:57 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مفكرة القرية: الإلمام والاختصاص

GMT 10:55 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيديوهات غبية في هواتفنا الذكية!

GMT 10:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

«الداخلية» توضح دورها على طريق ديروط - أسيوط

GMT 10:50 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عراب كامب ديفيد.. الانقلاب على الإرث المر!

GMT 10:48 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محاكمة الساحرات

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى الحكومة خلق ثقافة جديدة عاجل إلى الحكومة خلق ثقافة جديدة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:16 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
 العرب اليوم - نتنياهو يصادق على "عمليات إضافية" في الضفة الغربية
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab