كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح

كاريزما كريم عبدالعزيز - الصباح

كاريزما كريم عبدالعزيز - الصباح

 العرب اليوم -

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح

بقلم - سحر الجعارة

 

من قال إننا يجب أن نكره شخصية حسن الصباح التى جسَّدها النجم «كريم عبدالعزيز» على الشاشة؟.. كل الشروط الموضوعية تؤكد أن أى زعيم، داعية، شيخ، قائد، ولى أو حتى قرصان.. ما دام له أتباع ومريدون وناس يأتمرون بأمره فلا بد أن يتمتع بـ«كاريزما» هائلة وذكاء خارق وفراسة وحس دعابة، مهما كان موضوع زعامته أو ولايته (خيراً كان أم شراً)!.

مرشد «الإخوان» مثلاً (مع تتابع أكثر من واحد على المنصب) لم يكن له قرون الشيطان ولا كانت نظراته تطلق شراراً ولا صوته كان صاخباً، وكلنا نعلم أنها جماعة مسلحة ذاقت من ويلاتها مصر ودول أخرى عديدة وما زال شرها ممتداً حتى الآن.. المرشد الأول «حسن البنا» رفع شعار «الدعوة» تحت الأرض بشكل سلمى قبل أن تبدأ الاغتيالات والصدامات المسلحة واستطاع أن يجمع مئات الآلاف ويضمهم «تنظيماً» إلى الجماعة بهذه المواصفات.

توجد نماذج أخرى معاصرة، لكنى لا أود الغرق فى مقارنات، يكفى أن أذكر لكم بعض الأسماء مثل أسامة بن لادن أو عبود الزمر.. صحيح أننا فى موقع «الجمهور» يجب أن نكره تصرفاته لا وسامة كريم ولا صوته الخفيض ولا الإيماءات واللفتات التى جسّدها ببراعة.. يجب أن نحاكم فساد العقيدة ومنهج العنف لا سمات الشخصية التى تروجهما.

«الكاريزما»: لا يوجد تعريف واضح للكاريزما.. هناك من يقول إنها موهبة ربانية، ومن يقول إنها مهارة ممكن أن تُكتسب.. المهم أن هناك اتفاقاً على أن صاحبها يجيد فن التعامل مع الناس بحكمة وذكاء.. لديه مزيج من الحكمة والقوة واتخاذ القرار فى الوقت الصحيح.. عنده جاذبية كبيرة وحضور طاغٍ وقدرة على التأثير فى الآخرين.. فى صمته كلام.. وفى كلامه حكم وجاذبية.. وكل هذه الصفات اجتمعت - تاريخياً- للصباح وتجسّدت درامياً بكريم.

الشخص الكاريزمى -إن جاز التعبير- يظل ارتباط الناس به عالقاً فى الذاكرة حباً وكرهاً، بمعنى: أنه لو صنع إنجازات ونجاحات.. الناس تهلل له، ولو ارتكب أخطاء الناس ممكن تتجاوز عنها.. وهذا ما لمسناه بمشاعرنا عندما تجاوزنا قتل «الصباح» لابنه وانحزنا إليه فى مكائده ضد زيد بن سيحون.

كاريزما الشخصية الدعوية تختلف عن كاريزما أى شخص آخر فى مركز قيادى، فهو ليس مجرد مبلغ ولا وسيلة نقل للمعلومات والمواعظ، بل هو شخص يحترق على دعوته وجماعته، خطابه أقرب إلى لسان الأنبياء جميعاً.. ولهذا يُشترط فيه الإيمان الشديد بما يفعل ويقول، والإيمان الشديد بنفسه (الصباح يحب الصباح).

كيف امتلك «الصباح» السطوة على المريدين لدرجة أن يقول لأحد «ارمى نفسك من فوق سور القلعة» فينفذ طائعاً مختاراً؟.. لأنه امتلك عقولهم وقلوبهم، وغذَّى مشاعر الزهد الدنيوى فيهم بـ«حلم الجنة» ليجعل موتهم مجانياً ومكافأتهم مؤجلة.. حتى «الحقيقة» نفسها، حقيقة «صاحب مفتاح الجنة»، لن يعرفها أحد إلا «بعد الموت» بدخول الجنة أو النار، وهو نوع من محاكاة الرسالات السماوية التى جعلت الثواب والعقاب فى الآخرة: حسن الصباح يعتقد أنه الإمام الغائب أو أنه المهدى المنتظر أو أنه حتى إله: (إنه موعد كلامى مع السماء)!

لا بد أن تدرك أنه مهووس بالسلطة وأنه «رئيس عصابة»، قتل صديقه وسرق القلعة وتآمر على رفيقه، قتل زوجته وحلل وحرّم كيفما شاء (بالتدليس باعتبار أن معانى القرآن باطنية).. وحرّم على المريدين والأتباع الزواج بينما لديه زوجة وأبناء، وأراق دماء الأبرياء.. ليس مطلوباً من «كريم عبدالعزيز» أن يُذكِّرك بهذه التصرفات الإرهابية عقب كل لقطة خشية أن تحبه.. «عمر عبدالرحمن» الذى تأكدنا جميعاً أنه إرهابى لديه أتباع ومحبون، وعندما مات فى أمريكا وجاءت جثته لمصر أقام له مريدوه جنازة شعبية ومقاماً مثل أولياء الله الصالحين!

«الشر» أيضاً يكون «باطنياً» أحياناً، ومشاهد الشر ليست برفع الحاجب وتغليظ الصوت: أنت من رأيته يقتل وأحببته، من رأيته يظلم وأحببته.. أنت من يدرك جيداً أنه استغل «الدين» أسوأ استغلال لتحقيق طموحاته المجنونة فى أسر البشر وتسخيرهم لجنونه الأعمى.. لكنك لم ترَ «حسن الصباح».. بل رأيت «كريم عبدالعزيز» وسلَّمت له مشاعرك.. وهذا ما يحدث تماماً حين يُسلِّم المريد عقله لأى «داعية أو ولى».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح كاريزما كريم عبدالعزيز  الصباح



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab