قالت وزارة الصحة الفلسطينية الأربعاء إن القوات الإسرائيلية قتلت فلسطينييْن اثنين ففي غارات ليلية منفصلة في الضفة الغربية المحتلة، أحدهما في جنين حيث يشن الجيش الإسرائيلي هجوماً كبيرا.وقالت الوزارة في بيان إن رجلاً يبلغ من العمر 25 عاماً يدعى أسامة عمر أبو الهَيجاء قتل في وقت متأخر من الثلاثاء في جنين "جراء قصف الاحتلال على منطقة دوار السينما في جنين".
وذكرت مصادر محلية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت محيط دوار السينما وسط مدينة جنين بعد قصفه، ومنعت مركبات الإسعاف من الوصول إلى المكان، واعتقلت المصاب.
وقال الهلال الأحمر إن طواقمه تعاملت مع عدة إصابات جراء اعتداء القوات الإسرائيلية عليهم بالضرب في عدة مناطق بالمدينة.
وقال الجيش الإسرائيلي لوكالة فرانس برس إن طائرة إسرائيلية نفذت غارة في جنين مساء الثلاثاء "بعد أن ألقى إرهابي عبوة ناسفة" تجاه القوات.
ويشن الجيش الإسرائيلي هجوماً مكثفاً على منطقة جنين لليوم التاسع، قائلاً إنه يهدف إلى التخلص من الجماعات المسلحة الفلسطينية.
وأفاد الجيش الاثنين بأنه "قضى على أكثر من 15 إرهابياً"، كما اعتقل 40 فلسطينياً يقول الجيش إنهم مطلوبون.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس خلال زيارة إلى مخيم جنين للاجئين الأربعاء، إن العملية ـ التي أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي" - تهدف إلى إلحاق الهزيمة بـ"البنية التحتية للإرهاب" التي بنيت "بتمويل وتسليح من إيران".
وأضاف كاتس أن مخيم جنين للاجئين "لن يعود إلى ما كان عليه" فبعد اكتمال العملية، سيبقى الجيش الإسرائيلي في المخيم "لضمان عدم عودة الإرهاب"بحسبه.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أفادت أيضاً بمقتل أيمن فادي قاسم ناجي (23 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء، حيث نقل جثمانه إلى مستشفى طولكرم الحكومي.
وقد خلفت العملية العسكرية في الضفة الغربية المحتلة حتى اللحظة 16 قتيلًا فلسطينياً وأكثر من 90 إصابة، فضلاً عن اعتقال العشرات.
وقال رئيس البلدية محمد جرار لبي بي سي إن الجيش هدم وحرق وفجّر أكثر من 100 منزل داخل مخيم جنين، وأجبر 15 ألف شخص على النزوح إلى خارجه، في ظل انقطاع المياه والكهرباء عنه.
وقد سبقت العملية الإسرائيلية الحالية، عملية أمنية للسلطة الفلسطينية في مخيم جنين للاجئين، قالت السلطة إنها في محاولة لاستئصال المسلحين الفلسطينيين في المنطقة.
وبشكل عام، ارتفعت وتيرة العنف في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023.
وقتلت القوات الإسرائيلية والمستوطنون ما لا يقل عن 863 فلسطينياً منذ بدء حرب غزة، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية.
ووفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية، قُتل ما لا يقل عن 29 إسرائيلياً في هجمات لفلسطينيين أو خلال غارات عسكرية إسرائيلية في المنطقة خلال الفترة ذاتها.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على "وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة" و"أهمية تمكين" السلطة الفلسطينية سياسياً واقتصادياً.
جاء ذلك خلال محادثات أجراها في القاهرة الأربعاء مع وفد فلسطيني برئاسة أمين عام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن اللقاء أكد "الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني".
وأعرب عبد العاطي عن "دعم مصر للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية" و"حقوق الشعب الفلسطيني الرافض للتهجير أو النقل خارج أرضه"، مشدداً على ضرورة "التوصل إلى حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية من خلال حل الدولتين".
في اللقاء نفسه، أشار خالد مشعل القيادي بحركة حماس إلى أن الضفة الغربية، خاصة القدس، "ما زالت أرض الصراع"، مع استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين ونابلس وطولكرم.
ودعا مشعل كل قوى المقاومة إلى وضع خطط وبرامج إبداعية لتعزيز المقاومة في الضفة الغربية، وتعظيمها، ومفاجأة السلطات الإسرائيلية بصدها وإفشال مخططاتها.
وأكد مشعل أن الوحدة الوطنية هي السبيل لتحقيق النصر، مشيراً إلى أن هذه الوحدة يجب أن تتجسد في الالتقاء على الحقوق الثابتة والتوافق على السياسات والبرامج.
وقال مشعل إن معركة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول "كشفت بشاعة الاحتلال الصهيوني أمام العالم، وأسهمت في كسب المزيد من التأييد الدولي للقضية الفلسطينية".
كما انتقد زاهر جبارين، مسؤول حماس في الضفة الغربية المحتلة، في كلمة له، المداهمات التي شنتها أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ضد "المقاومة في جنين".
وكانت حركة حماس، قد أعلنت الاثنين أن وفداً قيادياً من الحركة وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية برئاسة محمد درويش رئيس المجلس القيادي للحركة، لبحث تطورات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بمراحله الثلاث مع القيادة المصرية.
وأضافت الحركة أن الوفد يضم المجلس القيادي ووفد الحركة للتفاوض وهم: خالد مشعل، وخليل الحية، وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، ومحمد نصر وغازي حمد.
وقد تحدث فريق "غزة اليوم" من بي بي سي، إلى بعض النازحين من الضفة الغربية المحتلة عن ما حدث خلال وجودهم في المخيم.
قال أحدهم: "منذ دخول الجيش الإسرائيلي للمخيم وتطويقه، بدأ بإجبار الناس على الخروج والنزوح إجباري وليس اختيارياً".
وقالت نازحة أخرى: "الوضع غير مستقر في المخيم. وإن اشتبه الجنود بأحد، يُطلقوا الرصاص عليه. لا يسمحوا لأحد الدخول أو الخروج، الكهرباء غير متوفرة." "منعوا التجول وهددنا الجيش بإخلاء منازلنا وإلا سيقصف البيت على رؤوسنا".
"حارتنا دمار. كل شيء حولنا تم هدمه وكسره. كل بيت يوجد أمامه جرافة نوع D9 (بولدوزر)".
تقول نهاية سالم لبي بي سي، وهي نازحة من مخيم طولكرم، "قاموا بتفتيشنا وطردنا من المخيم وأمرنا بأن نعود بعد أسبوع، لكننا لن نرحل".
وتضيف: "الطريق غير آمن، وخصوصاً للأطفال. لا أستطيع أن أرسل أولادي إلى مدارسهم من خوفي عليهم من الطريق الوعر والدبابات. نتمنى أن تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي، نحن نريد العيش بسلام".
من مخيم طولكرم أيضاً، يقول محمد رجب: "يوم أمس، اقتحم الجيش بيتنا وبيوت جيراننا - بحدود الساعة الثامنة صباحاً - اتخذوا من منزلي ثكنة عسكرية لهم، ووضعونا أنا وكل أفراد أسرتي في غرفة واحدة ولم يسمحوا لنا بالخروج أو الدخول. نعاني من نقص الماء والكهرباء والغذاء. وضع المخيم كارثي جداً".
رؤى الدريدي من طولكرم تقول: "مساء أمس اقتحم جيش الاحتلال المخيم وقصف سيارة في مخيم نور شمس - وهنا بدأ القصف على المجينة بأكملها. تفاجأنا بدخول الجرافات العسكرية ووجود قوات خاصة إسرائيلية في مخيم طولكرم. بدأت حالة من الفوضى والتوتر تعم جميع أنحاء طولكرم". وتضيف: "دمّروا مناطق مهمة وحيوية في طولكرم وقطعوا عنا الخدمات الرئيسية".
يفرض الجيش الإسرائيلي طوقاً أمنياً على مخيم جنين، مع وجود أعداد كبيرة من الجنود والآليات العسكرية والجرافات في محيط المخيم وفي الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويقوم بتجريف واسع في شوارعها.
وفي الليلة الماضية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل شاب برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مدينة طولكرم، ليرتفع عدد القتلى جراء العملية العسكرية المستمرة في يومها الثالث إلى ثلاثة.
وأفادت مصادر محلية أن الشابَ قُتِل خلال حصار الجيش الإسرائيلي لمنزل بضاحية "ارتاح" جنوبي طولكرم، واحتجز الجيش جثمانه قبل تسليمه للهلال الأحمر الفلسطيني.
كما اعتقلت القوات الاسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، خمسة مواطنين بعد اقتحامها عدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اعتقلت كلاً من: وديع محمد سعيد لدادوة من المزرعة الغربية، وحسام معطان من برقا، وعبد الله قنداح من أبو شيخدم، وجاسر حمايل من كفر مالك، وعمر منصور من بيتونيا، بعد مداهمة منازلهم وتفتيشها.
كما داهمت القوات الإسرائيلية مدينة البيرة، وقرى ديرعمار وكوبر وشقبا، وسلواد، ومخيم الجلزون.
وهدمت القوات الإسرائيلية منزل عائلة القتيل تامر فقها، أحد عناصر كتائب القسام التابعة لحركة "حماس"، في ضاحية الشويكة عقب إخطار عائلته بقرار الهدم قبل نحو شهرين.
واتُهِمَ فقها بتنفيذ عملية عناب في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، واعتُبِرَت تلك العملية أولى عمليات كتائب القسام بالضفة الغربية في أعقاب الحرب في قطاع غزة.
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، فجّر الجيش الإسرائيلي منزل شاب مطلوب من عائلة بلاونة داخل مخيم طولكرم.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة إن المخيم يشهد نزوحا كبيرا لسكانه، إذ نزح أكثر من 1000 شخص توزعوا في ضواحي وأحياء المدينة بعد فتح عدد من المساجد والمراكز والجمعيات فيها.
وأضاف في تصريحات صحفية أن الجيش دمّر وحرق عددا من المنازل في المخيم، ودمر كل شوارع المخيم وشبكات المياه والكهرباء والطرقات، والصرف الصحي والاتصالات.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
جيش الاحتلال الإسرائيلى يقتحم مستشفى بجنين ويقـ.تل شابا في قلنديا
قوات الاحتلال تقتحم بلدة اليامون غرب جنين في الضفة الغربية
أرسل تعليقك