ضعها في رقبة القانون

ضعها في رقبة القانون

ضعها في رقبة القانون

 العرب اليوم -

ضعها في رقبة القانون

بقلم - سحر الجعارة

فى دولة خارجة من صدمة «الفاشية الدينية للإخوان» كان لا بد أن يكون «القانون سيد الموقف»، بكل ما خلفه من مراحل بحث ودراسة واستشارة للمرجعية الدينية.. لكن حتى قانون الأحوال الشخصية الجديد أصبح محلاً للجدال والخلاف.. ولم يخرج للنور حتى الآن!.. وأصبحت حياتنا تدار بمعرفة بعض هواة الشهرة وجنى الأموال من «اليوتيوب».. من الذبابة التى تسقط فى كوب الماء إلى العزوف عن تكفير تنظيم «داعش»!خلال هذه الفترة قدم الدكتور «سعد الدين الهلالى»، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، مشروعه الفكرى «الرشد الدينى»، الذى تحدث عنه عبر 30 حلقة فى برنامجه «كن أنت» على التليفزيون المصرى.

يقول أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر إن الرشد الدينى حق لكل إنسان، وليس منحة من أحد، ولكنه عطية وتكليف من الله -عز وجل- لكل إنسان بلغ سن الرشد.. لأن الإنسان له رشد دينى مثلما له رشد مالى.

«الرشد الدينى» مشروع فكرى لا يمكن اختزاله فى مقال، لأن د. «الهلالى» أسهب فى تعريف مفاهيمه وآليات تطبيقها والهدف من كل آلية.. ولكن يمكن الإشارة إلى بعض النقاط المهمة فيه، لنتوقف أمام إجراءات الرشد الدينى: (1- إقامة دولة مدنية بالمواطنة، 2- إنهاء التنظيمات الفكرية، 3- تفويض الدين لله كما أمر، 4- تفرغ الأزهر للعلم وتخليه عن الشئون العامة للدولة، 5- إلغاء الوصف الإسلامى للهيئات والمؤسسات المدنية، 6- نشر الوعى بتاريخ الأوطان والأديان، 7- تصحيح مسار الوعظ والدعوة لله وليس لجماعات، 8- التزام العلماء بالتعددية الفقهية، 9- محو الأمية الفقهية والابتداء بالنفس).

قد يكون اختصار مشروع «الهلالى» مخلاً.. لكنى اخترت هذا المقطع لنطرح بعض الأسئلة حوله: هل هناك دولة مدنية تضع «خانة الديانة» فى الرقم القومى؟.. أو تسمح باستخدام نص قرآنى فى مواجهة المسيحيين لإرهابهم بفتاوى التكفير، من حين لآخر: «وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون» سورة البقرة، الآية 22.

هذا غير العديد من الدعاة الذين احترفوا تكفير الأقباط، «بدون مناسبة»، بنفس الآية، ولم يُعاقب أى منهم بتهمة «ازدراء الأديان»، ولا حتى بتهمة تهديد السلم الاجتماعى وتكدير الأمن العام!! هل يجوز فى دولة تتخذ إجراءات «إصلاح اقتصادى» أن يكون لديها «ازدواجية» فى المعايير ما بين البنوك المسماة بالإسلامية، (على أساس أنها قائمة على المرابحة)، فى مقابل بنوك لا تضع «صناعة إسلامية» كلافتة لمنتجاتها.

وقس على ذلك، لدينا تعليم إسلامى بالكامل «التعليم الأزهرى»، وتعليم آخر أجنبى «كافر».. ولدينا سوبر ماركت إسلامى وفراخ حلال ولحوم مذبوحة على الطريقة الإسلامية.. وفى المقابل كان لدينا هجمة شرسة لقتل الخنازير لأن لحمها حرام (خلال أزمة إنفلونزا الخنازير)! هل لو ألغينا اللافتات الإسلامية سينهار الإسلام؟.. هل سيفقد المسلم هويته ويقينه وإيمانه بالله عز وجل؟.. ما هذه الهوية المستمدة من «السوبر ماركت»؟ ومن المستفيد من تسويقها لنا وغزو عقولنا لنتخبط فى أسئلة من عينة: مدة الحمل فى الإسلام تمتد إلى أربع سنوات؟.. وكيف نقبل بزواج المسلم من مسيحية وبعض العلماء يكفرونهن؟.. وإذا كنا نعتبر اختلاف الفقهاء رحمة، فهل نقبل بتطبيق رأى الإمام الشافعى الذى (يجيز فيه زواج الرجل من ابنته من الزنا)؟!. كيف نفوض أمرنا لله وقد جعلت مقولة: «ضعها فى رقبة عالم» بعض المواطنين «فاقدى الأهلية» لا يتحركون خطوة إلا بفتوى، فمتى نصبح شعباً متجانساً بالفعل.. كلنا خاضعون للقانون ولسلطة الدولة المدنية، متساوون فى الحقوق والواجبات!

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ضعها في رقبة القانون ضعها في رقبة القانون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab