المتهم الهارب

المتهم الهارب

المتهم الهارب

 العرب اليوم -

المتهم الهارب

بقلم - سحر الجعارة

مرة ثانية يتصدّى القضاء المصرى العادل لنهاشى الأعراض الذين يُرهبون بناتنا ويهتكون سمعة الآباء ويلوثون بالنميمة والفضائح شرف العائلات المصرية، حيث حكمت محكمة جنايات سوهاج، بمعاقبة المتهم «م. ع. ا» بالسجن 5 سنوات، لاتهامه بتهديد المجنى عليها «ا. ح» والتعدى على خصوصيتها، وابتزازها بنشر صور لها ورسائل على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بدائرة قسم أول سوهاج.

تعود أحداث القضية إلى عام 2020 بدائرة قسم أول سوهاج عندما تلقت أجهزة الأمن بلاغاً من المجنى عليها، مفاده قيام المتهم بتهديدها بنشر صور لها ورسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعى «فيس بوك» والتعدى على حرمتها وخصوصيتها وابتزازها مقابل مبالغ مالية، وبعد تقنين الإجراءات تأكدت صحة أقوال المبلغة، ووجّهت النيابة العامة إليه تهمة التهديد والتعدى على القيم والخصوصية وتمّت إحالة القضية إلى محكمة الجنايات، التى أصدرت حكمها السابق.

سوف تلاحظ أن الحكم بنصه المنشور أخفى المعلومات الشخصية للضحية والجلاد أيضاً، لحماية سمعة الضحية، ومع كل قضية «إرهاب إلكترونى» يجب علينا أن نُذكّر بالضحايا اللاتى دفعن حياتهن ثمناً لتغليظ عقوبة «الابتزاز الإلكترونى»، وننير الطريق القانونى للبنات اللاتى قد يقعن فى هذا الفخ.

لقد رأينا فى عام 2022 ضحايا فى عمر الزهور «هايدى وبسنت» آثرتا الانتحار على الفضيحة بصور مفبركة.. ورأينا القضاء العادل يقتص لأرواح وأعراض ضحايا الابتزاز الإلكترونى، 15 عاماً سجناً للمجرم لثانى مرة، سواء كانت الصور مفبركة أو حقيقية.. أما الأولى فكانت لابنة الستة عشر ربيعاً «القاصر»، التى لم تدرك أن المختبئ خلف الشاشة «قناص» كل همه أن يسرق منها سترها ويتاجر بعرضها (عبر «واتس آب» أيضاً)، فكيف لها أن تعرف أنه ليس الفارس الذى جاءها على حصان أبيض؟ استخدم كل أساليب «النصب العاطفى» حتى تخيلت أن عليها أن تلبى «لهفته» ببعض الصور «الخادشة للحياء».

أبلغت مباحث الإنترنت وتم تداول القضية حتى جاء حكم محكمة جنايات المنيا بمعاقبة المتهم «يوسف. س. م» بالسجن المشدّد لمدة 15 عاماً، وإلزامه بدفع المصاريف الجنائية، لثبوت الاتهام الموجّه إليه بتهديد فتاة بنشر صور فاضحة لها على «واتس آب».. لتنعم أرواح البريئات بالسلام الذى لم يجدنه على الأرض.

هذه الفتاة الأخيرة لم نرَ صورتها ولم نعرف اسمها بعد أن فعّلت النيابة العامة «سرية معلومات الضحية».. ورغم ذلك لا يزال البعض يخاف من اللجوء إلى النيابة!

«سرية معلومات الضحية» هى دعوة لتغيير ثقافة جَلد الضحية ودفعها للانتحار، آن الأوان أن يتحول المنبر إلى الدفاع بدلاً من إدانة النساء، للمعلم الذى نهش عرض «بسنت خالد» بالتنمّر والنميمة أن يفهم دوره التربوى.. آن الأوان أن تحتضن الأسر المصرية بناتها بدلاً من وصمهن بالعار والفضيحة.. على كل أب أن يدافع عن شرفه من هجمة الذئاب التى تنهشه بالنميمة.

ويحافظ على عرضه ولا يلقيه للأوباش ينتهكون حرمته بألسنتهم.. وعلى كل أم أن تحتضن ابنتها وتكون صديقتها الأمينة على أسرارها ولا تنهال عليها بالضرب والسب بل تحتضنها لتشعر بالأمان وتأخذ طريقها الصحيح نحو الإبلاغ فى مباحث الإنترنت.

الدستور يحمى حرمة الحياة الخاصة: المادة 59 من الدستور تنص على أن الحياة الآمنة حق لكل إنسان، وتلتزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها، ولكل مقيم على أرضها.

كما تنص المادة 90 من الدستور على أن كل اعتداء على الحرية الشخصية أو حرمة الحياة الخاصة للمواطنين، وغيرها من الحقوق والحريات التى يكفلها الدستور والقانون جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية ولا المدنية الناشئة عنها بالتقادُم.

الحقيقة أن خلف هذه الجرائم «متهم» لم يُحاسَب، وهو من أشاع أن البنت «حلوى مكشوفة»، أو فى أحسن الأحوال «موزة مقشّرة»!.

من أباح التحرش بغير المحجبات.. ومن قال إن خروج المرأة إلى صلاة العيد بدون حجاب يجعلها «عاصية».. وحكم على غير المحجبات بأمر إلهى لا يعلمه إلا الخالق.. إنه من قال للمرأة «البسى قفّة».. فنحن أمام حالة مجتمعية معكوسة، فبدلاً من أن يكون الداعية دوره نشر التسامح والخير قرّر أن يقسّم النساء إلى قسمين «محجبات آمنات».. و«غير محجبات» إن لم ترتدِ إحداهن «القفّة» فيمكن قتلها (نسى أن هذا البلد فيه «تعدّدية دينية»).. هل تتخيل حال المسيحيات فى مصر الآن وكم الإرهاب الذى تعرّضن له؟.

هناك عدد كبير من الدعاة مطلوقين على النساء عبر «يوتيوب» والسوشيال ميديا حاولوا جرّنا إلى أرضية دينية، واستعداء الجمهور على النساء باستخدام «الحجاب» واستخدام تهمة أخرى «التكفير».

وحاولوا النيل من كل امرأة تعارضهم باللعب بالحجاب دون أى خجل فقط ليُظهروهن أمام المجتمع «علمانيات كافرات»، وهى لعبة قديمة وسخيفة ومكشوفة.

حاسبوا هؤلاء لتنعم بنات مصر بالأمان ويتوقف الابتزاز الدينى والإلكترونى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتهم الهارب المتهم الهارب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab