30 يونيو عودة الوعى

30 يونيو: عودة الوعى

30 يونيو: عودة الوعى

 العرب اليوم -

30 يونيو عودة الوعى

بقلم - سحر الجعارة

فى تاريخ الشعوب مراحل فارقة تغير بعض المفاهيم الوطنية والأفكار الدينية والأحكام السياسية، تسقط فيها رموز وتولد رموز أخرى، وينضج فيها الوعى الجمعى على نار التجربة، يتعلم من الخطأ والصواب، ويطور معرفته بالحقيقة، بالإنسان وعلاقته بالدين.. وهكذا كانت ثورة 25 يناير 2011.

كانت الفوضى الفكرية أقرب ما تكون إلى الفوضى الأمنية، والأخيرة سمحت للعدو باقتحام السجن وتهريب المجرمين وانقلبت معهم الموازين: جزء غير قليل اعتبر أن «الشرطة هى العدو» ووقف متفرجاً فى أفضل الأحوال على اقتحام مقار «أمن الدولة» وأقسام الشرطة.. وبنفس الفكر اعتبر أن «الإخوان» فصيل وطنى وسلّم مفتاح العاصمة لـ«يوسف القرضاوى» ليأتى فاتحاً غازياً للبلاد فيما سُمى «جمعة قندهار».. هذا جزء من المشهد السوداوى وما أعقبه من صدامات دامية مع الإخوان بعدما استولوا على الحكم لندرك ما الذى غيرته فينا ثورة 30 يونيو 2013!

هذا الشعب راهن بحياته على ولاء القوات المسلحة وحماية الشرطة حين خرج يهتف «يسقط حكم المرشد»، كان يرى كاريزما المشير «عبدالفتاح السيسى» -آنذاك- تتشكل، وهو يسترد اليقين فى إيمانه بدولته.. وصدق حدس الشعب فى حكم «السيسى» وفى الجيش المصرى حائط الصد الأخير، إنه الجيش الذى لم نفقد ثقتنا فيه يوماً.. جيش متماسك صلب لا يعرف الطائفية ولا المذهبية، لا ينحاز إلا للشعب.

وبعد سنوات من العطاء لمصر وشعبها، سنوات تحقق فيها الاستقرار والقضاء على الإرهاب، وتحقيق إنجاز غير مسبوق فى معركة التنمية المستدامة (رغم ظروف الحرب الروسية-الأوكرانية، وجائحة كورونا).. بعد كثير من النجاحات لرفع التمييز عن المرأة والمسيحيين، بدأ الرئيس يلح فى «إعادة بناء الشخصية المصرية» تلك التى تشوهت بفعل الهجرة أحياناً وبفعل الأفكار المتطرفة وانتشار الجهل والأمية فى أحيان أخرى.. وأخذ «السيسى» يبدل تلك المنظومة الاجتماعية المشوهة التى تعتبر المسيحى كافراً والمرأة مواطناً من الدرجة الثانية بخطاب مستنير.. وقرارات سيادية تفكك منظومة الفكر المتطرف.. وقوانين تعيد صياغة العلاقات الاجتماعية وفقاً لقيم العدل والمساواة.. ولما يفرضه دستور البلاد.

كانت الخطوة الأولى للرئيس «السيسى» هى سعيه الدائم الدؤوب لتجديد الخطاب الدينى، طالب المؤسسة الدينية والمفكرين والمبدعين والفنانين.. لكن «القوى الناعمة» للمجتمع لم تستجب، اللهم إلا بعض الاجتهادات المتفرقة التى تلاحقها دعاوى التكفير.. والأعمال الفنية التى غيّرت الكثير من الأفكار الشاذة (على شاشة DMC فُتح حوار حول «ملف المواطنة» دون أى محظورات كان مفاجئاً لى)، وأزعم أن «الإعلام» هو القناة الصحيحة والفاعلة فى نشر الوعى بشفافية وحياد وموضوعية.

سوف أشير إلى بعض المحطات التى تعكس «عودة الوعى» للدولة العاقلة والمواطن الرشيد: كانت رسائل الرئيس دائماً واضحة، مفعمة بإرادة سياسية نادرة، حين تحدّث عن «الوعى الدينى».. وأفعال كثيرة لم يتوقف البعض عندها طويلاً.. «فى دولة المواطنة» تم تعيين المستشار الجليل «بولس فهمى» رئيساً للمحكمة الدستورية العليا وهو تطبيق عملى من القيادة السياسية للاستحقاق الدستورى بعدم التمييز على أساس «الدين» فى تولى مراكز القيادة العليا.. لقد تسلم الرئيس الوطن والكنائس تُحرق والقساوسة يتعرّضون للاغتيال الممنهج، و«داعش» تطرد المسيحيين من بيوتهم فى العريش.. فتجاوز حتى مفهوم المواطنة: (قبل عدة سنوات تعهّد الرئيس بحماية حرية العبادة حتى للادينى).. ولم يكتفِ بافتتاح كنيسة «الميلاد» بالعاصمة الإدارية الجديدة إلى جوار مسجد «الفتاح العليم».. بل وجّه وزير الإسكان الدكتور «عاصم الجزار» بألا يُبنى فى أى مشروع سكنى مسجد إلا وأمامه كنيسة (حتى لو كانت لشعائر عبادة 150 فرداً).

مصر فى معركة الوعى الدينى تواجه دولاً وأجهزة ومؤسسات وجهات تمويل، نعم العدو بهذا الثقل والتكتل، والحرب ضروس، لا تمحو من الذاكرة أبداً أن هذا البلد سقط فى قبضة الفاشية الدينية وحكمته عصابة الإخوان الإرهابية لمدة عام.. سقط الإخوان وبقيت «الفاشية الدينية» خلايا نائمة.. والآن مصر تتطهر من دنس الفكر الإرهابى، لكن المعركة شرسة وممتدة.. ونحن لها حتى يسقط «الإسلام السياسى».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

30 يونيو عودة الوعى 30 يونيو عودة الوعى



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab