لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب
أخر الأخبار

لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب؟

لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب؟

 العرب اليوم -

لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب

حسن نافعة

لم تكن مصر فى حاجة ماسة إلى رئيس يعرف قدرها مثلما هى عليه الآن. ولأن شعب مصر، بتاريخه العريق والممتد، يدرك تمام الإدراك أن بلاده تمر بمرحلة شديدة الصعوبة ومفعمة بالمخاطر، بسبب ثقل التركة الموروثة عن النظام السابق وصعوبات التأسيس لنظام بديل، فقد كان على أهبة الاستعداد للمزيد من التحمل والصبر، بما فى ذلك شد الأحزمة على البطون الفارغة، لو كان الرئيس قد بدأ عهده بمكاشفة شعبه بكل الحقائق وأشركهم جميعاً فى عملية بناء المستقبل. لم تكن انتخابات الرئاسة التى جرت فى مصر منتصف العام الماضى تقليدية بأى معنى، لأنها كانت الأولى التى يمكن فيها شعب مصر من اختيار رئيسه، لذا بدا متعطشاً لكل ما من شأنه أن يشعره بالفرق بين رئيس منتخب يعبر عن الإرادة الشعبية وما اعتاد عليه من قبل من جانب رؤساء فرضوا عليه بقوة السلاح أو بمصادفة الأقدار. والواقع أنه لم يخالجنى أى شك فى أن شعب مصر العريق، وعقب أول انتخابات رئاسية فى تاريخه، كان على أتم استعداد للالتفاف حول رئيسه المنتخب، أياً كان انتماؤه السياسى أو الحزبى، وأياً كان توجهه الفكرى أو العقائدى. كل ما كان يأمل فيه ويتمناه أن يكون هذا الرئيس على استعداد لمصارحة شعبه بكل الحقائق، مهما كانت مُرّة، وإشراكه فى عملية اتخاذ القرارات المطلوبة، مهما كانت صعوبتها أو حجم التضحيات المترتبة عليها. ولم يكن صعباً على أول رئيس منتخب فى تاريخ مصر أن يدرك أن السياسة القائمة على المكاشفة والمشاركة هى المفتاح السرى لنجاحه. بعد أسبوع واحد من تولى الدكتور مرسى مهام منصبه، وتحديداً فى 6/7/2012، كتبت فى هذا المكان مقالاً بعنوان: «خطة إفشال الرئيس»، تحدثت فيه عن القوى صاحبة المصلحة فى إفشال الرئيس وعن الأساليب التى ستستخدمها لتحقيق هذا الهدف وأنهيته قائلاً: «لمواجهة هذه الخطة على الرئيس أن يتحلى بالحكمة والحنكة والسرعة فى اتخاذ القرار، وعلى حلفاء الرئيس الأيديولوجيين أن يدركوا أن نجاحه فى هذه المرحلة يتوقف على حجم المسافة التى تفصله عنهم. وعلى الجبهة الوطنية، المشكلة للدفاع عن الثورة، وليس بالضرورة عن الرئيس، أن تتحلى بقدر أكبر من المرونة والصبر وعدم التعجل وفهم طبيعة الضغوط الداخلية والخارجية التى يمكن أن يتعرض لها رئيس مصر المنتخب فى الظروف الراهنة. وعلى الجميع أن يدركوا أن الخطة المشار إليها لا تستهدف إفشال الرئيس كشخص، وإنما إفشال الديمقراطية كنهج. لذا علينا أن نتمسك بالرئيس، وأن نساعده طالما تمسك بالديمقراطية وسعى لتثبيت دعائمها». غير أن ممارسات الرئيس السابق تؤكد أن ثقته فى جماعته كانت أكبر من ثقته فى شعب مصر. وفى 27/9 وتحت عنوان «الشفافية هى الحل» كتبت فى نفس هذا المكان أيضاً معلقاً على حديث الرئيس عن «برنامج المائة يوم»: «كنت أتوقع من أول رئيس منتخب لمصر أن يمارس الحكم بأسلوب مختلف، خصوصاً أنه ينتمى إلى جماعة تعتبر الإسلام مرجعيتها الفكرية السياسية، بكل ما يترتب على ذلك من مسؤولية أخلاقية. ولأن غياب الشفافية كان أسوأ سمات نظم الحكم السابقة التى تعاقبت على مصر، بما فى ذلك المرحلة الانتقالية التى لم تشكل استثناء، فقد توقعت أن يكون الدكتور مرسى أكثر شفافية وأن يسعى لكسب ثقة المواطنين جميعاً، سواء من يتفقون مع سياساته أو من يختلفون معها، بكشف الحقائق كاملة أمامهم أولاً بأول، بل أن يطلب منهم المساعدة فى طرح الحلول، لأن العقل الجمعى دائماً أقوى وأكثر قدرة على الإبداع من العقل الذى يعمل بطريقة أحادية أو فردية وأنانية». وبعد تحليل الأسباب التى أدت إلى تخبط سياسات الرئيس، أنهيت مقالى قائلاً: «لم تكن لدىَّ شخصياً أوهام كبيرة حول قدرة الرئيس المنتخب على الوفاء بما وعد به، وذلك لأسباب كثيرة لا تتعلق بالنوايا بقدر ما تتعلق بالمنهج المستخدم حتى الآن فى إدارة الدولة وعدم جدوى المعالجة الجزئية لمشكلات بعينها من خلال نفس النظام الذى أصاب العطب بنيته، والذى يبدو أن الجماعة ليس لديها أى نية فى تغييره. لكننى كنت أتوقع من الدكتور مرسى، وربما كنت آمل، أن يصارح الناس على الأقل بالحقائق كاملة. غير أنه لم يفعل حتى الآن، ويمارس نفس أسلوب النظام السابق، الذى اتسم بعدم الشفافية. وتلك هى المسألة». أظن أن ما نقوله اليوم للسيد الرئيس هو بالضبط ما سبق أن قلناه له من قبل، بكل وضوح وإخلاص: «لا تعتمد على الجماعة، وقدها أنت ولا تنقد لها، واستخدم أسلوب المكاشفة والمصارحة مع الناس». ولأنه فعل العكس تماماً، فكان محتماً أن يفشل.

arabstoday

GMT 06:10 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

بديع المقرئين

GMT 06:07 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

كيف تميزت السعودية سياسياً؟

GMT 06:05 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

لبنان: برنامجا استكمال الهزيمة أو ضبطها

GMT 06:03 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

أوروبا والألسنة الحداد

GMT 06:00 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

الرياض عاصمة العالم... مرة أخرى

GMT 05:53 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

السعودية صانعة السلام

GMT 05:48 2025 الأحد ,16 شباط / فبراير

مصادر الطاقة والأمن القومي البريطاني

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب لماذا فشل أول رئيس مصرى منتخب



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:23 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

عن قمة باريس للذكاء الاصطناعي

GMT 02:39 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

سماع دوي أصوات انفجارات في العاصمة كييف

GMT 17:11 2025 الجمعة ,14 شباط / فبراير

وفاة الممثل والكاتب السورى هانى السعدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab