لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد»

لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد»

لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد»

 العرب اليوم -

لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد»

وليد شقير

مع الجديد الذي تضمنه خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما ليل أول من أمس، والذي أعلن فيه النقاط الأربع لاستراتيجيته للقضاء على «داعش» والإرهاب، لا بد من تسجيل بعض الملاحظات.

فالرئيس الأميركي لم يأت على ذكر الأمم المتحدة في سعيه إلى «التحالف العريض لرد هذا التهديد الإرهابي على أعقابه»، على رغم إعلانه أنها «استراتيجية مستدامة»، سوى مرة واحدة حين أشار إلى أنه سيترأس خلال أسبوعين اجتماعاً لمجلس الأمن لحشد المجتمع الدولي بدرجة أكبر في شأن هذه المهمة.

عوضاً عن ذلك ركّز أوباما على «التعاون مع أصدقائنا وحلفائنا»، لتبرير استبعاد روسيا وإيران من هذه الاستراتيجية، واستخدم تعابير، هي أقرب إلى «البوشية» نسبة إلى لغة سلفه الجمهوري الذي نهل من لغة المحافظين الجدد اليمينيين، حين شدد على زعامة أميركا العالمية تارة بالحديث عن «القوة الأميركية التي تحدث فارقاً مفصلياً»، وأخرى بالإشارة إلى أن «أميركا «ستقود» تحالفاً عريضاً لرد التهديد الإرهابي، وإلى أن أميركا في وضع أفضل حالياً، أكثر من أي بلد على الكرة الأرضية»، ناهيك بقوله إن «زعامة أميركا هي العامل الثابت الوحيد في عالم يتسم بعدم اليقين»، وترحيبه بـ «مسؤوليتنا عن القيادة» وبأن الزعامة الأميركية «في أفضل صورها...».

وهو وضع الحرب على «داعش»، في إطار تصدر بلاده مهمات تبدأ من «حشد العالم ضد العدوان الروسي» في أوكرانيا، انتهاء بمساعدتها «في احتواء فيروس إيبولا وعلاجه...».

خاطب أوباما في كلمته الداخل بقدر الخارج، حين اختار الذكرى الـ13 لهجمات «القاعدة» على بلاده في 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001، مستفيداً هذه المرة من تغيير طفيف في مزاج الرأي العام، إذا صحت استطلاعات الرأي بأن ثمة ميلاً عند أكثرية شعبية أميركية إلى تأييد قيام واشنطن بضربات لـ «داعش»، بعد ذبحه الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف، مع تطمين الأميركيين إلى أنه لن ينزل قواته على الأرض ليكرر حربي أفغانستان والعراق. وخاطبهم بهذه الطريقة أيضاً لمحاولة استعادة شعبيته، إزاء الانتقادات التي وجهت إليه بالتراخي في تأكيد زعامة أميركا، إن في ما يخص الأزمة السورية أو في ما يتعلق بأزمات عدة في العالم.

هل تخلى أوباما عن اشتراطه الإجماع الدولي للتدخل العسكري، حتى لو كان من الجو، في سورية، والذي ألح عليه من أجل توجيه ضربة للنظام عندما استخدم السلاح الكيماوي ضد شعبه في آب (أغسطس) 2013؟ ترك أوباما الأمر معلّقاً هذه المرة. فهو قد يلجأ إلى هذا الشرط، أو يتخلى عنه ويواصل حربه على «داعش» من دون تغطية تشترك فيها روسيا والصين. وهو لهذا يسرّع في بناء التحالف العريض الذي شكل اجتماع جدة أمس في حضور وزير خارجيته جون كيري، ركيزة أساسية فيه لأنه يضم الدول العربية الأساسية مع تركيا، تحت عنوان «استقطاب شركاء أكثر إلى هذه المعركة»، كما جاء في خطاب أوباما.

حققت الشراكة في العراق تغييراً نوعياً لعلاقات واشنطن وحلفائها مع روسيا وإيران، حيث أدى تأييد الأولى الضمني قيامَ حكومة تشترك فيها أطياف المجتمع العراقي، ومساهمة إيران بنفوذها المباشر في الوصول إليها، إلى تعديل ولو طفيفاً في العلاقات الإقليمية، يمهد لتقارب عراقي - سعودي، ترجمته الأولى كانت ترحيب الرياض بحكومة حيدر عبادي، ثم دعوة وزير الخارجية العراقي إلى حضور اجتماع جدة.

يحتاج الأمر إلى شيء مشابه كي تكتمل معالم إجماع المجتمع الدولي على الحرب ضد «داعش»، وبالتالي اشتراك روسيا والصين وإيران فيها. لذلك، تبدو سورية ميدان امتحان لإمكانية ترميم الإجماع الدولي الذي قوضته موسكو وبكين بثلاثة فيتوات في مجلس الأمن، ثم بإفشال محادثات جنيف - 2، فضلاً عن خوض طهران القتال بلا هوادة إلى جانب نظام بشار الأسد.

ومع أن تضمين أوباما استراتيجيته دعم المعارضة السورية المعتدلة معرّض للتشكيك لأنه سبق أن كرر هذا الوعد أكثر من 20 مرة ولم يلتزم به، فإنه عندما قرنه بالتشديد على أنه «لا يعوّل على نظام الأسد الذي يرهب شعبه ولن يستعيد بتاتاً الشرعية التي فقدها»، وبالسعي إلى حل سياسي «لإنهاء الأزمة السورية إلى الأبد»، يؤشر إلى أن استعادة التعاون الدولي ممكنة بحكومة جديدة في دمشق شبيهة بالتي نشأت في بغداد.

إذا تعذّر ذلك، هل يلجأ أوباما وحلفاؤه إلى خطوات تحت عنوان محاربة «داعش» من النوع الذي طرح في بداية الأزمة السورية مثل حظر الطيران فوق منطقة ما من سورية (الشمال أو الجنوب) أو إقامة ممرات إنسانية محمية في وجه إرهاب النظام و «داعش»؟

 

 

 

 

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد» لغة أوباما الـ «البوشية» والحل السوري «إلى الأبد»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab