مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة

مصر و"حماس" .. منطق الدعوة ومنطق الدولة؟

مصر و"حماس" .. منطق الدعوة ومنطق الدولة؟

 العرب اليوم -

مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة

حسن البطل

كتب زميلي غسان زقطان ("دفاتر الأيام" ـ الأحد 20 أيار) مقالة عنوانها: "في مصر يخلطون بين "حماس" وفلسطين" وعلى أربع حلقات ـ صفحات نشرت "الأيام" 12- 15 أيار نقلاً عن "الحياة" شهادة أحمد شفيق عن ثورة يناير في مصر. ذكّرتني مقالة غسان بخلط مصري، في الأقل في صحف مصر، بين م.ت.ف والفلسطينيين إبّان حكم السادات، وبالذات بعد تنديد المنظمة باتفاقية الفصل الثانية في سيناء. اللهمَّ نجِّ فلسطين والفلسطينيين وقضيتهم من هذا "الردح" المصري، كما تجلّى، في النصف الثاني من سبعينيّات القرن المنصرم، في مقالات أنيس منصور ـ رحمه الله وسواه ـ. مثلاً، فعندما زارنا في مكاتب "فلسطين الثورة" الشاعران محمود درويش ومعين بسيسو، واطّلعا على نماذج من المقالات الردّاحة، لم ينبس محمود بكلمة، سوى تحريك ذراعه نحو معين بمعنى "لا حول ولا قوة" وردّ معين دون كلام.. سوى بمطّ شفتيه استهجاناً وحسرة، كأنه يقول "بئس الأمر"! الآن، تحكم حركة الإخوان المسلمين قطاع غزة، بالانتخاب ثم الانقلاب الدموي، كما تحكم الحركة مصر بالانتخاب وبالانقلاب التدريجي. وفي غزة ومصر يتحدثون محذّرين من "أخونة" الحياة الفلسطينية في غزة، ومن "أخونة" الدولة في مصر. بالوقائع والبيّنات تحدّث أحمد شفيق عن دور "حماس" في دعم مرسي الإخوان بمصر، كأنه يُذكّرنا بالحديث عن علاقة إسرائيل بأميركا وهذا السؤال: "هل الذيل يُحرّك الرأس"؟ ليست هذه أول مرّة يحكم فيها حزب واحد قومي بلدين عربيين، فقد سبق ذلك حكم حزب البعث الفاشي لسورية ثم العراق، وكيف انتهى الأمر إلى علاقة خصومة وتناحر وحرب. لن أتطرّق إلى الخلاف الشهير بين الحزبين الشيوعيين في الصين والاتحاد السوفياتي، بل إلى تجربة الحركة الوطنية الفلسطينية بقيادة المنظمة، وصداماتها وحروبها الأهلية في الأردن ثم لبنان، وخلافها المرير مع سورية، مهد انطلاقة كفاح حركة "فتح". هل تتذكّرون؟ غادروا الشعار الأثير عن "التناقض الرئيسي" و"التناقض الثانوي" إلى أرض الواقع، حيث تحدثوا في الأردن ولبنان وسورية عن "منطق الدولة" و"منطق الثورة"! تعرفون أن أمرّ الخلاف والعداوة يطرأ من أقرب العلاقات الأخوية، أو خلاف فخاذ القبيلة، أو خلاف أولاد العمومة.. فكيف بالخلاف بين الأشقاء؟ مصر أمة ـ دولة كما ليست هكذا أية دولة عربية، ومن ثم فإن معضلة حركة الإخوان المسلمين في مصر هي "منطق الدعوة" و"منطق الدولة" ومصر الدولة عمادها: الجيش الوطني والقضاء المستقل. منطق الجيش هو أمن مصر، وأمنها التاريخي يبدأ من سيناء، ومنطق القضاء هو القانون. وهذا وذاك المنطق في صدام مع منطق الدعوة والحركة الحاكمة و"الأخونة". لكن، فيما يخص العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر، فهناك بداية نزاع وشقاق بين "منطق الدعوة الإسلامية" و"منطق الدولة المصرية". الرئاسة المصرية تميل إلى منطق الدعوة، والجيش يميل إلى منطق أمن الدولة. خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك، بعد فوز "حماس" وسيطرتها على غزة، فإن مصر غلّبت منطق الدولة وكانت مصر في خصام مع حركة الإخوان المسلمين في مصر. نجحت مؤسسة الجيش المصري في النأي بنفسها عن الانحياز إلى "حماية النظام" أو "حماية الثورة".. ولكن ليس عن حماية أمن مصر كما يبدأ من سيناء، التي صارت أرضاً سائبة، أولاً بحكم معاهدة السلام مع إسرائيل، ثم تفاعلات وتداعيات العلاقة بين إخوان غزة وإخوان مصر "منطق الدعوة" الذي رآه الجيش، وقسم متزايد من شعب مصر يهدّد "منطق الدولة" وأمن مصر. هذا يعني أن دور مصر في المصالحة الفلسطينية لن يكون نشيطاً كما كان في عهد مبارك، مع أنه كان غير مثمر، لأن مؤسسة الجيش والمخابرات.. وعمر سليمان ـ رحمه الله ـ لم تُقدِّم ولم تُؤخِّر. إن منطق الدولة المصرية هو مع دعم السلطة الفلسطينية، ومنطق "الدعوة" الإخوانية هو العلاقة مع إخوان غزة، والجيش يميل إلى منطق أمن مصر الدولة، حتى لو كانت إجراءات تأمين سيناء قاسية على أهل غزة دون تمييز، بعد إغلاق المعابر من جانب "تمرُّد" رجال الشرطة والجيش بعد حادث خطف بعض المجندين المصريين. سيناء سائبة بعد الثورة المصرية وسيطرة إخوان مصر، والجولان سائبة بعد الثورة السورية وانسحاب الجيش منها إلى قتال أهلي. هذه قد تكون مشكلة إسرائيل، راهناً ومستقبلاً، لكن أولاً هي مشكلة فلسطين، والفلسطينيين الذين يعانون في سورية لسبب، وفي غزة لسبب آخر.. وفي كل مكان لمختلف الأسباب؟! نقلا عن جريدة الايام

arabstoday

GMT 07:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 06:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 06:56 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحاديث الأكلات والذكريات

GMT 06:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هذه الأقدام تقول الكثير من الأشياء

GMT 06:51 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هل مع الفيروس الجديد سيعود الإغلاق؟

GMT 06:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 06:46 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 06:44 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة مصر وحماس  منطق الدعوة ومنطق الدولة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab