48 مرّة حتى الآن

48 مرّة.. حتى الآن؟

48 مرّة.. حتى الآن؟

 العرب اليوم -

48 مرّة حتى الآن

حسن البطل

رأيتُ كثيراً من شظايا الرصاص، على كثير من الجدران، في كثير من البلدان والأماكن.. لكن، تبقى محفورة في الذاكرة، آثار الطلقات على حجر أصفر من جدران مبنى في بئر السبع. المبنى كان مقر شرطة، وآثار الرصاص عليه جزء لا يُمحى من ذاكرة النكبة، وهو المبنى الوحيد القديم الباقي من بئر السبع العربية. بئر السبع اليهودية ذات عمارات عالية، بعضها مكسوّة جدرانها بالزجاج الدخاني، وشوارعها هي الأكثر عرضاً وطولاً واستقامة من شوارع غزة وأريحا، والمدينة يمكن أن تصير "لاس فيغاس" إسرائيل! أعرف أين يقع مفاعل ديمونا بالتقريب، ولا أعرف أين تقع عزبة "سدي بوكر" حيث اختار بن ـ غوريون مدفنه، ليؤكد أن "مستقبل إسرائيل هو في تهويد الجليل والنقب". أعرف أين تقع "راهط" و"الكسيفة"، ولا أعرف أين تتبعثر القرى الأربعون في النقب غير المعترف بها إسرائيلياً.. لا ماء ولا كهرباء. في السنوية الـ 65 للنكبة قال كاتب إسرائيلي: على إسرائيل أن "تتصالح مع النكبة" لكن لجنة برافر ثم لجنة بيغن ـ الابن أوصيتا بمخطط تهويدي هو الأوسع منذ يوم الأرض في الجليل 1975، لمصادرة أكثر من 700 ألف دونم أخرى من بدو النقب، وتجميع السكان البدو على 1% من أرض النقب، بينما هم يطالبون بتثبيت ملكيتهم على الأكثر من 5% من أراضي النقب. بدو؟ البروفيسور قريناوي من بدو النقب صار يدير معهداً بحثياً راقياً في إسرائيل (برافر أوصى بمخطط تهويدي شديد، وبيغن ـ الابن أوصى بمخطط تهويدي أقلّ وطأة، والحكومة تراجعت عن قبول خطة بيغن، واعتمدت خطة برافر لتهجير 35 ألف مواطن. هل يبدو كلامي وصفياً وسردياً؟ حسناً، في أيار من العام 2013 قامت سلطة الأراضي في إسرائيل بهدم قرية "العراقيب" غير المعترف بها للمرة الـ48، أي أن السكان أعادوا بناءها 47 مرة، وعلى الأغلب سيعيدون بناءها للمرة 49. ربما لا يوجد في قصة الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي على الأرض مثل هذه "العملية السيزيفية". كم مرة رفع الأسطوري "سيزيف" الإغريقي الصخرة من السطح إلى القمة، وكم مرة تدحرجت الصخرة إلى السطح؟ هل هذه رواية أدبية ـ ملحمية أم هي فيلم درامي.. أم قصة واقعية تماماً، ومن تفاصيلها أن البدو يزرعون القمح والشعير بعلاً، وقبل الحصاد تأتي الطائرات الزراعية وتبيد زرعهم بالمواد الكيماوية، بذريعة أن الأرض بملكية الدولة! ما هي خلفية السعار الاستيطاني الجديد لتهويد النقب؟ يريدون، مثلاً، نقل منشآت عسكرية وصناعية من وسط البلاد إلى النقب، بما فيها مقر وزارة الدفاع "هكرياه" (القرية) في تل أبيب ومصانع "غليلوت" الكيماوية في حيفا، لأن أسعار العقارات في تل أبيب في سابع سماء، وفي النقب "ببلاش"، ولأن المصانع الكيماوية في حيفا تحمل تهديدا للناس في حالة إصابتها في الحرب. هذا سبب اقتصادي عقاري، لكن السبب الديمغرافي ـ الأيديولوجي هو الأساس: يجب تهويد النقب، ليكون سكانه العرب أقل من 32% من السكان اليهود حالياً. الصورة في الجليل أقل أو أكثر قباحة، لأن الفلسطينيين يشكلون نصف سكان الجليل الأوسط، وقرب مدينة الناصرة أقاموا "نتسريت عليت" وصرح رئيس بلديتها أن لا مكان لمدرسة عربية ابتدائية فيها، لأن هُويّتها "يهودية إلى الأبد".. ولو بوسائل "لا يجوز الجهر بها"؟! نعود إلى الرقم 48 المطبوع بشدة في الذاكرة النكبوية الفلسطينية منذ 1948، انهم يرسمون الرقم 48 بالأحمر والرقم 19 بالأبيض، ويطبعون الرقمين على بلوزة سوداء يرتديها الشباب في كل سنة من سنويات النكبة. اندلعت انتفاضة "يوم الأرض" 1976 رداً على مخطط لمصادرة 22 ألف دونم (ترمز إليها إسرائيل بالمنطقة 09).. وعلى الأغلب ستندلع انتفاضة أرض أكبر في النقب، لأن المصادرة تطال 700 ألف دونم. ماذا يعني تهويد الجليل والنقب.. والضفة؟ إسرائيل "تصالح" أرض الشعب الفلسطيني، ولا تصالح الشعب، ولا نكبته.. وتريد منه الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل؟! نقلا عن جريدة الايام  

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

48 مرّة حتى الآن 48 مرّة حتى الآن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab