ألــــــوان

ألــــــوان

ألــــــوان

 العرب اليوم -

ألــــــوان

حسن البطل

أثواب العروس لـ "اللوزيات"، "المشمشيات، "الدرّاقيات".. و"التفّاحيات". حفل زفاف يتواصل أسابيع. من كانت عروس الأسبوع تغدو وصيفة عروسة الأسبوع التالي. أثواب الأعراس الشجرية ساطعة البياض، أو مشوبة بلون الخفر الأحمر الخفيف. تختلف قَصّة ثوب العرس من عروس إلى عروس. وقصة العرس لا تختلف: كلها إلى زفاف للأخضر.. وهذا يزفّها لثمرات مختلفة ألوانها. ترتدي أنثى الإنسان ثوب العرس ليلة وتحمّر خدودها خجلاً ليلة.. والنهار الذي يلي الليلة. غير أن طقس زفاف الشجرة نهارات عديدة.. والأخضر الغض اليانع لون خجلها الزاحف.. حتى تسقط الزهرة البيضاء الأخيرة. اليخضور دم النبات، وأما اليحمور فهو دم كائنات الدم الحارّ على مدار العام، أو الدم البارد شتاء والحار صيفاً.. ولون الموت واحد: الأصفر. ربّما لهذا السبب كان الأصفر لون الحرب، لأنّ الحرب صنو الموت. ليس للحياء قانون، فليس للأخضر قانون. إنه يفكّ إزار ثوب العروس زهرة زهرة. وأحياناً تهرب زهرة إلى تحت الغصن، وزهرة إلى أقصى الأفنان.. لكن أين المفرّ. الزهرة لا تطير، فالشجرة بيت الطير، وأزهارها رحيق النحل. في آخر نيسان أحياناً، أو أول أيار أحياناً، تحنّ الشجرة إلى ثوبها الأبيض.. أو تستجيب، بالأحرى، نداء ربيع ثان إذا عبس الجو وعصف المطر، أو توسّلت نحلة صغيرة جائعة فاتتها وليمة الرحيق. لأشجار أخرى طقوس زفاف أخرى. أشجار وقحة قليلاً ترتدي ثوبها الأخضر على عري الشتاء.. وترتديه مهلاً على مهل، وآخر الخريف تخلعه مهلاً على مهل. هذه هي أشجار الجوز والتين.. وللزيتون، وحده، طقس زفافه الخاص. يغسل ثوبه الأخضر الدهري في مطر الشتاء الطويل، ثم يرتدي ثوب زفافه متأخراً عن بقية أعراس الأشجار. الزيتونة سيدة الوقار في ربيع الطيش وفي سبات الشتاء. وردة، أو نبات، أو شجيرة؟! هل نظرت ملياً، إلى "وردة الميلاد"؟ تاج من الأوراق الحمراء القانية يكلل ثوباً من الأوراق الخضراء الداكنة.. وفي قمة التاج الأحمر تلك "الأزرار" الصفراء. هي وردة في قوارة، وهي نبات متسلق أيضاً، وهي شجيرة ملتفة أيضاً وأيضاً. هي أشبه بعلاقة ديانات آسيا الإنسانية ـ الوضعية بديانات آسيا ـ السماوية. في آسيا ثلاث كتل بشرية: الصين، اليابان، والهند؛ ولهذه الكتل ديانات وضعية (إنسانية) تتراوح بين: البوذية، الهندوسية، الطاوية، ديانة السيخ، والشنتو. ستجد في هذه الديانات الوضعية كما تجد في زهرة ـ نبات ـ شجيرة "عيد الميلاد" علاقة الأخضر بالأحمر؛ علاقة اليخضور باليحمور. من كتاب "الديانات الوضعية الحية في آسيا" إصدار "دار الفكر اللبناني" فيه من كل ديانة آسيوية وضعية وردة، أو نصا نثري ـ شعري ـ فلسفي.. إلخ. الغريب، حالياً، أن أتباع الديانات السماوية يتصارعون على "الحيز الأرضي" أفقياً، في حين يتسابق أتباع الديانات الوضعية على "الحيز السماوي" عمودياً؟! يرى ربه بعيني قلبه حوار الحكيم كرشنا مع البطل ارجنا : ارجنا : من الأفضل للإنسان: التجرد من الدنيا ومراقبة النفس؛ أو تطهير النفس والتأمل بأمور الدنيا. كرشنا: إن الذين يفرقون بين الطريقتين أطفال لا يعقلون؛ وأما العالم فلا يفرق بينهما. الإنسان يصل إلى الكمال بأي طريق سلكه، إن قام بشروطه خير القيام والذي يرى الطريقتين سبيلاً إلى المقصود هو المصيب. الذي يقوم بواجبه يبزغ نور العرفان في داخله، كما تبزغ الشمس في السماء، فيرى ربه بعيني قلبه، ويسعد بالنجاة بعد أن تذهب ذنوبه وتحل محلها الحسنات. العارف الذي يعبد الله، يرى الكثرة في الوحدة، والوحدة في الكثرة، وأينما يتجه بوجهه يرى وجه الله، الحي الذي لا يموت، والرب الذي يقوم بكل شيء.

arabstoday

GMT 07:42 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

بتوع الوانيت

GMT 07:39 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

أي حزب وأي لبنان وأي إيران؟

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة

GMT 07:33 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

هل أتت «ساعة التخلي»؟

GMT 07:30 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

يحيى الفخراني عاشق «الملك لير»

GMT 07:28 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

توابع زلزال النجاح الطاغى !

GMT 05:11 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

إشراقة «الأكسجين» فى صالون «وسيم السيسى»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألــــــوان ألــــــوان



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 09:18 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

السعودية قبل مائتي عامٍ

GMT 08:30 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

حصيلة قتلى إعصار “هيلين” ترتفع إلى 111 شخصًا

GMT 12:48 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألق في حفله بمدينة العلا السعودية

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab