بقلم : فاروق جويدة
ما حدث فى إحدى مدارس البنات الراقية فى منطقة التجمع الخامس يطرح سؤالًا أمام الشعب المصرى بكل تقاليده وأخلاقه وجرائمه .. كثير من العقلاء فى مصر كانوا يتحدثون ويحذرون من تغييرات اجتماعية غيّرت صورة مصر فى كل شيء .. كان ينبغى أن نستمع إلى هذه التحذيرات ونتوقف عند أسبابها وما وصلت إليه، حين انتشر العنف وقتل الأم ودفن الزوج، ومظاهر الخيانة والسرقة وغيرها.. كل هذه المشكلات كنا نتابعها كل ساعة فى الفضائيات والصحف، وكانت قصص التحرش والاغتصاب تهدد أمن المصريين فى بعض الأماكن. هذه الأشياء كانت تحيط بنا ونحن مغيبون عنها، حتى استيقظنا على معركة فى مدرسة من مدارس الصفوة، من أبناء الأثرياء والمنتجعات والقصور والفيلات .. كانت المعركة بين الفتيات صورة من صور التراجع الأخلاقى والسلوكى، حيث كانت غاية فى العنف والضرب، والفتاة الضحية ملقاة على الأرض والأقدام تتسابق فى الاعتداء عليها حتى كُسر أنفها وشُوّه وجهها.. هذه الكارثة حدثت فى أرقى وأغنى مدارس مصر وأرقى أحيائها .. وما بين أصحاب المدرسة ووزارة التربية والتعليم وفصل الطالبات من الدراسة، وطالبة ضحية ترقد فى المستشفى ، يبقى السؤال: من يتحمل المسئولية ؟ هل هى الأسرة، أم إدارة المدرسة، أم لعنة المال حين تراجعت منظومة الأخلاق واجتاحت مجتمعًا كان جميلًا، فيه كيان حضارى يُسمى الأسرة المصرية؟.
مطلوب تغيير اسم وزارة التعليم إلى «وزارة التربية والأخلاق الحميدة».. اهتموا قليلًا بأخلاق أجيالنا الجديدة.. إن انتشار العنف والجريمة فى المجتمع المصرى يحتاج إلى دراسات جادة فى مراكز الأبحاث الاجتماعية ويحتاج أيضا إلى دراسات ميدانية لان العنف ينتشر والأجيال الجديدة تحتاج إلى رعاية أكثر.