طاق طيق  طُوِّقنا

طاق طيق .. طُوِّقنا؟

طاق طيق .. طُوِّقنا؟

 العرب اليوم -

طاق طيق  طُوِّقنا

بقلم - حسن البطل

الفارق بين «غير صحيح» وبين «غير دقيق» هو كالفارق بين رسمة ناجي العلي للعبة استغماية الأطفال: طاق طيق طاقية، وبين النص المرافق لها: طاق طيق.. طُوِّقنا.
جيسون غرينبلات، أحد ثلاثية أركان صفقة ترامب، عقّب على تسريب إسرائيلي بوصفه «غير دقيق». تسريب آخر إسرائيلي في «جيروزاليم بوست» لا يمكن وصفه «غير دقيق» نسب إلى رئيس سابق لـ USAID أن الإدارة الأميركية «تنوي» استكمال وقف كافة المساعدات المقدمة للفلسطينيين، في نهاية الشهر الجاري.
لكم أن تخمّنوا علاقة ما بين التسريب الثاني، وبين حصول فلسطين على ترؤس مجموعة الـ 77 + الصين هذا الشهر. هل نقول المثل العربي: «لم يعد في قوس (العقوبات) الأميركية منزع»؟
الفلسطينيون وصفوا أولى خطوات «صفقة العصر» بأنها «صفقة» بعد اعتراف الرئيس ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتوالت بعدها «سهام» العقوبات الأميركية، إلى قطع بات يوقف مشاريع USAID غاية هذا الشهر.
غرينبلات وصف تسريب محطة تلفزيون إسرائيلية لبنود الصفقة ـ الصفعة، على أنها «غير دقيقة. لكن، هل انتبهتم إلى أن أركان ثلاثية الصفقة لم يتبدّلوا، خلاف بقية أركان إدارة ترامب، كما لم يبدّل رئيس آخر إدارته من قبل؟
حسب إعلان جديد لطرح بنود «الصفقة» كاملة، علينا أن نصبر إلى شهر نيسان المقبل، وفي ضوء نتيجة الانتخابات قد تُعلَن أو تؤجّل كرّة أخرى. التأجيل الجديد استجابة أميركية لطلب نتنياهو، كما كانت التأجيلات السابقة.
واحد من أركان إدارة كلينتون في إدارة المفاوضات، هو أرون ميلر، وصف التسريب التلفزيوني الإسرائيلي على أنه «العسل لإسرائيل والخلّ للفلسطينيين». على ما قيل، فإن نتنياهو يريد عسلاً صافياً 100% لإسرائيل، وليس 95% مثلاً، أي أن يكون نصيب الفلسطينيين من الجمل أُذنه مثلاً!
في التسريب الإسرائيلي أن الفلسطينيين سيسيطرون على 85 ـ 90% من الضفة الغربية، وسيتم ربط الكتل الاستيطانية الرئيسية، وإبقاء المستوطنات الرئيسية خارج الجدار في مكانها دون توسع، وإخلاء البؤر، وبوابة في العاصمة في أبو ديس للعبور إلى المسجد الأقصى في الأعياد الدينية وأيّام الجُمَع!
صفقة كهذه لن تنجح حتى في تقدير آرون ميلر، حتى لو كانت قُدِّمت قبل عشرين سنة، أو حتى قبل انتخاب ترامب رئيساً 54 للولايات المتحدة.
في لعبة الأطفال: طاق طيق طاقية، في لعبة تأجيلات «الصفقة» تحاول أميركا الترامبية تطويق الرفض الفلسطيني بطَوْق عربي وإقليمي. تقول للتفاوض وهي للفرض!
واضح جلياً، أن «التغوُّل» الإسرائيلي في ميادين التشريع والاستيطان والتغلغلات في المدن الفلسطينية مرتبط بخطوات تسليك الصفقة الترامبية، وتشديد عقوباتها لتليين الرفض الفلسطيني لها، هذا مستحيل رابع!
كيف تراهن إدارة ترامب على مابعد انتخابات نيسان العامة في إسرائيل، المتوقع أن يربحها الليكود برئاسة نتنياهو، بينما لا تراهن المعارضة الإسرائيلية على قدرتها لإزاحة الليكود. وبالطبع لا يراهن الفلسطينيون على ذلك، وهم كفُّوا عن كل رهان على انتخابات إسرائيل منذ سنوات مابعد العام 2000.
هذه سنة ماطرة من غيث السماء، ولكنها سنة سياسية ماحلة على الفلسطينيين أن يجتازوها، وإن كانت صعوباتها أقلّ قليلاً مما قاله الشاعر المتنبي: «بيدٌ دونها بيدُ» أي أن يجتازوا صحراء فلسطينية قاحلة بعد صحراء عربية قاحلة.. وعالمية، أيضاً.
كيف سوف نجتاز «صحراء» الانقسام الفلسطيني، وصحراء الوضع العربي الراهن، وانشغال دول الاتحاد الأوروبي بمشاكلها الخاصة، بينما تحتاج فلسطين إلى اعتراف دولة أوروبية رئيسية بها، كما تحتاج إسرائيل إلى اعتراف من إحداها بالقدس عاصمة لها، كما وتطلب إسرائيل اعتراف أميركا بسيادتها على الجولان السوري المحتل؟
هل يكفي فلسطين أن تتمسك بخشبة الشرعية الدولية من الغرق؟ علماً أن غالبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة (164 دولة) انتخبوا فلسطين لرئاسة أكبر مجموعة دولية.
إسرائيل تتحالف مع الميثولوجيا والقوة والولايات المتحدة، ووضع عربي رديء أكثر من الرداءة؛ وفلسطين تتحالف مع العدالة والشرعية والتاريخ. ونضالها وصبرها أولاً.
فيتنام الأسطورية في الكفاح، سلمت الراية لفلسطين. أين هي الآن؟ مشغولة بنفسها. جنوب أفريقيا ـ مانديلا، سلمت الراية لفلسطين، وأُجبر رئيسها الثاني، بعد مانديلا، جاكوب زوما على التخلّي بتهم الفساد. الجزائر كانت أسطورة النضال العربي.. والآن ستذهب إلى انتخاب رجل مريض للمرة الرابعة في نيسان، وناميبيا ـ سوابو تحرّرت من سيطرة جنوب أفريقيا البيضاء واستقلت.. ولكنها اختفت من خارطة السياسة الدولية!
لا يوجد قياس في المسألة الفلسطينية ـ الإسرائيلية. لا الميثولوجيا اليهودية والقوة؛ ولا التاريخ والسوابق العالمية بالنسبة إلى فلسطين.
طاق طيق طاقية. طاق طيق طُوِّقنا.. وستذهب الصفقة إلى الفشل والنسيان، وسيبقى الصراع الفلسطيني.. الإسرائيلي ربما مائة عام أُخرى!
.. ومن كُتبت عليه خطى مشاها!

 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاق طيق  طُوِّقنا طاق طيق  طُوِّقنا



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab