طيشرة فيسبوكية

طيشرة فيسبوكية !

طيشرة فيسبوكية !

 العرب اليوم -

طيشرة فيسبوكية

بقلم - حسن البطل

في «خربشاته» الفيسبوكية، شبه اليومية، قرّظ زميلي، الناقد الأدبي، عادل الأسطة أعمدتي، ولاحقاً كتبي، بتنوع حقول يطرقها قلمي. كنت أود منه، وقد أطرى أسلوبي، أن يتطرق إلى تنوع مفرداتي. استحسن مني ملاحظتي على أعمدته الأسبوعية، ورأيت أنها ركيزة محاضراته الجامعية.
من عادتي الصباحية نقل عمودي إلى صفحتي الفيسبوكية، لأننا في زمن بادت فيه قراءة الصحف الورقية، كما احتل الهاتف الذكي وخفيف الحمل أجهزة الحواسيب واللابتوب.. إلى أن بلبلني هذا الفيسبوك يوم 31 كانون الثاني، وحذف عمودي: «تنشوف.. أقسى الشهور» بملاحظته: «هذا البوست يتعارض والمفاهيم المجتمعية». لاحظت أن إدارة «الفيسبوك» عمّمتها على غيرها من الأعمدة، عشوائياً.
لدي مشاكل طريفة مع هاتفي الذكي، فهو «أجرب» بين أمثاله، أو كالخروف الأسود في قطيع أبيض، فهو «موتو 5» غير المتداول في بلادنا.
التمست جواباً من خبراء البرمجة عبثاً، إلى أن قرأت في صحيفة أن إدارة «الفيسبوك» سوف «تطيشر» من النشر ما لا يروقها كحسيب ورقيب من مفردات القدح والتجريح والتحريض. أعتقد أن كتاباتي معتدلة، وتخلو منها.
زميلتي ريما نزال بحثت، كدّت، فأعطتني مفتاح قفل، بعدما «طيشرت» إدارة الفيسبوك مقالة لها حول قاضي القضاة ورأيه في ضرب النساء خفيفاً كسبيل معقول. فهمت ريما وأفهمتني أن محكمة مركزية إسرائيلية في القدس رأت أن هناك فارقاً بين Like يذيل مقالاً، وبين مشاركة Share، والأخيرة مثل «ناقل الكفر» أو التحريض.. ولكنه شريك في الذنب والمسؤولية، خلاف اجتهاد إسلامي.
إلى أشكال الحروب انضمت «الحرب السبرانية» وفيها تبرع إسرائيل، في الجيش الإسرائيلي 6200 التي تقود الحرب الإلكترونية ـ الجاسوسية، لكن مفاهيم معينة، مثل اللاسامية، والجهادية، والإرهاب، والإسلام فوبيا، والتحريض صارت جزءاً من محظورات سياسية، بما فيها نقل مقالات معينة عن طريق إعادة نشرها.
أكرر أن مقالاتي تخلو منها، وخاصة مقالة ريما نزال، فكتبت رسالة اعتراض إلى إدارة الفيسبوك، وردت فوراً بالشكر، دون جواب آخر.
الغرب يثرثر عن حرية الإعلام، وتداول المعلومات، وترامب يصبّح العالم بتغريدات على «تويتر»، واقتدى به غيره، لكن هذا «الفيسبوك» يبقى أداة التواصل الأولى، ومحكمة إسرائيلية أفتت بأن «المشاركة» غير «الإعجاب»، وشركة «إنتل» ستقيم مصنعاً في تل أبيب بكلفة 40 مليار شيكل.
الكونغرس شرّع قانوناً لمكافحة الإرهاب. والمحاكم الأميركية تعالج قضايا دعاوى التعويض لصالح ضحايا الإرهاب، ومحكمة إسرائيلية خصمت 100 ألف شيكل من مستردات المقاصة الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية طلبت من أميركا، رسمياً، وقف كافة مساعداتها، دفعاً لمطالبات تعويض، لأن رواتب ذوي الشهداء والأسرى خط أحمر فلسطيني.
أميركا تمارس ما شاءت من العقوبات على الدول والشركات والأفراد، وصارت تمارس الحجب والحظر على وسائل الاتصال لمجرد ذكر كلمات ومصطلحات معيّنة، وتمارسها عشوائياً وآلياً لمجرد وجودها، أو تخيل وجودها.
هاكم مفارقة لطيفة ـ موجعة ـ صارخة: الإعلام الإسرائيلي «يطنطن» لحزب الجنرالات الذي يتحدى الليكود، ويقوده رئيس الأركان السابق، الجنرال بيني غانتس، وهو «مجرم حرب» في الحرب على غزة عام 2014، وفلسطيني في هولندا رفع دعوى قضائية ضده لأنه تسبب في مقتل أسرة بكاملها في حرب «الجرف الصامد».
ماذا إذا كتب صحافي فلسطيني مقالاً عن هذا الموضوع؟ ربما إدارة الفيسبوك قد تحجبه.
المعايير المزدوجة في السياسات، والعقوبات الاقتصادية، صارت معايير عشوائية في وسائل التواصل الاجتماعي. كم من الحروب تم شنها مع جرائمها بناءً على أكاذيب لم يحاكم أصحابها على نتائجها.
إدارة «الفيسبوك» تطبّق قيود النشر عشوائياً، وبعيون هؤلاء على مقالات الرأي في الصحف، وهكذا بعد «الرقابة الذاتية» ورقابة رؤساء التحرير، أضيفت إليهما رقابة حظر المشاركة.
***
الطيور والطائرات
نشرت «الأيام» في صفحة «العدسة» صورتين عن أسراب طيور الزرزور في الأغوار. مئات آلاف الطيور كأنها تشكل رفاً متحركاً أشبه بغيمة سوداء.
الطائرات تقلد الطيور، لكن لا يصطدم طير بآخر، كما تتصادم الطائرات.. لكن إدارة الفيسبوك تصطاد كلمة هنا وعبارة هناك، وتخرجها عن سياقها، ثم تفرض حظر إعادة النشر على «رف» المقالة بكامله.

شباط السياسي.. الخبّاط !
في وارسو ستعقد أميركا مؤتمراً حول مشاكل الشرق الأوسط، وتشكيل «ناتو» مناهض لإيران.
على ضفاف البحر الميت عقد وزراء خارجية ست دول عربية، أربع خليجية زائد مصر والأردن لقاءً تشاورياً تمهيداً لمؤتمر وارسو.
في سوتشي الروسية سيعقد مؤتمر قمة ثلاثي: روسي ـ تركي ـ إيراني لمناقشة التنسيق حول سورية.
وأما في فلسطين، فقد بدأت المشاورات لتشكيل حكومة فصائلية مهمتها التمهيد لانتخابات مشكوك أن تُجرى.

حسن البطل

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طيشرة فيسبوكية طيشرة فيسبوكية



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"
 العرب اليوم - أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab