سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» ؟

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» ؟

 العرب اليوم -

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»

بقلم - حسن البطل

البِركة أبعد ما تكون عن السكون، حتى يُقال إن البروفيسور سريّ نسيبة ألقى بها حجراً. دكتور الفلسفة كتب في 12 الجاري: أن ننسى الحلول والمفاوضات «البديل هو الصمود».
زميلان في «الأيام» عقّبا بموضوعية على نسيبة: عبد المجيد سويلم في 17 الجاري، وأكرم عطا الله في 18 منه، وسبقهما في 16 منه الزميل غسان زقطان في «النهار العربي»، بشيءٍ من الشخصانية !
المسألة موضوع النقاش، هي: بين الحلم والاستسلام. الحلم، حسب نسيبة هو حصولنا على كل الحقوق، بما يعني القضاء على إسرائيل؛ والاستسلام هو فشل مشروعنا الوطني في مفاوضات تُفضي إلى دولة مستقلة، وهذا لا يتحقق إلاّ بهزيمة عسكرية لإسرائيل.
للزميل عبد المجيد ملاحظات إيجابية كثيرة على أطروحة «الصمود» لسريّ نسيبة، مع أنها ليست ملاذاً سياسياً بديلاً في تحديد الرؤى والأهداف. الزميل أكرم عطا الله، يرى أن «حل الدولتين» يقع في منتصف الطريق بين الحلم والاستسلام. لماذا؟ لأنه أصبح، بفضل الفلسطينيين، إجماعاً دولياً، وإن كان غير فاعل الآن، لكن على الفلسطينيين المحافظة عليه في الوعي السياسي العالمي.
حسناً، أدخل الفلسطينيون مصطلح «الانتفاضة» إلى قواميس لغات العالم.. لكن «الصمود» دخل القاموس الصحافي العبري، قبل كثير مما طرحه نسيبة بين الحلم (في التحرير الشامل) وبين الاستسلام لفشل مشروع الاستقلال، لأن «فلسطين الماضي اختفت، بعد هيمنة إسرائيل على فلسطين» كما يقول سريّ نسيبة.
هل أفكار بروفيسور الفلسفة مثيرة للجدل، كما يقول غسان زقطان، ويراها «الواقعية الشديدة» أو السذاجة؟
من اقتراحات متناقضة، في رأي غسان، أن خرّيج أكسفورد، وعضو «فتح» سبق وأثار غباراً بعد وثيقة مشتركة له مع «العمّالي»، ورجل الأمن المتقاعد، عامي أيالون، وقت الانتفاضة الثانية، رغم أنها لا تختلف كثيراً عن مبادئ أوسلو، وتلقّى بسببها اتهامات شديدة ومتطرّفة من أجنحة في «فتح»!
حسناً، «أمير القدس» فيصل الحسيني كان أصدر مع عضو مركزية «حيروت» موشي عميراف، وثيقة قبل الانتفاضة حول القدس بالذات، علماً أن نسيبة يرى أن العاصمة صارت بلا قيادة، بعد رحيل الحسيني، كما لا قيادة فلسطينية بعد رحيل عرفات. هذا غير صحيح بعد رفض أبو مازن «صفقة ترامب».
تراجع نسيبة عن وثيقته مع أيالون، والآن يتراجع عن الدولة المستقلة على خطوط 67، كما عن الكونفدرالية مع الأردن. الحقيقة أنها، كلها، كانت مشاريع لمنظمة التحرير. في مرحلة تحدّث عرفات عن كونفدرالية مع الأردن، وفي مرحلة عن كونفدرالية ثلاثية مع الأردن وإسرائيل.. أليس كذلك يا صديقي غسان زقطان؟
شيء واحد لم يتراجع عنه نسيبة، وهو عضويته في «فتح»، التي هي جبهة في مسمّى حركة، ورشح نفسه في مؤتمرها السادس، ببيت لحم 2009، للجنة المركزية.. ولم ينجح، بينما نجح محمد دحلان، ثم طرد لاحقاً وأدين. ما من أحدٍ يطالب في «فتح» بطرد نسيبة!
الواقعية، جديدة أو شديدة، كانت في صلب مواقف شخصيات «فتح» القيادية، مثل خالد الحسن، الذي قال: «كيف أجد نفسي في «فتح» أبو هاجم، وأبو الجماجم.. أبو الليل وأبو الويل».. لكنه قاد الحوار مع أوروبا، منذ قرارها الفلسطيني السياسي في البندقية (إيطاليا).
ما هو «الصمود» وما هو البديل حسب نسيبة؟ أن ننسى الحلول المطروحة، وأن ننسى المفاوضات العقيمة.. وأن «نتمسك بالمنظمة»، وأن نصمد!
الظروف والمعطيات السياسية الراهنة تجعل من الخطأ أن «نرفع سقف توقعاتنا عن واقعنا الزماني» يقول نسيبة. «صفقة ترامب» قد لا تكون هي الآتية، لكنها لن تكون دولة فلسطينية مستقلة، ترفضها إسرائيل، وترفض دولة مشتركة، أيضاً.
ليس صحيحاً أن اقتراحات نسيبة، وتراجعه عنها لاحقاً، كانت من بنات أفكاره، فهو لم يكن في قيادة «فتح» والمنظمة، عندما طرحت مشروع الدولة الديمقراطية عام 1968 أو مشروع السلطة الوطنية والنقاط العشر 1974، أو مشروع الكونفدرالية مع الأردن، والثلاثية مع إسرائيل، ولا عضواً في المجلس الوطني في الجزائر، الذي أصدر بيان استقلال دولة فلسطين.. لكنه كان نشيطاً في قيادة الانتفاضة الكبرى الأولى، مع فيصل الحسيني، الذي أدار الصراع المقدسي من «بيت الشرق».
بعد السلطة الوطنية، كنت قد كتبت مؤيداً مشاركة المقادسة في انتخابات بلدية القدس لا الكنيست، وزارتني في «الأيام» قيادة «فتح» في القدس معترضة على ذلك، فشكوت إلى عضو اللجنة المركزية المرحوم «صخر» الذي قال إن هذا رأي فيصل الحسيني وآخرين في «فتح».
«الصمود» ليس من اختراع نسيبة، وتبدلات رأيه ومواقفه كانت تبعاً لسياسة «فتح» ومنظمة التحرير وبرامجها. لا أعرف بماذا تحدّث نسيبة عن «واقعية» خلال تدريسه طلاب جامعة بيرزيت، الذين تهجّم بعضهم عليه، وشجُّوا رأسه. آنذاك كتبت في «فلسطين الثورة» ـ قبرص ضد ذلك، فاحتجّ بعض طلابها على ما كتبت.
ينهي نسيبة مقالته موضع الجدل، بأن علينا أن نتمسك بوحدة شعبنا، وهويته، وروايته، ونتمسك بمنظمة التحرير بعد إعادة بنائها.. ولكن قد تجد نفسها في مأزق الاضطرار للتعامل مع الضغوط السياسية، وقد تُذعن لها بمبرر أو بآخر، فإن حصلت اتفاقات، أو لم تحصل تبقى الأولوية تثبيت أقدام شعبنا في أرضه، وأن يتمسك بأرضه، وبما لديه.. فليست من مقاومة أشرف وأكفأ من ذلك، ليكون متأهّباً في مستقبل ما لطيّ صفحة مؤلمة من تاريخه ويربح البقاء، العودة.. والمساواة.

حسن البطل
 

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سري نسيبة و«الواقعية الجديدة» سري نسيبة و«الواقعية الجديدة»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 01:59 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

من وحي تهنئة رئاسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab