رقصة الحور حكاية الليلة 2001

رقصة الحور: حكاية الليلة 2001

رقصة الحور: حكاية الليلة 2001

 العرب اليوم -

رقصة الحور حكاية الليلة 2001

حسن البطل

«الشجر العالي كان نساء كان لغة» محمود درويش

«انسطل» صاحبي الطبيب - الشاعر، عندما قرأ لي، ههنا، شطحة شعرية هاكم هي: «أحتاجُكِ مثل قرد الكسلان يحلم بجسر بين غصنين»... وأما أنا فقد «سطلني» محمود درويش بشطحتين شعريتين - شجريتين. الأولى: «سيل من الأشجار في دمي.. أتيتُ أتيتُ». الثانية هي كلمات مطلع العمود أعلاه.

ربما كانت شجرة محمود درويش الشعرية المفضلة هي “السنديان”، وشجرة إميل حبيبي الرمزية هي “السروة”.. وهناك اسرائيليون يرون جانباً شجرياً في الصراع يدور بين “الزيتونة” وشجرة “الأوكاليبتوس”، أي شجرة الكينيا، أو ما يقوم مقامها من عائلة “الصفصافيات”، وهي سريعة النمو ولكنها شجرة عاقر.. لا تطرح ثمراً، بل تستر آثار خرائب البيوت في القرى الفلسطينية المدمرة.
في رواية عبرية، محملة بالرموز، يقوم البطل العبري بـ”عمل غير صهيوني”، فهو يضرم النار في غابة شجرة كينيا، فتتكشف له خرائب بيوت حجرية فلسطينية مطمورة!

كان الطلائعيون الصهيونيون، ومعظمهم حط رحاله في بلادنا قادماً من بلاد خارج “نطاق الزيتون” المتوسطي، يقولون: “الزيتون غذاء العرب والدواب”.
 
دار الزمان دورته، فصار الطلائعيون من المستوطنين يسرقون أشجار الزيتون الفلسطينية ويزرعونها في مستوطناتهم، لتأكيد ملكيتهم غير الشرعية، أو للعب على هامش قانون أراضٍ يميز الأرض المفلوحة من الأرض البوار، والأراضي المفلوحة عن الأرض المشجرة.

لو نظرتم الى منصات التتويج في أولمبياد أثينا 2004 لوجدتم ان اكليلاً من ورق الغار أو ورق الزيتون يتوج هامات الأبطال. الغار لفخار النصر والزيتون لليُمن والبركات.

ليس كل الاسرائيليين اليهود يناصرون شجرة الكينيا على شجرة الزيتون، وواحد أديب منهم قال إن شجرة الزيتون الفلسطينية المقلوعة تذكره بشمعدان يهودي منكّس؟!

تعرفون ان الاسم الكودي لحركة “السلام الأخضر” (غرين بيس) أقرب ما يكون الى “حزب الشجرة”، بينما اتخذت الشيوعية لها شعاراً رأسمالياً همجياً، هو “حزب المدخنة”، أي الثورة الصناعية.

هناك بعض البلدان رصّعت أعلامها الوطنية بشجرتها الوطنية، مثل علم لبنان وشجرة الأرز، مع انها تكاد تندثر، وهي محصورة تحت الحماية في منطقتين صغيرتين؛ وبلاد أخرى رصّعت علمها بورقة شجرة مثل كندا (ورقة شجرة القيقب).. ربما لأنها أكثر أشجار البلاد امتداداً ومساحة.

شخصياً ليس لي شجرة أثيرة، ولكن الشجرة كانت موضوع أول قصة قصيرة لي، بعنوان “مصرع الشجرة الرابعة” قبل 63 سنة.. الى أن رثيت، في هذا العمود قبل سنوات قليلة “مصرع السروات الست” في شارع قرية سردا “الرئيسي”.

منذ بعض الوقت، بدأت أقع في غرام شجرة الحور، وبالذات ذلك الصنف الذي يسميه الفلاحون في غوطة دمشق “حور الغرب”. ربما لأنه سريع النمو، أو له دورة عمر أقصر من عمري القصير.. ولأنه يحمل إيحاءات انثوية صارخة؟!
أتصور، مثلاً، ان شهريار سئم قصص شهرزاد، فقطع لها لسانها.. فاستعاضت عن لسانها الذرب بالرقص مع كل نسمة ريح، كأنها صبية حسناء - خرساء صارت تجيد فنون الغواية بعدما كانت تجيد معسول الكلام.

كان عشاق الرقص الشرقي، من الجيل الغابر، يختلفون على براعة الراقصة تحية كاريوكا أو سامية جمال. أعتقد ان شجرة الحور أكثر براعة من الاثنتين معاً في الرقص الشرقي، لأن لأوراقها الكثيرة لونين: أخضر داكناً وأبيض فاتحاً.. فإذا رقصت الشجرة مع كل نسمة ريح، خيّل إليك ان أوراقها مرشومة بـ”بَرَق العروس” على صفحة وجهها في ليلة دخلتها.. وبخاصة إذا تلقت “جرعة” خفيفة من مصباح كهربائي أسفل جذعها الدقيق. الشجرة أنثى الحياة كما المرأة أنثى الانسان.

باستثناء الرقص الإغوائي في حدائق الدور الحديثة، لم تكن شجرة الحور تصلح لغير صنع “سحارة” الخضار، قبل أن يخترعوا البلاستيك.. وأيضاً، لصنع “القباقيب” الخشبية الشامية، لأنها رخيصة الثمن، ومطواعة أمام عدة النجار، كأي أنثى مطواعة تصنع “اللا” الكبيرة من “نعم” صغيرة!
لا بد أن الفيلسوف الألماني “الإرادوي” الفاشي فريدريك نيتشه كان نجاراً فاشلاً، وصار فيلسوفاً ذكورياً معقداً، لأنه قال: “الرجل يقول: أنا أريد؛ والمرأة تقول: هو يريد”. كل مفكر هو رجل أهبل أمام الأنثى.

الأفكار دروب “مسالك” العقائد، وأما الحياة فهي “ممالك”. فالانسان ملك الثدييات، والشجرة ملكة الأخضر، منذ تطورت من الطحالب والأشنيات الى الأشجار النخيلية والابرية الأوراق، فالى ذات الأوراق العريضة دائمة الخضرة، فالأوراق المفصفصة.. فأشجار النفضيات ذات الأوراق المتساقطة، مثل شجرة الحور اللعوب، التي تسمح للشمس، شتاء، بالتسلل الى غرفة نومك.. وصيفاً ترقص لك أحسن مما تفعل أنثاك.
لا حاجة بك لتفهم ماذا حكت شهرزاد لشهريار في الليلة 2001.

arabstoday

GMT 05:02 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تحليل التحليل «السياسي»

GMT 04:56 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميع يخطب ود الأميركيين!

GMT 04:53 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التغيير الدرامي لمسلمي وعرب أميركا تجاه ترمب

GMT 04:51 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موسم النزول إلى الوحل

GMT 04:48 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الانتخابات الأميركية والألبوم العائلي القديم

GMT 04:46 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

التحالف العالمي لحل الدولتين لإقامة «الفلسطينية»

GMT 04:45 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عصافير عدّة بحجر واحد

GMT 04:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شوية كرامة بَسْ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رقصة الحور حكاية الليلة 2001 رقصة الحور حكاية الليلة 2001



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 05:14 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

مسؤولية حزب الله

GMT 02:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "أوسكار" يقتل ثمانية أشخاص في كوبا

GMT 17:16 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو سعد يتحدث عن غيرته من هيفاء وهبي

GMT 05:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 14:32 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نعيم قاسم يؤكد أن برنامجه هو متابعة نهج سلفه حسن نصرالله

GMT 12:13 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعتقل أكثر من 100 فلسطيني في شمال غزة

GMT 01:12 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان مصطفى فهمي عن عمر يناهز الـ 82 عاما
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab