ثقافة إنتو مين التدميرية تقديس الذات وشيطنة الآخر
الخطوط القطرية تعلن استئناف رحلاتها إلى سوريا بعد انقطاع دام 13 عامًا انفجار قرب مبنى الشرطة في ألمانيا يسفر عن إصابة شرطيين في حادثة أمنية جديدة سقوط 6 طائرات مسيرة استهدفت قاعدة حطاب في الخرطوم دون خسائر بشرية أو مادية في تصعيد لمليشيا الدعم السريع 12 إصابة في إسرائيل جراء الهروب للملاجئ بعد اختراق صاروخ يمني أجواء البلاد وارتفاع مستوى الهلع في المدن الكبرى زلزال بقوة 6.2 يضرب إحدى مناطق أمريكا الجنوبية ويثير المخاوف من توابع قوية الأرصاد السعودية تحذر من طقس شديد البرودة وصقيع شمال المملكة مع أمطار خفيفة وضباب متوقع في المناطق الجنوبية سوريا تعلن تسهيلات لدخول المصريين والأردنيين والسودانيين بدون تأشيرة وتفرض شروطًا جديدة على دخول اللبنانيين وكالة الأنباء الفلسطينية تعلن مقتل الضابط بجهاز المخابرات الفلسطيني رشيد شقو سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة السعودية ترتب تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم تمويل الميزانية
أخر الأخبار

ثقافة "إنتو مين؟" التدميرية: تقديس الذات وشيطنة الآخر

ثقافة "إنتو مين؟" التدميرية: تقديس الذات وشيطنة الآخر

 العرب اليوم -

ثقافة إنتو مين التدميرية تقديس الذات وشيطنة الآخر

علي الأمين

يمكن القول بثقة إن ثقافة "إنتو مين؟" تودي بلبنان الى مزيد من الانهيارات رغم ارتفاع شارات النصر. ذلك أن هذه الثقافة تزدري الآخر، بل تذهب الى حدّ عدم الاعتراف بوجوده، وتنطوي على ادّعاء المعرفة الكاملة، والتي تقارب الألوهة، إن لم تدعها. ليس في ثنايا هذه الثقافة ما ينطوي على ميل إلى الاكتمال بالآخر سياسيا وثقافيا ووطنيا وقوميا وانسانيا.

هي سمة الايديولوجيات الدينية وغير الدينية. الفارق في ما بينها ليس النوع، بل الكمّ، انطلاقا من ان متبني هذه الايديولوجيات يعتقدون ان الحقيقة الناجزة هي في ما يعتقدون به، وهذا أمر مشروع. لكن ما هو غير مشروع ومبرر الانطلاق من هذا الاعتقاد لتبرير فرضه على الآخرين بالقوة، واعتماد وسائل وآليات تترجم مقولة ان الغاية تبرر الوسيلة.

عندما يخاطب تنظيم داعش وأقرانه مناصريه وجمهوره، لا يقارب هذا الجمهور، المنصت الى خليفة الله على الأرض، الشك او الريبة مما يقول ويفعل. ليست مسيرة القتل ولا الحرق ولا الانتحار التي يمارسها الا وسائل من أجل هدف سام هو انشاء دولة الله على الأرض. في الأصل يتعامل اصحاب الايديولوجيات الدينية مع من يخالفهم في قناعاتهم بدونية. وفي الايديولوجيات الدينية تحديدا تساهم التربية الدينية، داخل مجتمعاتنا العربية والاسلامية، بتعميق هذا الشعور المرضي. هو الذي ينطلق من مفهوم الهداية، والذي يترجم، على المستوى الاجتماعي في معظم الأحيان، بنوع من الاستعلاء. تماما كما يحصل حين صعود الموجات الدينية في المجتمع. او بنوع من الانزواء عن المجتمع ورفضه او تكفيره حين تتراجع هذه الموجات. وفي الحالتين تساهم الايديولوجيات الدينية في تضخيم هذا الشعور لدى متبنيها، ليصبح هؤلاء اسرى خيار ازدراء الآخر "الضال" او تكفير المجتمع وتعنيفه. ودائما على قاعدة: "نحن اهل الهداية والايمان وهم الضالون او الكافرون"... والثنائيات في هذا المجال كثيرة.

"وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين". لا تجد هذه الآية القرآنية مكانا لها في الايديولوجيات الدينية، لأنها تنطوي على إقرار باحتمال ان يكون اصحاب الايديولوجيات على خطأ في الوجهة او الرأي او السلوك. كما هو احتمال الصواب في ما يقولون. لكن الأهم ان الحقيقة او الصواب هما غاية مشتركة وشرطهما الآخر. لكن لا شك ان استخدام الآيات القرآنية في عالم الايديولوجيات الاسلامية يتسم بنزعة تذهب في كثير من الأحيان الى تحويل هذه الآيات الى وسائل تبرير الأفعال والسلوك، أيّا كان هذا الفعل والسلوك. يكفي ان نجد هذا التصادم بين ايديولوجيات إسلامية متقاربة ومتصارعة. لدى كل طرف ما يكفي ليبرر أمام أتباعه شرعية استعداء الطرف الآخر وقتله.

ثقافة "إنتو مين؟" كفيلة باستكمال تدمير الدول والمجتمعات، لأنها ثقافة تذهب بالمجتمع نحو تقديس الذات على حساب شيطنة الآخر، وتنطوي في احسن الأحوال على شعور بالشفقة على الآخر او اتهامه بالجهل وعدم الادراك. وهذه الثقافة هي التي توفر سبل تفتيت المجتمعات. اذ تبدأ، في نموذج الايديولوجيات الاسلامية، بتقسيم الناس بين مسلم وكافر. ولا تنتهي بتقسيم الجماعة المسلمة بين اسلام اصيل واسلام غير اصيل. بل تصل في التفتيت إلى ادلجة الاجتهادات المذهبية في داخل كل مذهب وتحويلها الى دين تقاس هداية الناس وصلاحهم على ميزانه.

صناعة القسمة والتفتيت تقوى حين تتخذ بعداً دينياً. وصناعة الوحدة والتفاعل وقبول الآخر تتطلب فكرا ومشروعا قابلين للشراكة والتعديل والتطوير والتحديث. وهذا يتنافى مع الايديولوجيا، التي تنبذ الحقيقة السياسية في المجتمعات والدول، بما هي تفاعل بين افكار ومصالح محكومة لوحدة الشعب وتحت مظلة الدولة والوطن.

ثقافة "إنتو مين؟" توهم اصحابها – هذا ان كانوا صادقين - بأنهم ظلّ الله على الأرض، والمهتدون على هذه الأرض، القابضون على حقيقة السياسة والاجتماع، الذين يحق لهم ما لا يحق لغيرهم. يتوهمون أنهم بذلك يحققون سعادة المجتمع وغايات وجوده. ولينظر كل منا حوله فسيرى دولاً تتهاوى ومجتمعات تتفتت وكلاً يتحصن في جعبة تكفير تكفيه عناء التفكير والتأمل.

arabstoday

GMT 08:25 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

دمامة الشقيقة

GMT 08:23 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 08:17 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوريا الجديدة والمؤشرات المتضاربة

GMT 08:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟

GMT 08:13 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط الجديد: الفيل في الغرفة

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 08:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانون السوريون وفخ المزايدات

GMT 08:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الباشا محسود!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثقافة إنتو مين التدميرية تقديس الذات وشيطنة الآخر ثقافة إنتو مين التدميرية تقديس الذات وشيطنة الآخر



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab