إيران هي المأزومة والعرب يتقدمون

إيران هي المأزومة... والعرب يتقدمون

إيران هي المأزومة... والعرب يتقدمون

 العرب اليوم -

إيران هي المأزومة والعرب يتقدمون

علي الأمين


التوغل الإيراني في العالم العربي دفع أكثر من قيادي إيراني إلى التباهي بالسيطرة على أربع عواصم عربية هي دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت، وبأنّ ايران اليوم تستعيد موقع الإمبراطورية الفارسية. حتى أنّ بعض قادة الحرس الثوري حاكى قوروش الفارسي الذي وصل إلى حدود فلسطين قبل أكثر من ألفي عام.

 

في المقابل المشهد في العالم العربي اليوم لا يسرّ، لكنّه ليس مأساوياً كما يحاول البعض الإيحاء حين يصف الفتوحات الايرانية وتهاوي العواصم في أكثر من دولة عربية. فالتمدد الإيراني يعاني من مأزق. القيادة الإيرانية باتت مضطرّة إلى التدخل المباشر للمحافظة على مواقع نفوذها. دخلت مرحلة الاستنزاف، ما عجّل بخيار الصفقة النووية مع دول الخمسة زائد واحد وفي مقدّمها الإدارة الاميركية.

 

فإيران التي حاولت، طوال عقود، النفاذ إلى العالم العربي، فشلت في إحداث اختراقات في البيئات غير الشيعية. وهذا يعكس أزمة أيديولوجية وعقم في قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي والسياسي للدول العربية من قبل الفاتح الإيراني. وبالتالي فإنّ سؤالاً موضوعياً يفرض نفسه: أين نجحت إيران في تحقيق واقع مستقرّ؟ في بغداد أو صنعاء أو دمشق أو بيروت؟

 

الإجابة: إيران لا تمسك قرار أيّ من هذه العواصم. تعطّل فقط، لكنّها لم تجد مفاتيح الاستقرار. هي التي في زمن الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، أمسكت بمقاليد النفوذ شبه النهائي في سورية والعراق، في حين تعيش حروب استنزاف في البلدين حالياً.

 

يعتقد البعض أنّ اليمن يشكّل تعويضاً عن هذه الخسائر، لكنّ الإشارات تدلّ إلى "ساحة استنزاف" جديدة. فاليمنيون إما أن يذهبوا إلى تسوية سياسية تحت مظلة المبادرة الخليجية، أو يذهبون إلى حرب اهلية ليست إيران في موقع القادر من خلالها على استثمار نفوذها. فاليمن هو البلد العربي الذي لم يستطع أيّ مستعمر أو قوّة خارجية على احتلاله أو السيطرة عليه بالكامل.

 

ليس بعيدا: هل نجح حزب الله في الإمساك بالقرار في لبنان؟... كلا. حاولت إيران من خلال حزب الله فرض حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لكن فشلت وعاد حزب الله واستنجد بتيار المستقبل وقوى ١٤ آذار.

 

سيطرت إيران على دول وجعلتها فاشلة، ووقعت في فخّ الاستنزاف دون أفق استقرار. وفي المقابل يمكن رصد محاولات ناجحة نسبياً في بناء موقف شبه متماسك عربياً، لا يصل إلى حدود "الجبهة" لكنّه محاولة تضييق على النفوذ الإيراني. فالسياسة السعودية تعمل على بناء موقف عربي انطلاقاً من ترتيب البيت الخليجي وضبط الخلاف مع دولة قطر من جهة، ثم الدخول إلى مصر، وتنشيط العلاقة مع تركيا، ضمن سياسة الحدّ من الانقسامات العربية، وضبط الايقاع ومحاولة توحيده. فنجحت إلى حدّ كبير في تشكيل موقف عربي شبه موحّد حيال النفوذ الإيراني، مع مراعاة خصوصيات كلّ دولة.

 

أضف أنّ "المدن" العربية تشهد ازدهارات بعيداً عن النفوذ الإيراني، من الإمارات الأقرب إلى المستقبل من الحاضر، مروراً بجدة والرياض، وصولا إلى مصر التي نقدها الخليج عشرات المليارات من الدولارات لتلحق بركب الازدهار العربي.

 

في اليمن تتشكّل جبهة في مواجهة الحوثيين، تحظى بدعم خليجي وتأييد عربي ودولي واسعين. في العراق يشير الأداء السعودي إلى عدم وجود رغبة في إنهاء سريع لـ"داعش"، خصوصاً أنّ مخاطر انكفائه نحو السعودية والخليج تجعل استمراره في العراق عنصر حماية للسعودية. ولأنّ الإدارة الإيرانية للقضاء على هذا التنظيم لم تتخلّص من سياسة المالكي التي ساهمت في تفجير المكوّن السنّي بالعراق، وفتحت أبواباً لداعش كي يستثمر هذا الانفجار. وسياسة قاسم سليماني حاليا تبدو أسوأ من المالكي.

 

وهدية كيري الأخيرة إلى الإيرانيين، برشوة "بقاء الأسد"، قبل الاتفاق النووي، تعكس براغماتية أميركية في التعامل مع أزمات المنطقة لتوفير نظام مصالحها، وفي الوقت نفسه هي واحدة من خيارات تتقن واشنطن في رميها دون أن تشعر بمأزق أيديولوجي حين تتخلّى عن خيار وتتبنّى آخر.

 

إيران ليست منتصرة في العواصم الأربع. وليس صحيحا أن إيران قادرة على التأقلم مع هذا الاستنزاف الذي تعانيه في هذه الدول. ذلك أنّ أيّ نصر عسكري تحقّقه سيتحوّل إلى عبء إذا فشلت في تحويله إلى انتصار سياسي. ولأنّ السعودية ليست مستعجلة على تسوية، إن لم نقل ترفض التسوية بشروط الحاضر. والإدارة الأميركية التي تقدّم إيران من كيسها لا تبدو مستعدة لأن تدلّلها.

 

أزمة التمدّد الإيراني في المنطقة العربية هي اليوم أزمة لإيران أوّلا، يسبّبها شرخ يتعمّق بين الأكثرية العربية السنية وبين إيران وأذرعها المحلية. ومنبتها سوء الفهم الإيراني لبنية المجتمعات العربية وواقع الدول سياسياً واجتماعياً.

 

إيران اليوم في أزمة، بينما الدول العربية تبني دولا ومجتمعات تحاول أو تقوّيها وتجعلها مزدهرة. إيران قوتها في ميليشياتها - أيديها، الميليشيا تحقق نفوذا يتلازم مع دولة فاشلة. العواصم الاربع ودولها التي تفاخر ايران بالسيطرة عليها، لا افق فيها للدولة في ظل النفوذ الايراني. الا الدولة المعطلة اوالفاشلة.

arabstoday

GMT 07:27 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 07:25 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

إنَّما المَرءُ حديثٌ بعدَه

GMT 07:23 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف النار في الجنوب اللبناني وما بعد!

GMT 07:21 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

سفينة العراق والبحث عن جبل الجودي

GMT 07:18 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

متغيرات في قراءة المشهد السوداني

GMT 07:16 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حتى يكون ممكناً استعادة الدولة

GMT 07:13 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 07:07 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران هي المأزومة والعرب يتقدمون إيران هي المأزومة والعرب يتقدمون



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab