إسألوا إيران النفط مقابل الرئاسة

إسألوا إيران: النفط مقابل الرئاسة؟

إسألوا إيران: النفط مقابل الرئاسة؟

 العرب اليوم -

إسألوا إيران النفط مقابل الرئاسة

بقلم : علي الأمين

السؤال عن ملف النفط في لبنان لا اجابات شافية حوله. هلل الكثيرون وعلى رأسهم كتلة الوفاء للمقاومة للاتفاق الذي تم بين رئيس حركة امل نبيه بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، لكن لم يفهم اللبنانيون على ماذا اتفقوا، بل على ماذا كانوا مختلفين فعليا.

بالتأكيد قيل الكثير عن المربعات النفطية وشركات الخدمات، لكن لم يخرج ايّ من الطرفين ليقول للبنانيين ان هذه هي عناوين الاتفاق وتلك التفاصيل، باعتبار ان الطرفين هم من رموز الاصلاح في البلد. ليس هذا فحسب بل ويشكلان مع حزب الله مثلث المقاومة للاحتلال الاسرائيلي وللاطماع الاسرائيلية، وبشهادة الامين على المقاومة السيد حسن نصرالله.

يحق للبنانيين ازاء هذا الغموض، والتعتيم المتمادي بما يحيط في ملف النفط، ان يذهبوا بعيدا في الاتهامات للاطراف المقررة في هذا الملف داخل لبنان. ذلك ان المحاصصة هي ديدن هذه الاطراف التي تكاد اوداج زعمائها تنفجر من صراخهم وانفعالهم من اجل حماية مصلحة الوطن والدولة، ومن اجل التصدي للفساد الذي ينهش الدولة ويجعلها لقمة سائغة لكل من استطاع ان ينهش ويصادر ويتحكم... من الازلام والاتباع الى الشركات الوهمية او السرية التي تتحضر لافتراس "غنيمة النفط".

في قرارة نفس كل لبناني له مصلحة بقيام الدولة ونهوضها، مطلب موضوعي هو الا يستخرج النفط في هذا الزمن الذي تتحكم فيه مجموعة سياسيين لا همّ لهم الا كيف يتقاسمون فيما بينهم هذه الثروة الوطنية... من دون ايّ شعور بخجل او بتهيب لما يقدمون عليه.

الغموض سيد الموقف حيال هذا الملف، لذا تزداد الحكايا والروايات. احد اطراف السلطة اشترط ان يحتكر حق توظيف 3000 شخص في الشركات الخدماتية التي ستقوم بالاعمال المساعدة على الشاطىء اللبناني. رواية اخرى تشير الى ان بعض الاعتراضات على تمرير قانون النفط ومراسيمه ناشئة من عدم وجود حصة له في الغنيمة النفطية،. ورواية اخرى لها علاقة بالفساد، وان لم تكن لها علاقة بالمحاصصة، تشير الى ان بعض السياسيين اقترحوا في مقابل تمرير هذه المحاصصة الافراج عن رئاسة الجمهورية وانتخاب رئيس للجمهورية من قبل حلفاء ايران اي حزب الله والتيار الوطني الحر.

نقولا سركيس، في كتابه “البترول والغاز في لبنان: نعمة أم نقمة؟”، يصف تعامل الدولة اللبنانية معملف النفط بانه "النوع غير المسبوق من السطو والابتزاز. لم يعد مستغرباً أن يستنجد بعض المسؤولين في وزارة الطاقة وهيئة البترول بالسرية كلما طرح عليهم السؤال حول القواعد والمعايير التي اعتمدوها لتأهيل شركات وهمية وإقدام هيئة البترول على قبول تأهيل شركات وهمية لا وجود لها إلا على الورق للقيام بعمليات التنقيب أو السمسرات التي تمت في إطار اتفاقيات المسح للمناطق البحرية والبرية على السواء. إحدى هذه الشركات الوهمية تم تسجيلها في هونغ كونغ برأسمال لا يتجاوز 1,290 دولار أميركي..."!

في مقابل كل هذا التلوث السياسي والمخزي لبنانيا حيال ملف بهذه الاهمية، تؤكد اوساط بحثية متابعة لاشكالية استخراج النفط من البحر المتوسط، باختصار، ان ملف النفط يرتبط بشكل وثيق بانجاز اتفاق بين لبنان واسرائيل. ليس في الجانب المتعلق بتحديد الحصص بين الدولتين فحسب، بل لا بد من ضمان امن الشركات التي ستقوم بعملية استخراج النفط. تلك التي ستقوم باستثمار مليارات الدولارات لاقامة منشآت برية وبحرية سواء في الجنوب او في الشمال. اذ لا يمكن لأي شركة ان تقوم باعمال ضخمة اذا لم تكن لديها ضمانات دولية ولبنانية واسرائيلية بأنها لن تكون عرضة لتهديد امني او عسكري. هذا لن يتحقق، بحسب الاوساط، ان لم تكن هناك جهات قادرة فعليا وموضوعيا على تقديم هذه الضمانات.

الارجح في المدى المنظور، وفي ظل المعطيات الاستراتيجية في لبنان، ان الطرف القادر على تقديم الضمانات ليس الحكومة اللبنانية بالطبع. الطرف القادر على تقديم هذه الضمانات هي ايران التي طالما تباهت قياداتها العسكرية بأنها اصبحت على شاطىء المتوسط. في اشارة الى وجود حزب الله على امتداد لبنان. وبالتالي هي الطرف الاقدر على توفير الضمانات للشركات. ذلك ان توتر العلاقة الايرانية الاسرائيلية او استقرارها على تسويات ضمنية هو المحدد لمستقبل اي اعمال لشركات كبرى في المناطق اللبنانية القريبة من اسرائيل. وبالتالي بعيدا عن اي احكام قيمية فان مستقبل استخراج النفط في لبنان لا يمكن ان يبدأ فعليا من دون اتفاق جدي للسماح بقيام هذه الاعمال، ويستند بالضرورة الى تفاهم ايراني – اسرائيلي على هذا الملف، واي جهة اخرى لن تكون قادرة على تقديم الضمانات حتى الآن.

arabstoday

GMT 19:58 2021 الأربعاء ,15 كانون الأول / ديسمبر

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن "حزب الله"!

GMT 09:22 2020 الإثنين ,17 شباط / فبراير

"الحزب" يُهان في امتحان.. تمرير "حكومته"!

GMT 07:51 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

لبنان داخل أنفاق حزب الله

GMT 06:47 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

النفوذ الإقليمي في سوريا والانكفاء العربي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسألوا إيران النفط مقابل الرئاسة إسألوا إيران النفط مقابل الرئاسة



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab