إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن حزب الله

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن "حزب الله"!

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن "حزب الله"!

 العرب اليوم -

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن حزب الله

علي الأمين
بقلم : علي الأمين

 ينضم إستحقاق الإنتخابات النيابية المرتقب، إلى لائحة الخيبات اللبنانية الكبيرة والكثيرة، بعد تراجع حظوظ إجرائه في موعده أو ترحيله الى مدى منظور، و بالتالي القضاء على رجاء التغيير ، لحاجة في نفس المنظومة الحاكمة المأزومة والمتصدعة، والتي "ترعى" الخلافات في "حقولها"، يديرها "حزب الله"، الذي يحدد أولوياته الشعبية والسياسية، ومصالحه الإنتخابية من النيابية الى الرئاسية. 
الانتخابات النيابية المرتقبة في آذار أو أيار من العام المقبل، لا تبدو فرص اجرائها مرجحة، بل ثمة انطباع يتوسع لدى أكثر من طرف محلي وخارجي، بأن الانتخابات لن تجرى في موعدها، من دون أن يتحمل اي طرف داخل السلطة تبعات التأجيل، لا سيما أن الأطراف المؤثرة في العملية الانتخابية، تبدو غير متحمسة لاجرائها، وهي قادرة على التأجيل من خلال اي حدث أمني “غب الطلب”، يبرر تأجيلها في ظل الانهيار المستمر على مستوى مؤسسات الدولة، وفي ظل أزمة معيشة باتت ثقيلة جدا على كاهل المواطن، وتجعل من الانتخابات مطلبا لا يكتسب لديه صفة الإلحاح، كما كان عليه الحال خلال العامين الماضيين. 
 المنظومة الحاكمة تدرك أن خريطة مجلس النواب ستتغير، فاي انتخابات في ظل ايّ ظروف سياسية، ستفرض مستوى من التغيير في حجم القوى.  
 الساحة المسيحية، أكثر الساحات المرشحة لذلك، فنسب التغيير مهما تدنت فيها، لن تقل عن ٢٥ في المئة بحسب احد الخبراء الانتخاببين، وهي قد تتجاوز ال ٥٠ في المئة من النواب المسيحيين. في الساحة السنيّة، تراجع “تيار المستقبل” مستمر، وسينعكس مزيدا من التراجع في الانتخابات، وغياب الزعيم السني الأول، هو احد أبرز النتائج المرتقبة لصالح  بروز زعامات مناطقية، في طرابلس وعكار والبقاع الغربي وزحلة وبيروت وصيدا، وسط معلومات تؤكد، أن مسؤولين سعوديين معنيين بلبنان، باتوا غير مقتنعين بضرورة وجود زعيم سني “أوحد” في لبنان، وهم يفضلون وجود تعددية سنية، لا تتيح حصر القرار في يد واحدة.
وبحسب مصادر قريبة من الأجواء السعودية، التي تتسم بغموض تجاه لبنان بوجه عام، فإن “ثمة اعتقاد بأن احادية الزعامة السنية في لبنان، كانت آثارها أكثر سلبية من زمن تعددها. في الدائرة الشيعية، ليس هناك من اوهام بتغيير في خارطة تمثيل “حزب الله”، الذي يرجح أنه سيتقدم مجددا على “حركة امل”، في ظل استعداده  لزيادة حصته الحزبية في التحالف بينهما، ولكن يبقى أن إمكان حدوث بعض الخروق، وارد في بعلبك-الهرمل وفي زحلة وفي جبيل، فإحدى مشكلات الحزب مع أمل هي الحصص، وليس القلق من خسارة في الانتخابات. 
 من هنا تكمن مشكلة “حزب الله” في الانتخابات اولا، في الإتفاق مع “امل” على تقاسم المقاعد، وثانيا، توفير حماسة شعبية للمشاركة في الاقتراع، بينما الأهم هو تلمُّس “حزب الله” لحال من الانكفاء لدى مؤيديه عن دعمه، على رغم عدم انتقال هؤلاء إلى ضفة منافسة، وهو ما سيكشف مزيدا من أزمة الخطاب “الحزبللّهي” تجاه جمهوره، بعدما فقد الكثير من مصداقيته، إثر الوعود التي أطلقها في الانتخابات السابقة، تجاه الإصلاح في الدولة وتحسين شروط الحياة المعيشية، وهو اليوم أمام مشكلة يفضل تأجيل مواجهتها مع الجمهور، وتفادي تأمين متطلبات مالية تفرضها الانتخابات عليه، من تقديم خدمات ومساعدات أصبحت ديدن ناخبيه والسبيل للتخفيف من غضبهم. المشكلة رغم ذلك ليست شيعية بالدرجة الأولى، إنما يكمن قلق “حزب الله” من تغيير الأكثرية النيابية لصالح خصومه، وهو أمر محتمل جدا، بسبب تآكل شعبيته في البيئات غير الشيعية، وتردد العديد من حلفائه، في تبني خياراته السياسية في لبنان والمنطقة، وتفكك بائن في كتل حلفائه بسببه.
 في ظل الحسابات السياسية المرتبطة بنتائج الانتخابات النيابية، وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية، فإن “حزب الله” ورئيس الجمهورية وبقية أطراف المنظومة، تفضل تأجيل الاستحقاق الانتخابي، والدخول إلى الانتخابات الرئاسية بنفس موازين القوى، التي يقرر الحزب وحده خيارات الرئيس، بين جبران باسيل أو سليمان فرنجية أو أحد آخر، هذا المجلس يوفر هذه الفرصة، اما اي مجلس جديد مهما كانت صورته، فإنه بالضرورة سيكون اقل طواعية له من المجلس الحالي، لذا تتقدم أرجحية التأجيل، طالما لم يواكب الانتخابات النيابية أو يسبقها، اتفاق إقليمي يحدد مسار لبنان في العقود المقبلة. 
 في الخلاصة،  تبدو الانتخابات امتحانا مكلفا  و”مستبعداً”، لكونها تسهم بالمزيد من فضح المنظومة المتضامنة على صعيد التشبث بحصصها، في مواجهة موجة التغيير والتصدع في بنية علاقاتها البينية، والذي شكل “حزب الله” عنصر “القطع والوصل” بين أطرافها، و قد تراجعت هذه القدرة، أمام تصاعد عوامل الفرقة والترهل داخلها. 

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن حزب الله إنتخابات لا إنتخابات إبحث عن حزب الله



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab