العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين

العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين!

العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين!

 العرب اليوم -

العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين

طلال سلمان

لم يكن اللبنانيون بحاجة إلى مأساة الجنود المخطوفين الذين يُقتلون ألف مرة في اليوم، مع عائلاتهم بالنساء، أمهات وزوجات وشقيقات، والأطفال، فضلاً عن الآباء والأشقاء وسائر الأقارب والجيران والأصدقاء، لكي يتأكدوا ـ مرة جديدة ـ أنهم بلا دولة تثور لكرامتها وتحفظ أبناءها، خصوصاً الذين اختاروا أن يكونوا جنودها ليذودوا عن حياضها ويحموا وحدتها ومنعتها وكرامتها بدمائهم.
ولعل بين ما يحزن اللبنانيين عموماً، وأهالي الجنود المختطفين على وجه التحديد، أن أيدي عصابات الإجرام تقتل أبناءهم، بتدرج محسوب، لعلها تنجح في إثارة الفتنة في الداخل، خصوصاً مع انكشاف عجز الدولة عن تحرير جنودها بالمفاوضات أو بقوة السلاح... بل إن تذبذب القرار الرسمي، تحت وطأة المزايدات والمناقصات، يضفي على الخاطفين هالة أسطورية تكاد تجعلهم في مستوى القادر على منح الحياة أو اتخاذ القرار بالإعدام، من دون الخوف من حساب بالردع أو بضرب قدرته على ابتزاز الدولة والأهالي معها.
إن الدولة تتبدى أضعف من ذوي الجنود الأسرى، من اغتيل منهم ظلماً وعدواناً، ومن ينتظر القرار بإعدامه، وسط افتضاح خواء مهمة «الوسطاء»... هذا إذا ما افترضنا صدق نيات هؤلاء ومن خلفهم، في العمل لتحرير الجنود الذين اختطفوا واحتجزوا واستخدموا وسيلة لابتزاز الدولة وجهات أخرى ولأغراض لا تتصل بهؤلاء الجنود البواسل والذين كانت مهمتهم تأمين أهلهم في عرسال من ارتدادات الحرب في سوريا وعليهم في البلدة التي يمكن اعتبارها «سورية» بنسبة ما، مع أنها في لبنان ومنه.
لقد احتلت عصابات «داعش» و»النصرة» و»الجيش الحر» ومن معها لبنان بغير قتال، فعطلت إرادة دولته، وشلت حكومته، وكادت تنشر الفتنة بين أبنائه، من خلال اللعب على التنوع الطائفي والمذهبي وبالتالي الجهوي للجنود المخطوفين، واختيار من تُقدم ومن تُؤخر في برنامجها لإعدام هؤلاء الجنود الذين ما ذهبوا إلى الحرب بل لمجرد تأمين عرسال وما جاورها من بلدات كاللبوة والفاكهة ورأس بعلبك والقاع من خطر تمدد الحرب في سوريا وعليها إليها.
... وها هي دولة قطر العظمى تعلن في صحفها وقف وساطتها التي لم يرها اللبنانيون جدية بالقدر الكافي لتأمين مخرج، خصوصاً وأنهم يعرفون أن «جبهة النصرة» و»الجيش الحر»، على الأقل، يعيشان على تمويلها ودعمها المفتوح.
ولافت إلى حد الصدمة أن يتزامن هذا الإعلان القطري مع الغارات الإسرائيلية الجديدة والتي تركزت أمس على مطار دمشق الدولي ومعه على بلدة الديماس الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط بين سوريا ولبنان، ولا تبعد عن حدود لبنان إلا كيلومترات تقل عن العشرين... وهي تقع على خط الامتداد الجردي ذاته لهذه الحدود بين البلدين المتداخلين في الجغرافيا كما في التاريخ والمصالح وأسباب الحياة.
وقد يرى البعض أن هذه الغارات الإسرائيلية تستهدف كشف الجيش السوري وعجزه عن حماية مقاره وقوافل إمداده والإساءة إلى معنوياته، تعزيزاً ـ ولو بشكل غير مباشر لمقاتلي «داعش» الذين تكبدوا خسائر فادحة ومنوا بنكسات عسكرية متتابعة في بعض جبهاتهم العراقية والسورية، آخرها في دير الزور ومطارها، فضلاً عن انكشاف عجزهم عن تحقيق نصر عسكري في بلدة عين العرب التي اقتحمها «مجاهدوه» قبل شهرين ثم حوصروا فيها.
كما قد يكون الهدف إعادة التصويب على علاقة التحالف بين الجيش السوري ومقاتلي «حزب الله»، مفترضين أن الضربة الإسرائيلية ستصيب الحليفين معاً، خصوصاً مع اختيار موقعها على الطريق بين دمشق وبيروت... هذا بينما الجبهة التي فتحتها «داعش» و»النصرة» ومعهما «الجيش الحر» في خراج بلدة عرسال، في المقلب الآخر من الديماس وإنما داخل الأرض اللبنانية، قد فضحت عجز «الدولة» في لبنان ومعها «حزب الله»، كما كشفت استحالة أن يبادر الجيش السوري إلى النجدة، وجمدت قوة الحزب عن الفعل حتى لا تلتهم نيران الفتنة الطائفية ـ المذهبية ـ الجهوية الجنود الأسرى.
يبدو مشروعاً السؤال: هل قرر من بيدهم القرار مد هذه الحرب الكونية الدائرة رحاها على امتداد الأرض السورية ــ العراقية، إلى لبنان؟
وهل الغارة الإسرائيلية هي الطلقة الأولى في هذا الهجوم على الوطن الصغير الذي تعيش دولته دائماً على رعاية الأصدقاء الكبار في الدول العظمى... أم أنها لزوم المعركة الداخلية التي يخوضها رئيس حكومة العدو الإسرائيلي كمدخل إلى الفوز في الانتخابات التي استبق موعدها الطبيعي ليضمن فوزه بأكثرية الكنيست بلا شركاء؟!
أعان الله اللبنانيين ممثلين ومختصرين بأهالي الجنود المخطوفين والذين هم الآن عنوان لبنان البلا دولة والذي يعاني شعبه من انقساماته المفروضة عليه، طائفياً ومذهبياً، والتي تشكل ذريعة لغياب الدولة بينما هي علة وجودها.

arabstoday

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

GMT 06:21 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكرة «الترمبية»

GMT 06:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن... وأرخبيل ترمب القادم

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترامب؟!

GMT 06:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاجأة رائعة وسارة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين العجز يقتل الدولة قبل عسكرييها المخطوفين



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة
 العرب اليوم - بايدن يؤكد العمل على وقف حرب غزة وإقصاء حماس عن السلطة

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab