محاولة تعويم لبشّار من موسكو

محاولة تعويم لبشّار... من موسكو!

محاولة تعويم لبشّار... من موسكو!

 العرب اليوم -

محاولة تعويم لبشّار من موسكو

بقلم - خير الله خير الله

بالنسبة إلى الجانب الروسي، تبدو زيارة بشّار الأسد شبه محصورة في مجال العلاقات العامة. تبدو الزيارة أقرب محاولة يائسة وبائسة، في آن، لتعويم الأسد الابن من خلال التركيز الاعلامي على الاستقبال الرسمي والسجاد الاحمر والموكب الرسمي في شوارع موسكو.

ليس مهمّاً أن يكون نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف من استقبل رئيس النظام السوري في المطار.

لا يفرض البروتوكول الروسي وجود مسؤول كبير في مستوى رئيس الدولة في المطار. كانت المظاهر التي رافقت الاستقبال أهمّ من أي شيء آخر، خصوصاً من مضمون الزيارة. هذا المضمون الذي كان الغائب الأوّل عنها.

ما لا يمكن تجاهله، في أي وقت، أن لقاء موسكو كان بين رئيسين منبوذين دولياً.

لا يجمع بين فلاديمير بوتين وبشّار الأسد سوى أنّهما يعيشان في عزلة عن العالم.

يعيش كلّ منهما في دائرة ضيّقة خاصة به... ويعاني كلّ منهما من آثار جانبيّة لمرض التوحّد إن لم يكن من المرض نفسه.

تحاول روسيا الغارقة إلى ما فوق أذنيها في الحرب الأوكرانيّة اظهار سيطرتها على القرار السياسي السوري الذي يمسك به الإيراني بالفعل.

لا شكّ أنّ لعبة «الغيرة المتبادلة» بين الروسي والإيراني ومحاولة كلّ منهما استمالة بشّار الاسد تعتبر من لحظات النشوة القصوى لدى رئيس النظام السوري.

لا يزال بشّار يعتقد أنّ لديه هامشاً للمناورة متجاهلاً أمرين: الأول أنّ دمشق تحت سيطرة طهران.

والثاني أن فلاديمير نفسه في الحضن الإيراني بعدما اكتشف أنّه لا يستطيع متابعة الحرب التي يشنها على أوكرانيا وشعبها من دون الدعم العسكري لـ«الجمهوريّة الإسلاميّة»، إن بالصواريخ أو بالذخائر أو بالطائرات المسيّرة.

على أرض الواقع، هناك شقان للزيارة، السياسي والاقتصادي.

على الصعيد السياسي، حصل تحريك للمصالحة بين دمشق وانقرة، استناداً إلى أوساط على معرفة دقيقة بخلفية الزيارة.

تتحدث هذه الأوساط عن عودة الضغوط الروسية للمضي في المصالحة.

هدأت الضغوط الروسية بعض الشيء في ضوء الزلزال المدمّر الذي تعرض له الشمال السوري.

لكنّ هذه الضغوط عادت لتمارس على سياسي عاجز أوّلا.

لا رهان لدى بشّار سوى على سقوط رجب طيب أردوغان في الانتخابات المقررة في تركيا يوم 14مايو المقبل.

تدعم ايران هذا الرهان وتطلب من بشّار ممارسة التعنت في تعاطيه مع الرئيس التركي وفي رفع سقف الشروط والتوقعات التي تطلبها دمشق من انقرة قبل اجراء المصالحة.

يستخدم رئيس النظام السوري سلاح التسويف كي لا تكون المصالحة مع انقرة قبل الانتخابات التركية.

وفي حال اشتدت الضغوط الروسية، تبدي دمشق رغبتها في تحقيق تقدم ملموس مع تركيا عبر رفع شروط تعجيزية.

من بين اهمّ هذه الشروط تحديد موعد رسمي للانسحاب العسكري التركي من سورية واعتراف انقرة بان منظمات المعارضة التابعة لتركيا هي «منظمات إرهابية».

إلى ذلك، تمارس دمشق لعبة المماطلة. من منطلق الرغبة في المماطلة، تعمدت دمشق رفض الموافقة على رفع مستوى اللقاءات الرباعية (الروسيّة - السوريّة - التركيّة - الإيرانيّة) الى مستوى الوزراء وابقاءها في مستوى تقني، أي مستوى المعاونين للوزراء.

هذا ما يفسّر تأجيل الاجتماع الذي كان متوقعاً انعقاده في موسكو بين نواب وزراء الخارجية في البلدان الأربعة.

في الشق الاقتصادي، هناك مجرّد بحث في مزيد من التعاون بين البلدين.

أثار الوفد الوزاري الكبير المرافق للأسد الابن موضوع زيادة امدادات النفط والغاز من روسيا وزيادة القروض الائتمانية.

كذلك، أثير موضوع الكهرباء واصلاح بعض محطات الكهرباء الروسية الصنع. فُتح أيضاً موضوع خفض حصة روسيا أو حصة شركة «فاغنر» من النفط والغاز السوريين.

يعود ذلك إلى أن النظام في سورية عقد في العام 2017 اتفاقاً مع روسيا تحصل بموجبه شركة المرتزقة «فاغنر» على نسبة 25 في المئة من عائدات النفط السوري عند نجاحها في طرد المعارضة السورية أو «داعش» من مناطق معيّنة واستعادة السيطرة على اي بئر من آبار النفط والغاز في سورية وتسليمها الى النظام.

كانت زيارة رئيس النظام السوري لموسكو من دون مضمون فعلي.

لن تعوّم الزيارة، التي جاءت في ذكرى مرور 12 عاما على اندلاع الثورة السوريّة، بشّار الأسد الذي يرفض الاعتراف بأنّ نظامه انتهى وبأنّه لا يحقّ له الكلام عن «النازية الجديدة والقديمة».

لا يحقّ له ذلك، خصوصاً أن النظام السوري أوى باكراً نازيين حقيقيين ملاحقين دولياً فروا إلى سورية وعاشوا في دمشق في حماية النظام.

رفض النظام في كلّ وقت تسليم هؤلاء ليحاكموا أمام العدالة الدوليّة.

كان أبرز هؤلاء النازيين الذين أقاموا سنوات طويلة في دمشق الويس برونر.

توفي الألماني برونر في العاصمة السوريّة في العام 2001، أي بعدما خلف بشّار والده!

من موسكو حيث لا فارق بين نازية هتلر ونازية بوتين، تحدث رئيس النظام السوري عن «الاحتلال التركي» متجاهلاً الاحتلالات الأربعة الأخرى (الروسي والإيراني والأميركي والإسرائيلي).

هل بات حراماً أن يكون الأميركي في سورية في حين صارت زيادة الوجود العسكري الروسي امراً مرحباً به؟

من يقبل بالاحتلالين الإيراني والروسي، لا بدّ أن يقبل، بكلّ طيبة خاطر، بالاحتلال الإسرائيلي والأميركي والتركي.

في النهاية، لا يحقّ لمن قتل نصف مليون سوري وهجّر ما يزيد على عشرة ملايين مواطن إعطاء شهادات حسن سلوك لأحد.

نعم، كانت زيارة الأسد الابن لموسكو زيارة من دون مضمون. اثبتت أن الرجل يعيش في عالم آخر.

وصل به الأمر إلى تبرير احتلال روسيا لأراضٍ أوكرانيّة بقوله لـ «سبوتنيك» أيضاً «مقتنعون بأنّ المناطق (الأوكرانيّة) التي ضمتها روسيا تبعة لها بحكم التاريخ».

ماذا إذا استعانت تركيا بالتاريخ لإعلان حلب مدينة تركيّة؟


 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاولة تعويم لبشّار من موسكو محاولة تعويم لبشّار من موسكو



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab