تبادل خدمات ورهينة اسمها لبنان

تبادل خدمات... ورهينة اسمها لبنان

تبادل خدمات... ورهينة اسمها لبنان

 العرب اليوم -

تبادل خدمات ورهينة اسمها لبنان

بقلم - خيرالله خيرالله

يتوهّم الحزب بأنّ العالم لا يعرف أنّ لا وجود لشيء اسمه «حماس» في جنوب لبنان أو في أي منطقة لبنانيّة أخرى وأن لا مجال لإطلاق ألعاب نارية، وليس إطلاق صاروخ، من دون غطاء منه.

العالم ليس بالغباء الذي يتصورّه «حزب الله» الساعي إلى إثبات أنّه ما زال لاعباً إقليمياً من جهة، وأنّ لبنان كلّه في جيبه الصغير من جهة أخرى.

أهمّ ما في رسالة الحزب، وهو أداة إيرانيّة بامتياز كونه مجرّد لواء في «الحرس الثوري»، أنّه يريد إبلاغ كلّ من يعنيه الأمر أنّه غير معني بالاتفاق السعودي - الإيراني الذي رعته الصين.

بكلام أوضح، ليس ما يدعو إلى أي ربط بين التهدئة بين السعوديّة و«الجمهوريّة الإسلاميّة» من جهة وبين سلوك «حزب الله» في لبنان من جهة أخرى.

لدى الحزب مرشّحه لرئاسة الجمهوريّة يريد فرضه على اللبنانيين... وإلّا عليهم العيش إلى ما لا نهاية في ظلّ الفراغ الرئاسي.

من هذا المنطلق، ليس صدفة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في يوم شهد لقاء في بكين بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

كانت نتائج الاجتماع إيجابية وكشف البيان الصادر عنه وجود رغبة لدى الجانبين في تطوير العلاقة بينهما، بدءاً بخطوة إعادة العلاقات الديبلوماسيّة إلى وضعها الطبيعي وتبادل الزيارات من دون حاجة بين الوزيرين إلى الذهاب إلى بكين.

لا تبعد الرياض عن طهران أكثر من ساعتين، على حد تعبير وزير الخارجية السعودي. لم تعد من حاجة إلى الذهاب إلى الصين لعقد مزيد من اللقاءات السعوديّة - الإيرانيّة.

ليس صدفة أيضاً إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان في وقت كان إسماعيل هنيّة رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» في بيروت لعقد محادثات مع الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله وليجتمع بقادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في سورية ولبنان.

لم تكن «فتح» في طبيعة الحال بين هذه الفصائل خصوصا أن الزيارات المتكررة التي يقوم بها هنيّة للبنان تستهدف، بين ما تستهدف، أحكام سيطرة «حماس»، بدل «فتح» في السيطرة على المخيمات الفلسطينية.

يبدو أنّ إسرائيل فهمت هذا الجانب من رسالة «حزب اللّه» واطلاق صواريخ من جنوب لبنان.

يتعلّق هذا الجانب بحسابات داخلية لبنانية للحزب تشمل بين ما تشمله إحلال «حماس» مكان «فتح» في المخيمات وإثبات أنّ لا تأثير للتقارب السعودي - الإيراني على الوضع اللبناني.

مثل هذا الفهم الإسرائيلي للرسالة، جعل الردّ على إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان ذا طابع فولكلوري مع تكرار إسرائيل ترديد رواية «حزب الله» عن مسؤولية «حماس».

كانت الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان ومن غزّة والعملية التي استهدفت مستوطنين في الأغوار بمثابة هديّة لحكومة بنيامين نتنياهو التي تواجه أزمة لم يسبق لأي حكومة إسرائيليّة أن واجهت مثلها.

يحصل ذلك في ظلّ انقسام عمودي للمجتمع الإسرائيلي.

بات في الإمكان الحديث عن إسرائيلين وليس عن إسرائيل واحدة.

إضافة إلى ذلك كلّه، أدى التصعيد الذي مارسته «حماس» بغطاء من «حزب الله» إلى اطلاق يد إسرائيل في قمع المصلين في المسجد الأقصى.

فجأة، لم يعد هناك اهتمام بالوضع الداخلي الإسرائيلي، كما غابت أحداث المسجد الأقصى عن الواجهة.

ما لن يغيب عن الواجهة في المدى الطويل، بغض النظر عن الهدايا التي تقدمها «حماس»، بكلّ ما تمثّله، إلى حكومة نتنياهو أنّ إسرائيل لا تمتلك أي رؤية سياسية للمستقبل، رؤية تأخذ في الاعتبار أن ليس في استطاعتها إلغاء الشعب الفلسطيني.

ليس ما يحدث في الأغوار، حيث قُتلت ثلاث مستوطنات اسرائيليات سوى دليل على ذلك.

ستمرّ مرحلة الخدمات المتبادلة بين حكومة «بيبي» اليمينيّة المتطرفة و«حماس» والذين يقفون خلفها في ايران وغير ايران.

ما الفارق عند إسرائيل، إذا كانت «فتح» تسيطر على المخيمات الفلسطينيّة في لبنان... أو حلت مكانها «حماس» في تلك السيطرة؟

ما سيبقى أنّ لبنان ما زال ضحيّة للتجاذبات الإقليميّة.

مطلوب بقاء لبنان رهينة لدى «الجمهوريّة الإسلاميّة» التي يظهر أنّها مستعدة لتقديم تنازلات في اليمن في حين تبدو مصرّة على بقاء لبنان «ساحة» تمارس فيها هوايتها المفضلة المتمثلة في جمع أكبر عدد من الأوراق الإقليميّة في لعبة التفاوض مع «الشيطان الأكبر» الأميركي والأخذ والردّ الدائمين مع إسرائيل.

يحدث ذلك في مرحلة لا وجود فيها لأيّ اهتمام حقيقي عربي أو دولي بمصير هذا البلد الذي تخلّى عنه قسم من أبنائه قبل أن يتخلّى عنه الآخرون.

سجّل كل طرف معني النقاط التي يريد تسجيلها.

تنفست حكومة «بيبي» الصعداء في معركتها مع قسم من الشعب الإسرائيلي، وهي معركة محورها دور السلطة القضائية في إسرائيل. أثبتت «حماس» أنها قادرة دائما أن تكون في خدمة نتنياهو وفي خدمة ايران في الوقت ذاته.

أثبت «حزب الله» أنّه المرجعية الوحيدة في لبنان وأنّ «الجمهوريّة الإسلاميّة» تتحكّم بكلّ مفاصل البلد.

الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ قواعد اللعبة ما زالت قائمة وأنّ لا خرق في العمق لقواعد هذه اللعبة التي تسمح لإيران برسم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، بغطاء من ميشال عون وصهره جبران باسيل رئيسي الجمهورية وقتذاك.

كان ذلك في سياق تبادل الخدمات بينها وبين «الكيان الصهيوني» الذي تسمّيه «الشيطان الأصغر».

وسط كلّ ذلك، لم تجد وزارة الخارجية اللبنانية سوى إطلاق نكتة من نوع احتجاجها على خرق إسرائيل «السيادة اللبنانيّة» بدل أن تسأل نفسها ما الذي تفعله «حماس» وصواريخها في لبنان!

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تبادل خدمات ورهينة اسمها لبنان تبادل خدمات ورهينة اسمها لبنان



دينا الشربيني بإطلالات متفردة ولمسات جريئة غير تقليدية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:42 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"
 العرب اليوم - شولتس ينتقد مقترح ترامب بشأن غزة ويصفه بـ"فضيحة"

GMT 02:14 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

غزة... الريفييرا و«الدحديرة»!

GMT 08:31 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

سيكون على إيران القبول بحكومة نوّاف سلام!

GMT 16:16 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

60 شاحنة إغاثية سعودية تنطلق إلى سوريا

GMT 15:13 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

حصيلة شهداء الحرب على غزة تتجاوز 48 ألفا

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 13:20 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أول تعليق من أصالة نصري بعد حذف أغنيتها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab