لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة كي يتخلّى عنها

لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة... كي يتخلّى عنها!

لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة... كي يتخلّى عنها!

 العرب اليوم -

لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة كي يتخلّى عنها

بقلم - خيرالله خيرالله

سيكون صعباً على «حزب الله» التراجع عن دعم المرشح سليمان فرنجيّة من دون تدخّل إيراني تفرضه حسابات ذات طابع يتجاوز لبنان... حسابات خاصة بـ«الجمهوريّة الإسلاميّة» ومشروعها التوسّعي في المنطقة.

يُستبعد حصول ذلك بعدما قرّرت طهران الفصل بين العلاقات مع المملكة العربيّة السعوديّة من جهة والملفات العالقة في المنطقة من جهة أخرى، بما في ذلك العراق وسورية ولبنان، على وجه التحديد.

في أساس صعوبة الإقدام الإيراني على فرض مثل هذا التراجع وصول الحزب إلى موقع من يقرّر من هو رئيس الجمهوريّة المسيحي للبنان. حصل ذلك مع انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهوريّة، بضمانة من صهره جبران باسيل، بصفة كونه مرشّح الحزب أوّلاً وأخيراً.

الأكيد أنّ الحزب بلغ هذا الموقع المهيمن في الحياة السياسيّة اللبنانية في ضوء جهود كبيرة ومتواصلة بذلها منذ اغتيال رفيق الحريري في 14 فبراير 2005.

من لديه ادنى شكّ في هذه الجهود التي بذلتها ايران من أجل تحقيق انجاز يجعلها تسيطر على رئاسة الجمهوريّة اللبنانية، يستطيع التفكير مليّا في إغلاق مجلس النواب سنتين وخمسة أشهر من أجل ضمان انتخاب ميشال عون رئيساً خلفاً لميشال سليمان.

أُغلق مجلس النوّاب من أجل «إقناع» كلّ من يهمه الأمر بأن عون تحوّل بين ليلة وضحاها إلى مرشّح تسوية على مسافة من الجميع.

لم يكد رئيس الجمهوريّة السابق يجتاز عتبة قصر بعبدا في 31 أكتوبر من العام 2016 حتّى صار في خدمة «حزب الله».

لم يتجرأ عون يوماً على أن يكون على مسافة واحدة من الجميع.

ليس قطعه الطريق على أي تحقيق دولي في كارثة تفجير مرفأ بيروت، في الرابع من أغسطس 2020، سوى مثال بسيط على مدى سطوة «حزب الله» على موقع رئاسة الجمهوريّة، وهي سطوة يعبّر عنها وقوف ميشال عون وصهره موقف المتفرّج من انهيار النظام المصرفي اللبناني في سياق حملة مكشوفة شنّها الحزب على المصارف اللبنانيّة تحت لافتة «ليسقط حكم المصرف».

لم يحتلّ «حزب الله» موقعاً وخرج منه. هناك أمر واقع يسعى الحزب إلى فرضه من منطلق أن «تحرير الجنوب» في العام 2000 ليس سوى مقدّمة لتسلّم السلطة في لبنان. لم يخف حسن نصرالله الأمين العام للحزب ذلك يوماً.

تحدث عن هذا الأمر في أحد خطاباته القديمة عندما تطرّق صراحة إلى تجارب في دول معيّنة تسلّم فيها من يحرّر الأرض السلطة.

منذ انتصار الحزب على حركة «أمل» في حرب إقليم التفاح أواخر ثمانينيات القرن الماضي، صار الكلام عن ثنائي شيعي من النوع الذي لا معنى لها.

هناك حزب حاكم واحد في لبنان هو «حزب الله»، خصوصاً بعد ذلك اليوم المشؤوم الذي أصبح فيه عون رئيساً للجمهوريّة.

اعترف الرئيس السابق نفسه بأن البلد ذاهب إلى «جهنّم». ربّما كانت تلك المرّة الوحيدة التي كان فيها الرجل صادقاً مع نفسه ومع الذين تعاطوا معه، بمن في ذلك أقرب الناس إليه.

من هذا المنطلق، ليس منطقياً، في غياب حدث اسثنائي على الصعيد الإقليمي، وصول مرشّح المعارضة جهاد أزعور إلى قصر بعبدا. المعادلة التي كرّسها الحزب في غاية البساطة... بما في ذلك معادلة أن يكون وزير المال شيعياً كي يكون لديه ما يسمّى «التوقيع الرابع».

من الواضح أنّ الحاجة إلى معجزة كي يتخلّى الحزب عن رئاسة الجمهوريّة، خصوصاً بعدما نجح في خوض تجربة عون - باسيل في ظلّ معادلة السلاح يحمي الفساد.

لا بدّ من الاعتراف بأن سليمان فرنجيّة لا يمكن أن يكون عون أو باسيل آخر.

بكلام أوضح، لا يمكن لفرنجيّة الهبوط، على سبيل المثال، إلى المستوى الذي هبط إليه رئيس الجمهوريّة السابق وصهره وصولاً إلى فرض رامي عدوان سفيرا في باريس.

لكنّ ما لا مفرّ أيضاً من الاعتراف بأن الزعيم الزغرتاوي لا يمتلك خبرة تذكر لا في الاقتصاد ولا في العلاقات العربيّة والدوليّة ولا في كيفية عمل العالم في السنة 2023.

يدعو إلى التشاؤم أنّ «حزب الله» لا يرتاح إلى أي شخصيّة مارونيّة ليست في جيبه. ما يثير التشاؤم أكثر أنّه لم يحتل يوماً موقعاً في تركيبة النظام اللبناني وقبل التخلي عنه حتّى لو كان هذا الموقع مديرية من المديريات مثل الأمن العام أو سفارة من السفارات.

ليس ما يدفعه إلى قبول شخص آخر غير مرشّحه في موقع رئاسة الجمهوريّة. تكمن قوّة الحزب المسلّح في أن لا فارق لديه بين أن يكون لدى لبنان رئيس للجمهوريّة أو أن يستمرّ الفراغ إلى ما لا نهاية... أي إلى نهاية لبنان الذي عرفناه.

أي لبنان المرتبط بثقافة الحياة. كلّ ما يعني الحزب أنّ يكون البلد مجرّد ورقة إيرانيّة، بين أوراق أخرى، في لعبة كبيرة تدور على مستوى المنطقة والعالم.

يبدو الأمل بوصول جهاد أزعور إلى موقع الرئاسة ضئيل في غياب سبب قاهر يفرض على إيران التراجع. هل مثل هذا السبب القاهر وارد؟ الجواب أنّ تجارب لبنان واللبنانيين مع «حزب الله» لا تشجع على التطلع إلى وجود رئيس للجمهورية من نوع مختلف ومستوى متقدّم.

تكفي نظرة سريعة إلى ما مرّ فيه البلد منذ اغتيال رفيق الحريري، وهو اغتيال لبيروت ولمشروع إعادة بناء لبنان للتأكّد من أنّ وصول جهاد أزعور، الذي يتبيّن يومياً أنّه رجل شجاع، لايزال مستبعداً. على الرغم من ذلك كلّه، لا يمكن قطع الأمل نهائياً من حصول نقلة نوعيّة على صعيد الرئاسة اللبنانيّة.

في النهاية من كان يصدّق أن «الجمهوريّة الإسلاميّة» ستعطي الضوء الأخضر وتسمح للبنان بترسيم حدوده البحريّة مع إسرائيل، كي تتمكن من استغلال حقل كاديش، وذلك قبيل نهاية عهد ميشال عون؟...

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة كي يتخلّى عنها لم يحتلّ الحزب رئاسة الجمهوريّة كي يتخلّى عنها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab