الكرة لا تزال في الملعب الأميركي

الكرة لا تزال في الملعب الأميركي

الكرة لا تزال في الملعب الأميركي

 العرب اليوم -

الكرة لا تزال في الملعب الأميركي

بقلم - خيرالله خيرالله

ثمة ما يستأهل التوقف عنده في البيان الذي صدر عن اللقاءات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض مع وزراء الخارجية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة.

ما يستأهل التوقف عنده، هو الجزء المخصّص لسورية في البيان الذي تضمن نقاطاً عدّة مهمّة. لعلّ أهم هذه النقاط التركيز على القرار الرقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أواخر العام 2015.

يعني ذلك إصراراً أميركياً على ما تضمّنه القرار في ما يخص الحل السياسي في سورية على أساس «فترة انتقاليّة» تستمر 18 شهراً تتوج بانتخابات تشرف عليها الأمم المتحدة.

مثل هذه «الفترة الانتقاليّة» والانتخابات الشفافة بإشراف دولي هما بمثابة هاجس لدى النظام السوري. الأكيد أنّه لا يريد أيضاً سماع شيء من الوارد في البيان الأميركي - الخليجي.

يعتمد النظام المقولة المشهورة التي صدرت في الماضي عن وزير الخارجية الراحل وليد المعلّم الذي قال رداً على القرار 2254 وغيره من محاولات التوصّل إلى حلّ سياسي «سنغرقهم في التفاصيل».

تعتمد سياسة النظام السوري على التفاوض من أجل التفاوض بغية كسب الوقت ليس إلّا من دون تقديم أي تنازل ذي شأن في ما يخصّ التوصل إلى حل سياسي في بلد يعاني من أزمة وجوديّة.

يظلّ أفضل تعبير عن هذه الأزمة وجود سورية في الوقت الحاضر تحت خمسة احتلالات من جهة والارتباط العضوي بين النظام و«الجمهوريّة الإسلاميّة» في إيران.

لا وجود لقرار سوري مستقلّ ولا وجود لأجوبة سوريّة عن أي أسئلة يمكن طرحها على بشار الأسد، خصوصاً في ما يتعلّق بصناعة المخدرات وتهريبها، مع السلاح إلى دول الخليج والأردن... أو الموقف من عودة اللاجئين السوريين إلى مدنهم وقراهم وأرضهم.

يرفض النظام السوري سماع أي كلمة وردت في البيان الخليجي - الأميركي الذي جاء فيه الآتي: «أكد الجانبان (الخليجي والأميركي) مجدّداً التزامهما التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سورية وسيادتها، ويلبّي تطلعات شعبها، ويتوافق مع القانون الإنساني الدولي، وبما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الرقم 2254 الصادر في العام 2015».

وفي هذا الصدّد، رحب الوزراء بالجهود العربية لحل الأزمة بشكل خطوة في مقابل خطوة بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254، على النحو المتفق عليه خلال اجتماع عمان التشاوري لفريق الاتصال الوزاري العربي المعني بسورية في 1 مايو 2023.

وأكدوا دعمهم للقوات الأميركية وقوات التحالف التي تعمل على تحقيق الهزيمة لداعش في سورية، ودانوا جميع الأعمال التي تهدّد سلامة هذه القوّات وأمنها.

وشدد الجانبان على ضرورة تهيئة الظروف لعودة آمنة وكريمة وطوعية للاجئين والنازحين داخلياً بما يتفق مع معايير المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وأهمية تقديم الدعم اللازم للاجئين السوريين والدول التي تستضيفهم.

وأكد الجانبان مجدداً دعوتهما لوقف إطلاق النار، ورحبا بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتجديد تفويض مجلس الأمن لمدة 12 شهراً لتشغيل الآلية العابرة للحدود، وأعربوا عن دعمهم لإدراج جميع المعابر الحدودية المفتوحة حالياً (باب الهوى وباب السلام والراي) في قرار لمجلس الأمن سيصدر في يوليو المقبل. وناقش الجانبان موضوع المحتجزين تعسفياً والمفقودين – على النحو الوارد في بيان عمان وقرار مجلس الأمن 2254، بالتنسيق مع كلّ الأطراف المعنية».

من الواضح أنّ البيان يكشف أنّ عودة النظام السوري إلى شغل موقع «الجمهوريّة العربيّة السوريّة» في جامعة الدول العربيّة لا تقدّم ولا تؤخّر، خصوصاً أنّ القرار السوري في طهران.

لكنّ البيان يطرح سؤالين مهمّين. يتعلّق الأوّل بموقف الإدارة الأميركيّة من النظام الإيراني والآخر بالسلوك الأميركي تجاه النظام السوري نفسه.

على الرغم من النفي الأميركي لاحتمال صفقة جديدة مع «الجمهوريّة الإسلاميّة» في شأن برنامجها النووي، ليس في تصرّفات الإدارة الأميركيّة ما يطمئن الدول العربيّة في الخليج.

يتبيّن كلّ يوم أنّ إدارة جو بايدن لاتزال إدارة حائرة لا يمكن الاعتماد عليها وذلك منذ اليوم الذي رفعت فيه الحوثيين من لائحة الإرهاب. فعلت ذلك بعيد دخول جو بايدن البيت الأبيض في خطوة تستهدف استرضاء إيران لا أكثر.

بالنسبة إلى النظام السوري، لا يمكن تجاهل أنّ في أساس استمرار الأزمة المواقف التي اتخذتها إدارة باراك أوباما التي تجاهلت استخدام بشّار الأسد السلاح الكيمياوي في حربه على شعبه.

كان ذلك صيف العام 2013 بعدما اعتبر أوباما استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي بمثابة «خط أحمر».

ما حدث بعد لجوء بشّار الأسد إلى السلاح الكيماوي أن أوباما أزال اللون الأحمر من قاموسه. أكثر من ذلك قبل بالمخرج الذي قدّمه له فلاديمير بوتين، وهو مخرج انقذ النظام السوري من ورطته.

لم يتغيّر شيء في السنة 2023، لا تزال هناك أزمة ثقة بين دول الخليج العربي والإدارة الأميركيّة.

لولا أزمة الثقة هذه، لما كانت عودة النظام السوري بالطريقة التي عاد بها إلى جامعة الدول العربيّة.

لما كان ايضاً دخول الصين على خط المصالحة السعوديّة - الإيرانية، التي ليس معروفاً بعد هل لديها افق يتجاوز العلاقات بين الرياض وطهران، في ظلّ الإصرار الإيراني على الفصل بين العلاقات مع المملكة من جهة، والملفات الحامية من جهة أخرى.

لا تزال «الجمهوريّة الإسلاميّة» مصرة على تأكيد أن دورها في اليمن وسورية والعراق ولبنان هو دول القوّة المهيمنة التي تمارسها عبر ميليشياتها المذهبيّة في هذه الدول.

تتحكّم هذه الميليشيات بالحياة السياسيّة في العراق وتحمي بشّار الأسد في سورية وتسيطر على لبنان... وتكرّس وجود قسم من اليمن تحت السيطرة الإيرانيّة.

بعد زيارة بلينكن للسعوديّة، لاتزال الكرة في الملعب الأميركي. الكلام الوارد في البيان المشترك عن سورية يظلّ كلاماً في غياب الفعل الأميركي الذي يؤكّد أن عنوان اللعبة في سورية هو القرار 2254 الذي يرفض النظام، إلى إشعار آخر، كلّ كلمة واردة فيه.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكرة لا تزال في الملعب الأميركي الكرة لا تزال في الملعب الأميركي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab