اردوغان والوهم والانتقام من مرحلة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

اردوغان والوهم... والانتقام من مرحلة

اردوغان والوهم... والانتقام من مرحلة

 العرب اليوم -

اردوغان والوهم والانتقام من مرحلة

بقلم - خير الله خير الله

أي موقع لتركيا في منطقة تتعرّض للتمزيق والتفتت؟ السؤال يطرح نفسه لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب الى ان المنطقة تبدو مقبلة على تطورات كبيرة وخطيرة. من المتوقع ان تلد عن هذه التطورات والخضّات فراغات. تعدّ تركيا نفسها، مثلها مثل إسرائيل، لملء اكبر عدد ممكن من هذه الفراغات ابتداء من سوريا... وصولا الى ليبيا حيث خاضت ليبيا معركة طرابلس دفاعا عن الاخوان المسلمين والمجموعات الإرهابية بأشكالها المتنوّعة الموجودة في العاصمة والمناطق المحيطة بها.

تذكّر المرحلة الراهنة بمرحلة ما بعد انهيار الدولة العثمانية في عشرينات القرن الماضي مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى في العام 1918. مهّدت تلك المرحلة، التي يبدو ان اردوغان يريد الانتقام منها، لعودة تركيا الى حدودها الراهنة في ظلّ النظام العلماني الذي انشأه الضابط كمال اتاتورك، وهو نظام سمح لتركيا بان تكون دولة طبيعية بعيدا عن الوهم الامبراطوري. جعل هذا الوهم من الدولة العثمانية الرجل المريض في المنطقة طوال سنوات وسنوات انتهت بتفتت تلك الدولة وفق خريطة جديدة للشرق الأوسط وضعت خطوطها العريضة في معاهدة سان ريمو للعام 1920.

في المؤتمر الذي انعقد في سان ريمو، وهي مدينة ساحلية إيطالية لا تبعد كثيرا عن الحدود الفرنسية وعن امارة موناكو، اضفت عصبة الأمم (المنظمة الدولية التي كانت قائمة قبل الأمم المتّحدة) الشرعية على اقتسام الشرق الأوسط بين بريطانيا وفرنسا، على حساب تركيا التي انتزع منها، بين ما انتزع منها، العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

من الواضح ان تركيا - رجب طيب اردوغان تريد ان تجد لنفسها موقعا مختلفا على خريطة الشرق الأوسط وتجاوز نتائج مؤتمر سان ريمو. تبدو تركيا مصرّة على ذلك في وقت لا وجود لقوّة عربية مستعدة لمواجهتها فعلا بطريقة مباشرة. الدليل على ذلك، ان تركيا لم تتردّد في ارسال أسلحة وحتّى قوات عسكرية ومئات المرتزقة السوريين من الشباب المغلوب على امره بغية منع الجيش الليبي من استعادة طرابلس من الاخوان المسلمين وميليشياتهم المختلفة.

ليس معروفا الى الآن هل تمتلك تركيا، في المدى الطويل، وسائل تسمح لها بمتابعة سياسة ذات طابع استعماري على الرغم من مواردها المحدودة وعلى الرغم من الدعم المالي القطري الذي لم يعد سرّا لدى احد.

ما لا بدّ من الاعتراف به انّ تركيا استطاعت تسجيل نقاط في سوريا، خصوصا في ظلّ الضعف الروسي والتراجع الإيراني الذي فرضته عوامل عدّة. من بين هذه العوامل الضربات الإسرائيلية لمواقع ايرانية والعقوبات الأميركية على "الجمهورية الإسلامية" ورفض الأكثرية الساحقة من الشعب السوري المشروع التوسّعي الإيراني بكلّ ما يتضمّنه من اثارة للغرائز المذهبية وتغييرات ديموغرافية على الأرض.

لم تجد روسيا في نهاية المطاف سوى التوصّل الى اتفاق مع تركيا في شأن الشمال السوري. يؤمن هذا الاتفاق لتركيا السيطرة على شريط يصل عمقه أحيانا ما يزيد على خمسة وثلاثين كيلومترا داخل الأراضي السورية. يمكن ان يكون لهذا الشريط منطق محدّد، خصوصا اذا كان سيوفّر منطقة آمنة للسوريين الذين هجّرهم النظام مع حلفائه الإيرانيين وميليشياتهم من ارضهم. ما ليس منطقيا لجوء تركيا الى اخذ سوريين للقتال في ليبيا خدمة للمشروع الاخواني مستغلّة حال البؤس التي غرق فيها الشباب السوري. في الواقع، ليس مفهوما ما الذي تريده تركيا في ليبيا. هل تريد تحويل طرابلس الى قاعدة تابعة لها تستغلها من اجل ابتزاز أوروبا عن طريق التهديد بارسال لاجئين افارقة موجودين في الأراضي الليبية اليها؟

سبق لتركيا ان حاولت ابتزاز أوروبا عن طريق اللاجئين السوريين. كانت النتيجة الوحيدة المساعدة في نشر مزيد من البؤس في صفوف السوريين الذين وجدوا ملجأ في تركيا بسبب نظام اتخذّ قرارا بشنّ حرب على شعبه. ما يتبيّن مع الوقت ان الحسابات التركية لا تمت بصلة من قريب او بعيد بتصرّفات دولة طبيعية تسعى الى ان تقدّم بالفعل نموذجا لنظام حديث متصالح مع الإسلام السياسي. كلّ ما في الامر ان ما تقوم تركيا يكشف ان هناك عقلية مريضة تتحكّم برجب طيّب اردوغان. اسم هذه العقلية هو الوهم. انّه وهم العودة الى الإمبراطورية العثمانية التي كانت تجنّد بالقوّة شبانا من العراق وسوريا ولبنان كي يقاتلوا الى جانب الجيش العثماني في الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918). كان جدّي لوالدي يروي لنا عندما كنّا صغارا كيف هرب من معسكر في السعديات، وهي بلدة ساحلية في قضاء الشوف اللبناني تقع بين بيروت وصيدا. هرب من المعسكر وسار مسافة طويلة في اتجاه بيروت بعدما كان العسكر العثماني اعتقله مع آخرين تمهيدا لارسالهم الى جبهات الحرب التي كانت تركيا متحالفة فيها مع المانيا...

يعيد التاريخ نفسه. يعيد نفسه في معظم الأحيان بشكل هزلي. قد يكون مفهوما انّ تركيا مهتمة بوجود طويل الأمد في سوريا نظرا الى ان مثل هذا الوجود متعلّق بامنها الوطني إضافة بالطبع الى وجود همّ كردي دائم لديها. ما ليس مفهوما ماذا تفعل في ليبيا وما الذي يمكن ان تجنيه من وجودها هناك في المدى الطويل. ليس مفهوما أيضا لماذا كلّ هذا الاهتمام بالصومال ولماذا زاد في الفترة الأخيرة الوجود التركي في اليمن عن طريق الاخوان المسلمين (التجمّع اليمني للاصلاح) الذين لديهم الحصّة الأكبر في ما يسمّى "الشرعية" اليمنية.

على الرغم من الاحداث الكبيرة المتوقعة في المنطقة، لن تستطيع تركيا لعب دور يفوق حجمها. يحتاج مثل هذا الدور الى إمكانات مالية كبيرة غير متوافرة في بلد يمتلك جيشا كبيرا لكنّ رئيسه لا يعرف ماذا يريد. لا يعرف ماذا يريد الّا اذا استثنينا امرين. ااوّلهما اجندة الاخوان المسلمين والآخر وهم العودة الى الإمبراطورية العثمانية. نعم، كات تركيا امبراطورية. كانت بالفعل في ليبيا. لكن الفارق يبقى كبيرا، في القرن الواحد والعشرين، بين الوهم في الواقع. الى متى سيبقى رجب طيّب اردوغان رئيسا يعيش في اسر هذا الوهم بينما تعاني تركيا من مشاكل داخلية كبيرة. تعاني تركيا من مشاكلها الداخلية الى درجة قد لا تمكنها من الاستفادة من الخضات الكبيرة التي يبدو الشرق الأوسط مقبلا عليها، خصوصا في حال إصرار ايران على برنامج صواريخها البعيدة المدى وعلى امتلاك السلاح النووي!

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اردوغان والوهم والانتقام من مرحلة اردوغان والوهم والانتقام من مرحلة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab