حرب أوكرانيا غيّرت العالم وستُغيّر روسيا

حرب أوكرانيا غيّرت العالم... وستُغيّر روسيا

حرب أوكرانيا غيّرت العالم... وستُغيّر روسيا

 العرب اليوم -

حرب أوكرانيا غيّرت العالم وستُغيّر روسيا

بقلم: خير الله خير الله

دخلت الحرب الأوكرانيّة مرحلة حاسمة في ضوء بدء الهجوم الأوكراني المضاد، وهو هجوم يستهدف إخراج القوات الروسيّة من الأراضي المحتلّة.

غيّرت الحرب، التي شنّها فلاديمير بوتين على البلد الجار، العالم. ستغيّر هذه الحرب روسيا أيضاً.

يكفي للتأكّد من ذلك ارتماء روسيا في الحضن الإيراني كي تتمكّن من متابعة الحرب... والموقف الصيني الساعي إلى الاستفادة إلى أبعد حدود من الضعف الروسي!

لا يمكن لهذه الحرب أن تنتهي من دون تغيير كبير في روسيا نفسها التي تُعاني من مشاكل داخليّة كبيرة، بما في ذلك ضعف الاقتصاد والفساد وتناقص عدد السكان.

ستتغيّر روسيا لسبب في غاية البساطة. يعود السبب إلى أنّ بوتين لا يستطيع الانتصار في الحرب الأوكرانيّة. لا لشيء سوى لأن كلّ دولة في أوروبا، المدعومة أميركياً، تعتبر أن وقف روسيا عند الحدود الأوكرانيّة مسألة حياة أو موت بالنسبة إليها.

يبدو السؤال، في مناسبة إعلان الرئيس فولوديمير زيلينسكي عن بدء الهجوم الأوكراني المضاد، الذي بدأ يُعطي ثماره، إلى أين ستنسحب روسيا؟ هل تبقى في شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها في العام 2018؟ الأهمّ من ذلك كلّه، ماذا سيكون تأثير الهزيمة الروسية على بوتين نفسه وعلى مستقبل الاتحاد الروسي ودوره؟

تبدو أوهام بوتين شبيهة إلى حدّ كبير بأوهام رجب طيّب أردوغان الذي بات عليه، على الرغم من إعادة انتخابه رئيساً لتركيا لخمس سنوات أخرى، إعادة النظر في كلّ سياساته.

نجد أردوغان يتخلّى خصوصاً عن سياسة دعم الإخوان المسلمين وفكرهم المتخلّف.

كذلك، يتخلّى الرئيس التركي عملياً، وليس بمجرد الكلام، عن حلم استعادة امجاد الدولة العثمانيّة في مناسبة مرور مئة عام على توقيع تركيا لمعاهدة لوزان.

فرضت تلك المعاهدة قيوداً محددة على الجمهوريّة التي قامت على أنقاض الدولة العثمانية. فرضت تلك المعاهدة قيودا لقرن كامل على تركيا في ضوء هزيمة الدولة العثمانيّة في الحرب العالميّة الأولى.

في المقابل، سيكون على بوتين الذي توهّم أنّ في استطاعته استعادة امجاد الاتحاد السوفياتي إعادة النظر في كلّ ما قام به منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، بحجج واهية، في 24 فبراير 2022.

لعلّ أوّل ما عليه إدراكه أن الحرب الأوكرانيّة جعلت روسيا في حضن «الجمهوريّة الإسلاميّة».

على أرض الواقع، يحتاج بوتين إلى مسيّرات وصواريخ وذخائر إيرانيّة لمتابعة حربه على الشعب الأوكراني.

اعتقد الرئيس الروسي، قبل اتخاذ القرار بالهجوم على أوكرانيا، أنّ الأمر يتعلق بنزهة أخرى يقوم بها الجيش الروسي، على غرار النزهة التي قام بها في سورية ابتداء من خريف العام 2015.

قام الجيش الروسي بنزهته السوريّة من دون حسيب أو رقيب على قتل آلاف المواطنين السوريين ومهاجمة قرى وبلدات ومدن سوريّة وتدمير منازل ومستشفيات ومدارس.

حدث ذلك كلّه في وقت اختارت اميركا التفرّج على الوحشية الروسيّة في سورية... فيما اختارت أوروبا دور الشاهد على المأساة السوريّة وعلى استعانة ايران ببوتين من أجل بقاء بشّار الأسد في دمشق.

المفارقة أنّ الأسد نفسه بات يقف شامتا بالرئيس الروسي في ضوء غرقه في الوحول الأوكرانيّة!

لا شكّ أن إخراج القوات الروسيّة من الأراضي الأوكرانية المحتلة لن يكون سهلا. سيدفع الأوكرانيون ثمناً باهظاً قبل تحقيق انتصار واضح على الرئيس الروسي.

يؤكّد ذلك أن بوتين لا يتردّد في الإقدام على أي خطوة من أجل عرقلة الهجوم الأوكراني المضاد.

كان آخر دليل على ذلك تفجير سدّ نوفا خاكوفكا من أجل عرقلة تقدّم القوات الأوكرانية. لم يؤد تفجير السدّ إلى مأساة انسانيّة فحسب، بل أدى أيضا إلى إغراق منطقة تبلغ مساحتها أقلّ بقليل من 600 كيلومتر مربّع بالمياه. كلّ ذلك، من أجل عرقلة تقدّم القوات الأوكرانيّة.

سيظلّ الدرس الأهمّ، الذي لم يتعلّمه بوتين من انهيار الاتحاد السوفياتي، العجز عن استيعاب أنّ القوة العسكرية، بما في ذلك الدبابات والصواريخ والقنابل النووية، لم تحافظ على القوة العظمى الثانية في العالم.

انهارت القوة العظمى الثانية لسبب في غاية البساطة. يعود هذا السبب إلى أن الاتحاد السوفياتي فشل اقتصادياً. لم يكن يمتلك اقتصاداً منتجاً. كان مجرّد نمر من ورق.

بقيت روسيا، في نظر العالم، نمراً إلى أن قرّر بوتين خوض مغامرته الأوكرانيّة. كشفت تلك المغامرة، بين ما كشفته، تخلّف السلاح الروسي. كشفت أيضا أنّ الشعب الروسي ليس متحمّساً لحرب أوكرانيّة تستمرّ طويلاً.

لدى المجتمع الروسي ما يكفي من المشاكل كي يرفض حرباً من هذا النوع. كشفت أخيراً أن روسيا ليست سوى مجرّد نمر من ورق، تماما كما كانت عليه حال الاتحاد السوفياتي.

يحاول أردوغان في الوقت الحاضر التصالح مع الواقع ومع محيطه ومع العالم.

الدليل على ذلك تعيين حفيظة غاية اركان، خريجة النظام المصرفي الأميركي والمؤسسات المالية الأميركيّة، حاكماً للمصرف المركزي التركي.

يستعين أردوغان حاليا باختصاصيين حقيقيين، صنع اميركا، من أجل إصلاح ما يُمكن إصلاحه في الاقتصاد التركي وتمكينه من العودة إلى الوقوف على رجليه.

على الرغم من الفارق بين وضع تركيا ووضع روسيا، نظراً إلى أن تركيا لا تخوض حرباً خارج أراضيها، يظلّ مشروعاً التساؤل هل يمتلك فلاديمير بوتين شجاعة رجب طيّب أردوغان؟

الجواب أن ذلك ما يفتقده الرئيس الروسي الذي يبدو مُصرّاً على البقاء خارج كلّ ما هو حضاري في هذا العالم، بما في ذلك العلاقة الطبيعية مع الدول الأوروبيّة.

يعتقد بوتين أن المغامرات العسكريّة، من نوع حرب أوكرانيا، يُمكن أن تبقيه في السلطة وأن تُعيد أمجاد الاتحاد السوفياتي. سيكون صعباً عليه التخلي عن أوهامه التي ستتسبّب، أقلّه في المدى المنظور، بمزيد من الخسائر البشريّة والدمار لروسيا وأوكرانيا.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب أوكرانيا غيّرت العالم وستُغيّر روسيا حرب أوكرانيا غيّرت العالم وستُغيّر روسيا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab