الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

 العرب اليوم -

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى

بقلم : خيرالله خيرالله

في الذكرى التاسعة والعشرين للوحدة اليمنية، لا مفرّ من الاعتراف أن تلك الوحدة صارت من الماضي. شهدت ولادة الوحدة في 22 أيّار – مايو 1990، وشهدت انتهاءها في بلد لم أكن أتصوّر يوما أني سأتعلّق به وبأهله إلى الحد الذي تعلّقت به.

دفعني ذلك التعلّق إلى وضع كتاب عن اليمن صدر قبل ثلاث سنوات تحت عنوان “حرائق اليمن”. كتبتُ مقدمة للكتاب تحسرت فيها على اليمن بعدما شعرت أن لا عودة إلى بلد موحّد، بل ستكون هناك كيانات عدّة سترى النور في يوم من الأيّام. صدر الكتاب قبل أن يغتال الحوثيون علي عبدالله صالح بدم بارد أواخر العام 2017.

كان لديّ شعور دفين بأن الحوثيين سيُقْدمون على هذه الخطوة بعدما غلب عليهم شعور بأنّ وجودهم في صنعاء أبدي، وأنّه لم تعد لديهم حاجة إلى المحافظة على حياة الرئيس السابق الذي كان أوّل رئيس لليمن الموحّد وآخر رئيس له. اعتقد علي عبدالله صالح أنّه سيكون قادرا على تدجين اليمن واليمنيين. استسلم في نهاية المطاف لقدره. ربّما كان يعتقد أنّ الحظّ لن يتخلّى عنه يوما بعد نجاته من محاولة الاغتيال التي تعرّض لها في الثالث من حزيران – يونيو 2011 في أثناء تأدية صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة. لا تزال شهادتي عن اليمن التي كانت مقدّمة كتابي صالحة إلى اليوم، خصوصا أن الأسئلة المطروحة منذ ثلاث سنوات لا تزال هي نفسها.

كتبت وقتذاك: “عرفتُ اليمن قبل أن تطأ قدماي أرضه. كنت مهتّما بما كان يدور في الجنوب خصوصا أيّام “جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية”. ففي هذا البلد وصل حزب شيوعي عربي إلى السلطة. كان الحزب الاشتراكي اليمني، الحزب الشيوعي العربي الوحيد، الذي استطاع ممارسة السلطة. سمح لي اهتمامي باليمن بأن أكون شاهدا على نهاية دولة الجنوب. كان ذلك في العام 1986، يوم الثالث عشر من كانون الثاني – يناير تحديدا، عندما حصل الانفجار الداخلي وتبيّن أن لا وجود لشيء اسمه حزب قائد وحاكم، بل قبائل وعشائر ماركسية تقاتلت في ما بينها من منطلق مناطقي إثر خلاف على السلطة.

شهدت بعد ذلك المرحلة التي مهْدت للوحدة اليمنية بين 1986 و1990، ثم توقيع اتفاق الوحدة وما تلا ذلك من تجاذبات أدّت إلى حرب صيف 1994 حين هزم علي عبدالله صالح بدعم من الميليشيات الإسلامية المختلفة وبعض الجنوبيين المشروع الانفصالي بقيادة الحزب الاشتراكي الذي كان على رأسه علي سالم البيض.

شهدت أيضا الصراع الذي دار في البلد بين 1994 و2011، عندما اضطر علي عبدالله صالح إلى تسليم السلطة إثر المحاولة الانقلابية التي تعرّض لها والتي كان الإخوان المسلمون رأس الحربة فيها. حصلت ثورة شعبية حقيقية في 2011 قادها شباب متحمّسون من ذوي النيّات الحسنة الذين أثّر فيهم “الربيع العربي”، لكن الإخوان عرفوا كيف يخطفون تلك الثورة، وصولا إلى ذلك اليوم (الثالث من حزيران – يونيو) الذي أرادوا فيه التخلّص جسديا من علي عبدالله في مسجد النهدين داخل دار الرئاسة.

سلّم علي عبدالله صالح، الذي بقي في السلطة ثلاثة وثلاثين عاما، الرئاسة بموجب المبادرة الخليجية إلى نائبه عبدربّه منصور هادي الذي أصبح في شباط – فبراير رئيسا انتقاليا لمدة سنتين، يبدو أنّها ستدوم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا…

شهدت أخيرا، ولكن من خارج اليمن، المرحلة الأخيرة من صعود الحوثيين الذين صاروا “أنصار الله” وتمدّدهم ثم انكفاءهم بعد شن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية “عاصفة الحزم”.

شهدت في الواقع انهيار دولة الجنوب ثم قيام دولة الوحدة ثم انهيار هذه الدولة، مع ما يعنيه ذلك من تفتيت لليمن. كان اليمنيون يخشون من الصوملة (نسبة إلى الصومال). حدثت الصوملة وهم الآن في مرحلة ما بعد الصوملة.

لا أدّعي أن في استطاعتي الإجابة عن سؤال من نوع: اليمن إلى أين؟ كلّ ما أستطيع قوله إن اليمن الذي عرفناه لم يعد موجودا، وأنّ العودة إلى صيغة الشطرين، أي إلى مرحلة ما قبل الوحدة، ليست واردة. السؤال الوحيد الذي يمكن طرحه كم عدد الدول أو الكيانات التي ستقوم في اليمن في مرحلة ما بعد انتهاء حروبه الطويلة؟ هل تنتهي هذه الحروب يوما، خصوصا بعدما وجدت “القاعدة” مقرّا لها في الأراضي اليمنية يعوض ما خسرته في أفغانستان؟

كنت مؤيدا للوحدة اليمنية ومتحمّسا لها في مرحلة معيّنة. نلتُ “وسام الوحدة”. لم أخجل من ذلك. ما زلت مؤمنا بأن الوحدة وفّرت على اليمن واليمنيين في تلك المرحلة الكثير من الدماء. لولا الوحدة، لما كان في الإمكان رسم الحدود البرّية بين اليمن وجاريه، المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، والحدود البحرية مع إريتريا التي سعت في مرحلة معيّنة إلى احتلال جزر يمنية مثل جزيرة حنيش في البحر الأحمر. قبل الوحدة لم يكن الجنوب قادرا على رسم الحدود مع السعودية بسبب مزايدات الشمال. ولم يكن الشمال يتجرّأ على خطوة من هذا النوع بسبب مزايدات الجنوب.

الأهمّ من ذلك كلّه، أن الوحدة كان يمكن أن تؤسس لنظام ديمقراطي قائم على التعددية الحزبية، يكون فيه تبادل سلمي للسلطة وحرّيات من كلّ نوع، خصوصا في مجال الإعلام. لكنّ كلّ ذلك بات من الماضي، كذلك احتمال قيام لامركزية موسّعة تسمح لكلّ مكوّن من مكوّنات اليمن بالتعبير عن نفسه بحريّة.

الآن، لم يعد ممكنا الدفاع عن الوحدة. صارت الوحدة اليمنية جزءا من الماضي، خصوصا أنّه لم يعد واردا حكم اليمن من “المركز”، أي من صنعاء، وخصوصا أن الصراع راح يدور ابتداء من العام 2010 داخل أسوار العاصمة.

لن أحاول الدخول في التكهّنات أو الخوض فيها. أقول ما أعرفه وعندما لا أعرف، أقول لا أعرف وأكتفي بالسكوت. لم أكن سوى صحافي شغوف باليمن أحبّ أهله واحترمهم وخرج، بعد ثلاثين عاما من مرافقة شبه يومية للحدث اليمني بانطباع واحد هو الآتي: كلّما عرفت اليمن واليمنيين، كلما اكتشفت كم أنك تجهله وتجهلهم.

هنا تنتهي مقدّمة الكتاب الذي شكل محاولة متواضعة للإحاطة بالظروف التي رافقت تشظي اليمن والأسباب التي تدعو إلى التفكير في البلد من منظار مختلف بعيد كلّ البعد عن الوحدة التي كانت خيارا لا مفرّ منه في العام 1990، مثلما أن خيار البحث عن صيغة جديدة لليمن هو خيار السنة 2019 أو خيار السنوات الثماني الماضية بعدما سهّل الإخوان المسلمون بانقلابهم على علي عبدالله صالح، وصول الحوثيين إلى صنعاء وإقامتهم إمارة إسلامية أقرب ما تكون إلى نسخة شيعية عن الإمارة التي أقامتها “حماس” في غزّة ابتداء من منتصف العام 2007…

في ذكرى الوحدة اليمنية، يبدو ضروريا أكثر من أيّ وقت، ولأسباب عملية أكثر من أيّ شيء آخر، التخلي عمّا بقي من أوهام، بما في ذلك وهم إمكان العودة إلى صيغة الشطرين، أو الدولتين المستقلتين في اليمن. ستكون هناك حاجة إلى سنوات طويلة قبل أن نعرف هل سيبقى شيء ما من الوحدة اليمنية غير ذكرى قيامها في يوم من الأيّام…
 

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى الوحدة اليمنية… لم تبق غير الذكرى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان
 العرب اليوم - الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 العرب اليوم - نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 17:07 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

نيكول سابا وياسمين عبد العزيز يجتمعان في رمضان 2025

GMT 22:12 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

هنا شيحة تكرر تعاونها مع محمد هنيدي في رمضان 2025

GMT 09:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات حادة لمسلسل صبا مبارك "وتر حساس"

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 00:07 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل وحزب الله تتبادلان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار

GMT 13:41 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 10:42 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران والدور الجديد لـ«حزب الله»

GMT 10:44 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إلى الكويت لحضور “قمة الخليج 45”

GMT 13:44 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab