طوارئ إسرائيلية في منطقة تتغيّر
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

"طوارئ" إسرائيلية... في منطقة تتغيّر

"طوارئ" إسرائيلية... في منطقة تتغيّر

 العرب اليوم -

طوارئ إسرائيلية في منطقة تتغيّر

بقلم - خير الله خير الله

يصعب التكهن بالاسباب التي جعلت بنيامين نتانياهو ومنافسه السياسي بني غانتس يتفقان على تشكيل حكومة "طوارئ" في إسرائيل. هذا لا يمنع من ملاحظة انّ زعيم تكتل ليكود الذي سيبقى رئيسا للوزراء لمدة 18  شهرا، على ان يخلفه زعيم حزب ازرق وابيض لمدة 18 شهرا اخرى، يتفقان على استبعاد كلّي لاي تعاون او تنسيق مع عرب إسرائيل، أي فلسطينيي 1948 الذين لديهم 15 عضوا من اصل 120 في الكنيست الإسرائيلية.

اذا وضعنا جانبا ذلك العداء المكشوف للاقلّية العربية في إسرائيل، يبدو مستغربا موقف حزب ازرق وابيض، الذي يسمّى أيضا حزب الجنرالات، الذي كانت لديه علّة وجود واحدة هي التخلّص من "بيبي". سيبقى زعيم ليكود في موقع رئيس الوزراء، علما انّه يُفترض به المثول امام المحكمة قريبا بعد توجيه القضاء الإسرائيلي اتهامات عدّة له. هذه الاتهامات مرتبطة أساسا بسلوكه "الفاسد" الذي يشمل الحصول على رشاوى. ليس معروفا هل سيحاكم "بيبي" قريبا. المعروف انّه باق رئيسا للوزراء بفضل خصومه من الجنرالات. على رأس هؤلاء بني غانتس الذي سيكون وزيرا للدفاع في انتظار دوره على رأس الحكومة، وغابي اشكينازي الذي سيتولّي الخارجية.

معروف ان قادة حزب ازرق وابيض هم غانتس واشكينازي وموشي يعلون. انتمى الثلاثة الى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حيث شغل كلّ منهم، في مرحلة معيّنة، موقع رئيس الأركان. لم يعد سرّا ان إسرائيل تتوقّع احداثا كبيرة في المنطقة. ستحاول استغلال هذه الاحداث قدر الإمكان، خصوصا في ظلّ الحاجة الملحّة لدى دونالد ترامب الى أصوات اليهود الاميركيين.

ستحاول إسرائيل قبل كلّ شيء وضع يدها على قسم كبير من الضفّة الغربية وعلى وادي الأردن وذلك قبل نهاية ولاية ترامب الساعي الى البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية بعد انتخابات تشرين الثاني – نوفمبر المقبل التي سيواجه فيها الديموقراطي جو بايدن الذي شغل موقع نائب الرئيس في عهد باراك أوباما (ولايتان رئاسيتان). هل ستسمح الولايات المتحدة بضم إسرائيل لقسم كبير من الضفّة الغربية إضافة الى وادي الأردن مع ما يشكله ذلك من احراج للملكة الأردنية الهاشمية؟ في ظلّ التفاهم التام بين ترامب و"بيبي"، يبدو كلّ شيء واردا بما في ذلك طي صفحة خيار الدولتين الذي يعني قيام دولة فلسطينية "قابلة للحياة" نهائيا.

لن تقتصر مهمّة حكومة "الطوارئ" الإسرائيلية على ضمّ قسم من الضفة الغربية التي تعاني أصلا من سياسة الاستيطان المستمرّة منذ سنوات عدة والتي اخذت بعدا جديدا مع تولي نتانياهو موقع رئيس الوزراء. لن تكتفي اسرائيل بخلق مشاكل واحراجات للاردن الذي تربطها به معاهدة سلام ذات بنود واضحة. هناك وضع إقليمي غير مسبوق في ظلّ تفتت سوريا. ستسعى إسرائيل الى تكريس ضمّها للجولان وجعل قضيّة الهضبة المحتلة قضيّة من الماضي. في النهاية انّ تقاسم سوريا يسير على قدم وساق. ما شهده الشمال السوري خير دليل على ذلك. ما يمكن ملاحظته في الأشهر الأخيرة تعزيز تركيا وجودها في مناطق حدودية معيّنة تشمل محيط ادلب على طول نحو 120 كيلومترا وفي عمق يصل الى 35 كيلومترا أحيانا، بما يضرب المشروع الكردي في سوريا نهائيا.

يحصل ذلك كلّه في ظلّ تفاهم واضح بين تركيا والروس والأميركيين الذين باتوا موافقين بدورهم على شريط تركي داخل الأراضي السورية. ما عجزت تركيا عن عمله بعد العام 2011، أي بعد اندلاع الثورة السورية، تفعله في 2020. هناك مزيد من التعزيزات العسكرية التركية داخل الأراضي السوريّة. لا تدخل تركيا بجيشها مكانا وتخليه. التجربة القبرصية واضحة. اجتاح الجيش التركي جزيرة قبرص صيف العام 1974. كانت لديه حجة قويّة تتمثل في حماية الاقليّة التركية في الجزيرة بعد الانقلاب الذي شنته مجموعة قبرصية يمينية بزعامة نيكولاس سيمبسون بدعم من الحكم العسكري الذي كان قائما في اليونان. تغيّر كلّ شيء في قبرص التي صارت عضوا في الاتحاد الاوروبي وتتمتع بنظام ديموقراطي حقيقي. ما لم يتغيّر هو الوجود العسكري التركي الذي تكرّس مع اعلان "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى تركيا. تركيا في قبرص منذ 46 عاما. ليس ما يوحي بانها ستخرج منها قريبا. ثمّة منطقة في شمال سوريا مرشحة لان تصبح تحت الحكم التركي بمباركة أميركية وروسية في وقت يتراجع المشروع التوسّعي الايراني يوما بعد يوم في ضوء الصعوبات الداخلية الناجمة عن نظام فاشل على كلّ صعيد داخلي من جهة والعقوبات الاميركية من جهة أخرى.

قبل مئة عام بالتمام جرى تقسيم المنطقة بموجب اتفاق سان ريمو الذي باركته جمعية الامم، وهي المنظمة الدولية التي كانت قائمة قبل الامم المتحدة. ولد من رحم سان ريمو لبنان الكبير الذي عاش مئة سنة والذي ليس ما يبشّر بانه سيتجاوز هذه السنّ بسهولة من دون تغييرات جدّية تطرأ على طبيعة نظامه... وعلى دوره التقليدي في المنطقة وعلى نظامه الاقتصادي. نبّه تحقيق نشرته صحيفة "لو موند" قبل ايّام في مناسبة مئوية سان ريمو الى انّ هذا الاتفاق الذي جاء بعد انهيار الدولة العثمانية وانتهاء الحرب العالمية الاولى اهمّ بكثير من اتفاق سايكس – بيكو للعام 1916 نظرا الى انّه جعل فلسطين تحت الانتداب البريطاني، كذلك العراق، وسوريا ولبنان تحت الانتداب او الحكم المباشر الفرنسي بموافقة جمعية الامم التي كانت تمثّل وقتذاك الشرعية الدولية.

ليس قيام حكومة "الطوارئ" في إسرائيل حدثا عاديا، اذا اخذنا في الاعتبار كلّ هذه الاحداث التي تدور في الشرق الاوسط، في ظلّ انكفاء أميركي لا ترجمة له على ارض الواقع سوى الانحياز الكامل لإسرائيل...

لا يشبه هذا الانكفاء سوى ذلك الذي مارسه الرئيس الاميركي وودرو ولسن الذي كان يدعو بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى الى ترك شعوب المنطقة "تمارس حقّ مصيرها" وهو ما رفضه الفرنسيون والبريطانيون الذين كان طموحهم وراثة الدولة العثمانية في العراق وسوريا ولبنان. انتصرت وجهة النظر البريطانية والفرنسية. أي وجهة نظر ستنتصر في السنة 2020 بعدما أصبحت بريطانيا وفرنسا غائبتين، فيما لم يعد الروسي بدري ما الذي عليه عمله في سوريا او العراق وكيف التعامل مع ايران الذي يتبيّن يوما بعد يوم عمق الحلف القائم بينها وبين الصين. نعم الصين. هناك بكل بساطة حكومة "طوارئ" إسرائيلية في منطقة تتغيّر. يتغيّر فيها كلّ شيء، بما في ذلك حدود الدول!

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طوارئ إسرائيلية في منطقة تتغيّر طوارئ إسرائيلية في منطقة تتغيّر



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - مودريتش يوجه رسالة دعم خاصة لمبابي عقب الهزيمة أمام ليفربول

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab