أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ»

أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ»؟

أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ»؟

 العرب اليوم -

أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ»

حازم صاغية

ينتقد بعض الأوساط سياسة باراك أوباما في سوريّة، أو بالأحرى لا سياسته، بصفتها تعبيراً عن نزوع إمبرياليّ. وفي حدود ثنائيّة اليمين واليسار، وإن ضاقت شبكة المعارف التي تفيدنا بها هذه الثنائيّة، لا سيّما في الولايات المتّحدة التي لم تؤخذ بهذا التقليد «الأوروبيّ» أصلاً، فإنّ الإمبرياليّ «يمينيّ» أساساً، وإن ظهر في التاريخ الغربيّ الحديث ساسة «يساريّون» صُنّفوا أيضاً إمبرياليّين. وفي الحالات كافّة، ولأسباب لا تتّسع لها هذه العجالة، يبقى من السهل دائماً تنسيب ما هو مرفوض أو مكروه إلى يمينيّة ما.

لكنْ يبقى من الصعب ربط النهج القائم على التخلّي والانكفاء بالإمبرياليّة وميلها الاقتحاميّ الراسخ. أمّا تقاسم مناطق النفوذ في العالم، بوصفه من السمات الملازمة دوماً للتوسّع الإمبرياليّ، فلا يستقيم مع ترك سوريّة، وربّما الشرق الأوسط برمّته، في عهدة بلدين كروسيّا وإيران.

في المقابل، ولا سيّما في الولايات المتّحدة وأوروبا الغربيّة، ثمّة نقّاد يأخذون على سياسة أوباما السوريّة أنّها «يساريّة». أمّا الذين منهم لا يستخدمون هذا المصطلح تحديداً فيستخدمون المواقف والأفكار التي اصطبغ بها تاريخيّاً اليسار الغربيّ، والأميركيّ خصوصاً، لا سيّما عدم التدخّل الخارجيّ.

فالرئيس الأميركيّ، تبعاً لهذا النقد، إنّما صدر عن البيئة الثقافيّة العريضة هذه، كما أتى بمساعديه ومستشاريه منها. وأكثر ما يلحم أطراف هذه البيئة الافتراض أنّه كلّما اتّجهت الولايات المتّحدة إلى الخارج، اتّجهت وهي تحمل الشرّ الذي يصيب أهل هذا الخارج قبل أن يرتدّ خسائر على الداخل الأميركيّ نفسه. أمّا «المحافظون الجدد» في ظلّ ولايتي جورج دبليو بوش فقدّموا العدوّ الذي يستقي أوباما حقائقه ممّا هو نقائض أفعالهم.

وإذا كان هذا التقليد قويّاً في الولايات المتّحدة، لا تقتصر ريادته على نعّوم تشومسكي وإدوارد سعيد، فإنّ حرب العراق إنّما رفدته بالتصليب والبلورة. وهنا يُلاحَظ الفارق الكبير بين «الاتّعاظ» «اليساريّ» لباراك أوباما بحرب العراق، بصفتها الدليل الذي لا يُدحض على ضرورة الانكفاء عن المنطقة، و «الاتّعاظ» «اليمينيّ» لرونالد ريغان بحرب فييتنام، حيث راهن على تبديد «عقدة فييتنام» الأميركيّة عبر اندفاعة أكثر هجوميّة تستأصل، في ما تستأصل، هذا الميل إلى اللطم والاعتذار. فأميركا، والحال هذه، لم تفعل إلاّ الخير ولن تكون مؤهّلة لغير صنع الخير.

وكائناً ما كان الأمر، يُخشى أن نكون اليوم أمام احتمالين هما أقرب إلى مصيبتين:

- أن تكون الولايات المتّحدة، بـ «يمينها» و «يسارها»، في صدد الإجماع على موقف انعزاليّ، أقلّه في ما خصّ منطقة الشرق الأوسط التي تجعلها التحوّلات النفطيّة، انهياراً للأسعار وتطويراً للبدائل، منطقة «غير مفيدة».

- وأن تُترك المنطقة المذكورة لروسيا وإيران اللتين لا تملكان الرغبة في لمّها ونقلها إلى الاستقرار، كما تفتقران إلى القدرة على ذلك حتّى لو رغبتا فيه. والحال أنّ القدرات المتواضعة للبلدين، وطبيعة السلطة فيهما، وتركيبها وأفكارها، لا تسمح إلاّ توقّع المزيد من الحروب الأهليّة والتفتّت.

وفي هذه الغضون، تتوالى الكارثة السوريّة فصولاً، وتمضي استباحة حلب قدماً، وهي صاحبة الاسم الحصريّ للفصل الراهن.

arabstoday

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن.. ديك البرابر

GMT 01:14 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

الروس في أوكرانيا والروس في سوريا

GMT 00:33 2022 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الاحتجاجات الإيرانية وتواطؤ واشنطن

GMT 00:58 2022 الإثنين ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أوباما... صحوة ضمير أم شيء آخر

GMT 01:38 2022 الأحد ,11 أيلول / سبتمبر

هذه هي إيران

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ» أوباما السوريّ «يمينيّ» أم «يساريّ»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:38 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
 العرب اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 07:36 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه
 العرب اليوم - أحمد سعد يعلّق على لقائه بويل سميث وابنه

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab