تونس نحو مستقبل أفضل

تونس نحو مستقبل أفضل

تونس نحو مستقبل أفضل

 العرب اليوم -

تونس نحو مستقبل أفضل

جهاد الخازن

لا سبب منطقياً يجعل المراقب المحايد، أو الخبير في شؤون تونس، يتوقع إنقلاباً سياسياً خلال الأسابيع الأربعة القادمة لتأتي إنتخابات الرئاسة في جولتها الثانية بمفاجأة.

الجولة الأولى يوم الأحد الماضي أعطت الباجي قايد السبسي 47 في المئة من الأصوات مقابل 27 في المئة لمحمد المنصف المرزوقي. والجولة الثانية في 28 من الشهر القادم لا بد أن تكون أرقامها ضمن هذه الحدود.

كانت الانتخابات البرلمانية في 26 من الشهر الماضي إنتهت بحصول نداء تونس الذي يقوده السبسي على 86 مقعداً مقابل 69 مقعداً لحزب النهضة الاسلامي. ولعل النهضة دفع ثمن دوره القيادي في حكومتين إئتلافيتين منذ 2011 فشلتا في حل مشكلات الاقتصاد وشهدتا مشكلات أمنية كبرى، مثل إغتيال قائدَيْن معارضين من تحالف اليسار هما شكري بلعيد ومحمد براهيمي خلال فترة ستة أشهر. بل ربما قلنا إن المرزوقي دفع ثمن تأييد النهضة له فقد كان واضحاً أن الناخب التونسي يريد اداء إقتصادياً أفضل وأمناً وأماناً للعيش من دون قلق على ما يخبئه الغد.

الأحزاب اليسارية نالت 39 مقعداً في البرلمان والمستقلون نالوا 24 مقعداً، وأعتقد أن اليسار، وتحديداً حزب العمال (الذي كان إسمه الحزب الشيوعي قبل سقوط الشيوعية) يستطيع التأثير في نتيجة إنتخابات الرئاسة، إلا أنه في غالبيته يميل الى السبسي، لذلك أجد أن فوزه مرجح.

أهم ما في إنتخابات تونس البرلمانية ثم الرئاسية إجماع المراقبين من أهل البلد والخارج على أنها كانت نزيهة، ومن دون تدخل أو تزوير.

ربما كانت السلبية الوحيدة وقد تابعت الوضع السياسي التونسي على مدى سنوات هي أن السبسي عمره 88 سنة، ولا أدري إذا كان قادراً جسدياً وذهنياً على القيام بمهمات الرئاسة التي قد تتطلب العمل 18 ساعة في اليوم وربما عشرين ساعة.

سجله يشفع له فهو رئيس وزراء انتقالي سابق، ووزير داخلية ودفاع وخارجية وسفير أسبق، وأيضاً رئيس البرلمان. الذين يعارضونه يقولون إن فوزه يعني عودة الى عهدَي بورقيبة وبن علي لأن كثيرين من رجالات هذين العهدين، وبعض أصحاب الملايين، إنضموا الى نداء تونس.

المرزوقي طبيب ومعارض مزمن أسس سنة 2001 المؤتمر من أجل الجمهورية واختلف مع زين العابدين بن علي، فأقام في فرنسا لاجئاً ولم يعد إلا بعد سقوط بن علي ليقود النظام الانتقالي.

كِلا المرشحَيْن يجعل الناس تطمئن الى مستقبل تونس، وعندي سبب إضافي هو ما أبدى راشد الغنوشي والنهضة من حكمة واعتدال في التعامل مع الوضع السياسي. النهضة لم ترشح أحداً من قادتها للرئاسة، ما يذكّرني بالاخوان المسلمين في مصر الذين فازوا بالانتخابات البرلمانية وأعلنوا أنهم لن يرشحوا أحداً للرئاسة، ثم رشحوا إثنين، وأتبعوا السيطرة على السلطتين التشريعية والتنفيذية بمحاولة السيطرة على القضاء.

هذا لن يحدث في تونس فالحكم سيكون إئتلافياً، كما في المغرب، ويبدو أن إسلاميي المغرب العربي أكثر اعتدالاً واستعداداً للتعامل مع الآخرين، ولا رغبة لديهم في الاستئثار بالحكم وفرض قناعاتهم على الشعب كله.

كنت عرفت الأخ راشد الغنوشي عبر ما قرأت من أفكاره واجتمعت به في دافوس وسمعته ووجدته دائماً معتدلاً ومنفتحاً على الآخرين. وقرأت له هذا الشهر مقالاً نشرته «نيويورك تايمز» عنوانه «كيف ستنجح تونس» ووجدت أنه لا يزال يسير في خط الاعتدال والحكمة والحنكة السياسية.

هو يرفض أن يكون الخيار بين الاسلاميين والعلمانيين ويؤيد التعددية السياسية. هو أيضاً يدافع عن القيَم الاسلامية ويرفض تحميلها المسؤولية عن الارهاب، بل يصر على أن تكون جزءاً من المجتمع التونسي.

أهم ما في اعتدال راشد الغنوشي أنه صادق، وليس خدعة إرتدت على أصحابها في بعض بلاد المشرق العربي.

arabstoday

GMT 09:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

شرعنة استخدام السلاح النووى

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 09:44 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة

GMT 09:39 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان السينما.. ومؤتمر الصحفيين

GMT 09:37 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دين جديد!

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس نحو مستقبل أفضل تونس نحو مستقبل أفضل



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab