الضحية ينتخب في سورية

الضحية ينتخب في سورية

الضحية ينتخب في سورية

 العرب اليوم -

الضحية ينتخب في سورية

جهاد الخازن

نسمع عن «مفاجأة الموسم»، وفي الأيام الأخيرة قررت أن مفاجأة مفاجآت الموسم هي أن يفوز حسان نوري بالرئاسة السورية وأن يحل ثانياً ماهر حجار، وأن يُصدر الدكتور بشار الأسد بياناً رسمياً يعلن فيه خسارته الانتخابات لولاية ثالثة، ثم يتصل بالسيد نوري ليهنئه بالفوز.
طبعاً هي أضغاث أحلام... يقظة. والدكتور بشار نال 97.62 في المئة من الأصوات سنة 2007، بعد أن نال 97 في المئة سنة 2000، والنسبة هذه المرة كانت 88.7 في المئة فأرجِّح أن حسان نوري وماهر حجار صوّتا للرئيس.
إيران احتفلت بفوز الدكتور بشار الأسد قبل أن يدلي السوريون بأصواتهم ما يذكرني بطرفة تعود إلى أيام الاتحاد السوفياتي عندما أصدرت شرطة موسكو بياناً يقول إن لصوصاً سطوا على وزارة الداخلية وسرقوا نتائج انتخابات السنة المقبلة.
كانت هناك تصريحات عجيبة غريبة من إيران، وأكتفي هنا بقول وزير الخارجية محمد جواد ظريف في مؤتمر لأصدقاء سورية في طهران عشية التصويت في سورية إنه يجب أن يعترفوا بأنه لا يوجد حل للأزمة في سورية غير إرادة الشعب السوري التي ستظهر في صناديق الاقتراع.
هل سطا الوزير ظريف على صناديق الاقتراع السورية؟ لا أعتقد ذلك لأنه رجل شريف ظريف، ولكن هو في حماسته نسي أنه إذا كان الأمر يعتمد على إرادة الشعب السوري فقط، فلماذا توجد قوات وميليشيات مدعومة من إيران في سورية لدعم النظام؟
أرجو من القارئ أن يلاحظ الاسم «أصدقاء سورية»، فمؤتمر طهران تبنى الاسم رداً على «أصدقاء سورية» من دول غربية وعربية. ولكن إذا كان الكل صديق سورية فمَنْ قتَلَ 162 ألف سوري حتى الآن؟ الصهيونية والاستعمار لم يفعلا، غير أن إسرائيل تبقى المستفيد الوحيد من القتال في سورية.
الدول العربية التي تؤيد الثورة ضد نظام الأسد، والدول الغربية الكبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قالت إن انتخابات الرئاسة السورية «مهزلة»، ولكن إذا كانت مهزلة فلماذا لا نرى أحداً يضحك؟ هي انتخابات الدم كما وصفتها المعارضة السورية، والتصويت نفسه لم ينتزع هدنة يوم واحد من الموت والدمار.
ما دُمِّر يعادل 143.8 بليون دولار بحسب تقديرات البنك الدولي. ورئيس البنك جيم يونغ كيم يقول إن الحرب ستنتهي في يوم قريب (أقول إن شاء الله)، ويجب على الجهود الدولية، بقيادة الدول العربية، أن تركز على إعادة تعمير سورية.
أعترف بأنني لا أفكر في التعمير اليوم، بل أفكر في طريقة لوقف قتل السوريين ولا أجدها، فالقتال بحسب المعطيات الحالية سيستمر أربع سنوات أخرى أو أربعين إذا لم تطرأ ظروف غير مرئية تقلب المعادلة المعروفة
لا سبب منطقياً لتوقع عناصر لم يفكر فيها أحد، والدول الغربية القادرة مشغولة هذه الأيام بخطر الجهاديين عليها، فأقرأ تحقيقات وتصريحات أميركية وبريطانية وفرنسية عن خطر الجهاديين العائدين من سورية، واحتمال ممارستهم الإرهاب في بلادهم بالتبني. هذه الدول تحسب حساباً لخطر محتَمَل، ربما لا يقع، وتتجاوز خطراً قائماً على المواطنين الأبرياء في سورية الذين يُقتَلون يوماً بعد يوم.
الانتخابات أيَّد نتائجها قبل أن تُعلَن إيران وروسيا وكوريا الشمالية. وعارض النتائج، قبل أن تُعلَن أيضاً، دول في الشرق والغرب اعتبرتها مهزلة. وقرأت على هامش الانتخابات تحقيقاً في صحيفة «هفنغتون بوست» الإلكترونية يسجل سبعة انتخابات مزورة سبقت انتخابات الرئاسة السورية، وتضم صدام حسين سنة 2002، وروبرت موغابي سنة 2013، وحسني مبارك سنة 2005، ونيكولاس تشاوشيسكو سنة 1974، وبورما سنة 1990، وتيتو سنة 1945، وسيب بلاتر لرئاسة فيفا سنة 2011.
أنا من منطقة احترفت تزوير الانتخابات من بلدية ونيابية إلى رئاسية، والتزوير آخر همّي. ما أريد هو وقف قتل السوريين.

 

arabstoday

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

الصديق الثرثار

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كوندورسيه يلتحف الكوفية

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مقاييس النجاح في زمن القوة الخشنة!

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

أين الزلازل يا شيخ فرنك؟

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

«فيتنام بايدن» في الجامعات الأميركية؟

GMT 01:11 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

تخوين الملكة رانيا!

GMT 01:10 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

مهرجان كان الـ77 يرسم ملامحنا ونرسم ملامحه

GMT 01:07 2024 الجمعة ,10 أيار / مايو

كان إذا تكلم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضحية ينتخب في سورية الضحية ينتخب في سورية



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:49 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

السؤال الشائك في السودان

GMT 17:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حادث مروّع في عُمان يوقع قتلى وجرحى

GMT 00:46 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

القذائف تتساقط على وسط مدينة رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab