التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى

التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى

التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى

 العرب اليوم -

التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى

بقلم :جهاد الخازن

ماذا حدث بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على صدور تقرير تشيلكوت عن الحرب الأميركية - البريطانية على العراق؟ لا شيء. لا شيء إطلاقاً، وتوني بلير من الوقاحة أن يقول في مؤتمر صحافي: «أعتقد أننا اتخذنا القرار الصائب والعالم أفضل وأكثر أمناً نتيجة لذلك». هذا كذب ووقاحة لا يقدر عليهما إلا بلير وأمثاله.

التقرير الذي استغرق إعداده سبع سنوات وجاء في 2.6 مليون كلمة قال إن معلومات الاستخبارات كانت ناقصة، وأقول إنها كانت كاذبة في اعتمادها على مصدر عميل معارِض لصدام حسين، والتقرير زاد أن إدارة الحرب كانت مرتبكة، وأقول إنها كانت متعمدة قتل أكبر عدد من العرب والمسلمين وتدمير العراق.

جريمة الحرب على العراق ربما تختصرها كلمات من مذكرة أرسلها بلير إلى بوش في 28/7/2002 تقول: «سأكون معكم مهما حدث».

تقرير تشيلكوت يقول إن حكومة بلير أخطأت في اعتمادها على معلومات استخباراتية عن أسلحة دمار شامل يملكها صدام حسين، والواقع إن حكومة بلير ضغطت على الاستخبارات (أم آي 6) لتقديم ما تريد، وكان غير صحيح. فكل المعلومات الأخرى تقول إن صدام أمر بتدمير كل أسلحة الدمار الشامل التي كان العراق طوَّرها بعد خروج قواته من الكويت، وإن مصدر المعلومات البريطانية كان كاذباً، إذ سبقته معلومات من مسؤول عراقي فرّ إلى الخارج وشرح للاستخبارات الأميركية تفاصيل تدمير الأسلحة العراقية من كيماوية وغيرها.

الحرب على العراق كان وراءها فريقان أميركيان: الأول المحافظون الجدد أنصار إسرائيل الذين عملوا مع الأحمق جورج بوش الابن، وسيطروا على إدارته لتدمير أي موقف عربي ضد إسرائيل، والثاني عصابة تطمح إلى سيطرة أميركية على مقدرات العالم، ويقودها ديك تشيني ودونالد رامسفيلد.

النتيجة أن الحرب لم تكن شرعية وفق تقرير تشيلكوت، لأن الأميركيين والبريطانيين لم يستطيعوا أن يحصلوا على قرار ثانٍ من مجلس الأمن ضد العراق. والحقيقة والإنسانية كلها وأرواح الضحايا تطلب أن يُحال المجرمان بوش وبلير على محكمة جرائم الحرب الدولية، فإذا حُكِم ببراءتهما يغلق الموضوع.

بلير وبوش لم يكونا مسؤولَيْن فقط عن ضحايا الحرب سنة 2003 أو في السنوات الست أو السبع التالية، بل عن كل موت لاحق في العراق وحتى اليوم. صدام حسين كان مجرم حرب، إلا أن الإرهاب التالي ما كان وقع لو ترِك في الحكم محاصَراً. أيضاً لا أنسى قول وزير الخارجية الأميركي في حينه كولن باول، في خطابه أمام الأمم المتحدة عشية الحرب إن أبا مصعب الزرقاوي حليف صدام، وكان الزرقاوي من رجال «القاعدة» فأصبح قائداً للإرهاب الآخر في العراق. وربما كان بقي حياً لولا تفجيرات الفنادق في عمّان سنة 2005، فقد أرسلت الاستخبارات الأردنية عملاء لها انضموا إليه، ثم بلّغوا الأميركيين بمكان وجوده فقُتِل. لولا ذلك لربما كان الزرقاوي لا يزال حياً حتى اليوم، يرتكب جرائم إرهابية.

أصرّ على أن جرائم الزرقاوي لا تُقاس شيئاً بما ارتكب بوش وبلير بحق شعب العراق. فالحرب دُبِّرَت بليل، والأميركيون اعتمدوا على معلومات منشقين عراقيين يستحيل أن يصدقهم أحد، ومع ذلك فقد قدموا «معلومات» قَبِلها الأميركيون «على عماها» ودفع شعب العراق كله الثمن حتى اليوم.

دعوت في السابق وأدعو الآن إلى محاكمة بوش وبلير لمجرد أنهما زعيما عصابة الحرب، إلا أن العدالة تقضي أن يُحاكم تشيني ورامسفيلد ورموز المحافظين الجدد الذين وجهوا رسالة إلى بوش في 20/9/2001 تطالبه بغزو العراق. لولا وجود هؤلاء الإرهابيين الإسرائيليي الهوى في إدارة بوش لربما كانت الحرب ما وقعت.

أدين هؤلاء جميعاً وأدين معهم صدام حسين، فكلهم شركاء في الجريمة ضد شعب العراق الذي ما زال يدفع الثمن حتى اليوم.

arabstoday

GMT 13:22 2021 السبت ,26 حزيران / يونيو

لبنان والمساعدات الاميركية للجيش

GMT 19:47 2021 الخميس ,17 حزيران / يونيو

أخبار من اسرائيل - ١

GMT 13:51 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

أخبار عن بايدن وحلف الناتو والصين

GMT 14:47 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

المساعدات الخارجية البريطانية

GMT 21:58 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

أعداء المسلمين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى التقرير عن الحرب على العراق أصبح ذكرى



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:48 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
 العرب اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 05:56 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

تدمير التاريخ

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 17:44 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الجيش السوري يحاول استعادة بلدات في حماة

GMT 06:19 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

اللا نصر واللا هزيمة فى حرب لبنان!

GMT 02:32 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا تعلن عن طرح عملة جديدة يبدأ التداول بها في 2025

GMT 08:33 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

حذف حساب الفنانة أنغام من منصة أنغامي

GMT 20:57 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يؤكد موقف الإمارات الداعم لسوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab